جوزيفين حبشي

الأدوار الثانية... صخرة تسند البناء الدرامي

20 نيسان 2023

02 : 01

الثنائي جميل وقمر

"بحصة بتسند خابية" كما يقول المثل الشعبي، فكيف الحال إذا كانت هذه البحصة السند بالمساحة، لها حجم الصخرة قوة وفعالية وأهمية؟

‎ بعض الأدوار المساندة في الدراما التلفزيونية خلال الموسم الرمضاني هذه السنة هي أدوار بطولة مطلقة عن جدارة، تسند المسلسل، تدعم صلابته، تقوّي حبكته وتساهم في نجاحه.

‎بعض الأدوار المساندة هذه السنة، هي نقطة القوة الخارقة، خصوصاً عندما تكون هذه "السندات" جبالاً في الأداء الطبيعي وتركيب الشخصية مثل رندة كعدي و كارول عبود في "للموت 3"، وطارق تميم وساشا دحدوح في "النار بالنار"، على سبيل الذكر لا الحصر.

‎أربع قمم في الأداء، "يكسحون" الساحة الدرامية هذا الموسم، بأداء سهل ممتنع، يستحيل أن يبهت وهجه، بغض النظر عن مساحة الدور، حتى لو كانت هذه المساحة مشهداً واحداً فقط لا غير.




كارول عبود الاستغلال المحبّب

رندة كعدي الحنان



هذه السنة وككل سنة، مستحيل أن نتفاجأ بأداء كل من رندة كعدي وكارول عبود في "للموت" ( إنتاج "إيغل فيلمز"). نندهش نعم، ولكن لا نتفاجأ لمعرفتنا بمدى قدرتهما على الالتحام بروح حنان وسارية، ونفَسهما ولحمهما ودمهما. رندة كعدي هي الحنان كله بنظرة واحدة فقط من دون الحاجة الى مطوّلات وعرض عضلات، وكارول عبود هي "الاستغلال" الطريف والمحبب كله، الممسوك بحس عال من إحترافية يستحيل معها أن تجنح الشخصية نحو الابتذال.

هذه السنة، من فاجأنا وأدهشنا كثيراً ضمن خانة الادوار المساندة، هما الثنائي طارق تميم وساشا دحدوح اللذان قدما شخصيتي الزوجين جميل وقمر في مسلسل "النار بالنار"( انتاج الصبّاح اخوان). ثنائية مميّزة جداً، بنكهة " الحلو والمرّ"، الطرافة والالم، "ستشقلب" حياة طارق وساشا المهنية رأسا على عقب، فمسيرتهما بعد "النار بالنار" لن تكون أبداً مشابهة لما قبله.

ساشا دحدوح، الإعلامية وعارضة الأزياء والوصيفة الثالثة لملكة جمال لبنان 2007، التي سبق أن شاركت في مسلسلات مثل "بيروت سيتي"، "أولاد آدم"، "العودة" و "للموت3"، جعلتنا نكتشف ولادة ممثلة إستثنائية في "النار بالنار". ممثلة تقمصت بإتقان وعفوية شخصية قمر، المرأة الصلبة من الداخل، البسيطة بالشكل، الضعيفة أمام حبها لزوجها جميل الذي قست عليه الحياة وبددت أحلامه.

زوج هو طارق تميم الممثل المعروف في عالم المسرح والكوميديا، الغائب منذ سنوات عن الشاشة، فإذا به يعود بدور يشبهه ويشبه خلفيته الثقافية والانسانية كثيراً. إنه جميل الصحافي اليساري، الطيب والحنون والرومنسي مع زوجته قمر، الذي ضاعت احلامه، فباع روحه وكليته، وأدمن القمار، وجعلنا ندمن انتظاره لنستمتع بسحر الاداء العفوي والطبيعي البعيد جداً عن المبالغات وعرض العضلات. دور، مضحك مبكٍ مؤلم، يستحق عليه الأوسكار، لو كان لبنان "هوليوود".


MISS 3