صفي الدين: لبنان ينتقل من مرحلة التأزّم إلى مرحلة الفوضى

09 : 58

رأى رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين أن "لبنان يمر اليوم في مرحلة خطيرة جداً، وهو ليس مأزوماً فقط، وإنما ينتقلُ الآن من مرحلة التّأزّم، إلى مرحلة الفوضى العارمة، لأنّ ما بين التأزّم والفوضى هناك التخبُّط، وهذا ما يعيشه لبنان الآن، حيث نرى أنّ هناك انفراطاً عمليّاً للوزارات، والمؤسسات الحكومية ليست قادرة وعاجزة، والموظف الحكومي لا يستطيع أن يؤمن من خلال راتبه أدنى مقوّمات العيش، وهناك انفراطٌ قضائيٌّ ودستوريٌّ، وخلافات طاحنة على أقلّ الأمور، فضلاً عن تراكُم الخلافات والنّقاشات العقيمة".


واعتبر صفي الدين أنَّ "مَن يريد أن يخرجَ من الحفرة العميقة التي بات فيها لبنان على المستوى الاقتصاديّ والمعيشيّ والحياتيّ والماليّ والنقديّ والسياسيّ والقضائيّ، عليه أن ينظرَ إلى الأعلى، ولكنّ بعضَ اللبنانيين ما زال مُصرّاً على أن ينظرَ إلى الأسفل، وإذا أراد الاستمرار في هذا النّسق، فسوف تزدادُ الحفرة عمقاً، ويزداد البلد غرقاً، وهذا ما نفهمُه من خلال الخطابات التعيسة والبغيضة للبعض"، متسائلاً: "هل الوقت الآن مناسب لفتح نقاشات مذهبيّة وتاريخيّة عن طريقة تأسيس البلد ولمَن تأسَّس؟ وهل الآن الوقت مناسب للحديث عن تاريخٍ ليس ببال أحدٍ الآن؟ ولا يهم أحداً وليس له أولويّة على الإطلاق؟ فهذا دليل عقم، ودليل على أنّ هناك فئات في لبنان لم تستفِدْ شيئاً من تاريخ الحرب الأهليّة، ولم تقرأ تاريخَ لبنان جيداً، وعليه، فإن الدعوة اليوم هي للاستفادة من كل ما يحصل للاسراع في عملية الانقاذ".


وأوضح أنّه "إذا لم يُسارِع بعض اللبنانيين إلى ما يُعرض عليهم الآن، فسيأتي الوقت الآتي وهم غير قادرين على أن يحصلوا حتى على ما يُعرض عليهم اليوم، وبالتالي على هؤلاء أن يستعجلوا اغتنام هذه الفرصة، والتأخير ليس لمصلحتهم على الإطلاق، لأنهم فاقدو أوراق القوّة التي يدّعون ويتخيّلون أنهم يمتلكونها، ولكن في الحقيقة هم لا يمتلكونها".


ورأى صفي الدين أن "ما يحصل في المنطقة يدل بشكلٍ واضحٍ على أنّ الأمورَ تتبدّل وتتغيّر، وكلّ هذه التبدلات لا تأتي صدفة، فهذا نتاجُ التّعب والسّهر والدّم والعطاء"، مشيراً إلى أنّه "حينما اعتقد الأميركيّ أنّه باستهداف قاسم سليماني كان بإمكانه أن يهدّئ المنطقة ويسيطر على كلّ شيء، يكتشف الآن أنه مخطئ، وأن دمه كان بعد استشهاده مباشرة وحتى اليوم، أقوى من حضوره قبل أربع سنوات".


أضاف: "إن الذي حصل في القدس والضفة الغربية يؤكد أن دماء سليماني وعماد مغنية وعباس الموسوي والشيخ راغب، ما زالت تلاحقهم، والمقاومة اليوم في فلسطين هي أقوى من أي زمن مضى"، مشدداً على أنه "في المتغيّرات والمعادلات الجديدة المقبلة، هناك وجود لعنصر جديد وفاعل وقوي اسمه محور المقاومة، وبالتالي يجب على الأميركي والغرب وكل العالم أن يأخذوا بعين الاعتبار وجود هذا المحور، لا سيما وأنّ له تأثيراً في لبنان وفلسطين وفي كل المنطقة، وأما بعض الأدبيات اللبنانية التي تحتوي على المزايدات وتعبّر عن أنه ما لنا في فلسطين والقدس والمنطقة، فإننا نقول لمن يطلقها: ماذا يوجد للأميركي في لبنان وفلسطين كي يتدخل بهما؟ وماذا يوجد لإسرائيل في فلسطين ولبنان وسوريا حيث تقوم بالاعتداء عليها بين الحين والآخر؟  فهذا منطق بائد وبائس. حينما نواجه عدواً يقاتلنا ويلاحقنا في كل مكان، يجب أن نلاحقه ونلحق به الخسائر والهزائم في كل مكان".


وختم صفي الدين بالقول: "إن الذي يفهم ويقرأ جيداً، يُحسن الاستفادة من المعادلات الجديدة، وحتّى مَن يخالفنا ولا يقتنع بالمقاومة، نقول له: "أيها الشريك اللبناني الذي تخالفنا ولا تقبل بهذا السلاح ولا بهذه المقاومة، تعال واستفد من هذا السلاح والمقاومة وقوة المعادلات الجديدة من أجل لبنان، ولا تستسلم ولا ترتهن لمن يريد للبنان الإذلال والفقر، وساهم كل المساهمة في إذلال البلد وإفقاره".


MISS 3