إيران تحتجز ناقلة نفط جديدة أثناء عبورها مضيق هرمز

رئيسي يتباهى بـ"انتصار دمشق"... رغم الدمار والتهجير والمآسي

02 : 00

الأسد ورئيسي يتبادلان مذكّرتَي التفاهم في دمشق أمس (أ ف ب)

على الرغم من الدمار الهائل الذي تسبّبت به الحرب في سوريا، حيث خاضت دمشق معارك عسكريّة ضارية مع فصائل سوريّة معارضة كانت تسعى إلى إسقاط نظام البعث، وفيما تسبّبت آلة الحرب السوريّة بتهجير الملايين إلى دول الجوار وتشريد ملايين آخرين داخل البلاد، فضلاً عن المآسي والويلات التي عانى منها الشعب السوري جرّاء ضربات البراميل المتفجّرة والهجمات الكيماوية لنظام الأسد، ووفاة الآلاف تحت التعذيب أو من جرّاء الظروف اللاإنسانية القاسية داخل السجون السورية، تباهى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال لقائه نظيره السوري بشار الأسد في دمشق أمس بأنّ سوريا حقّقت "الانتصار رغم التهديدات والعقوبات".

وقال رئيسي للأسد، وفق ما أوردت الرئاسة السورية ووكالة "إرنا"، خلال محادثات موسّعة جمعت الطرفين في القصر الرئاسي، إنّ "سوريا حكومة وشعباً اجتازت مصاعب كبيرة"، مضيفاً: "اليوم، نستطيع القول إنّكم قد عبرتم واجتزتم كلّ هذه المشكلات وحقّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فُرضت ضدّكم"، إذ "قاومتم ووقفتم ضدّ كلّ ذلك"، فيما اعتبر الأسد أن العلاقات السورية - الإيرانية "كانت خلال الفترات العصيبة علاقة مستقرّة وثابتة بالرغم من العواصف الشديدة السياسية والأمنية التي ضربت منطقة الشرق الأوسط".

وقال الأسد: "عندما شُنّت الحرب ضدّ سوريا منذ 12 عاماً، لم تتردّد إيران في الوقوف إلى جانب سوريا... ولم تتردّد في تقديم كلّ الدعم السياسي والاقتصادي، بل قدّمت دماء. والدماء هي أغلى شيء يُمكن أن يُقدّمه الإنسان لأخيه الإنسان"، مؤكداً أن أهمية زيارة رئيسي "تنطلق من عمق العلاقات بين بلدَينا، هذا العمق المنطلق من الماضي والمتّجه إلى الأمام بثقة وبثبات نحو المستقبل".

وتطرّق رئيسي إلى التطورات في المنطقة قائلاً: "نحن نشهد حاليّاً أن التطوّرات والتغييرات السياسية في المنطقة وفي العالم كثيرة، لكن العلاقات بين البلدَين لم ولن تتأثر بهذه التغييرات والتطوّرات"، مؤكداً أن "العلاقات لن تتأثر بالتغييرات والظروف في العالم والمنطقة". وأردف: "لطالما أعلنّا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم جبهة المقاومة... ونؤكد الآن أيضاً أنّنا ندعم ونقف إلى جانب جبهة المقاومة".

وشدّد رئيسي للأسد على الوقوف إلى جانب سوريا "خلال هذه الفترة، وهي فترة إعادة الإعمار، ونؤكد على توسيع العلاقات بين البلدَين في الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية وأي جانب آخر"، فيما وقّع الرئيسان مذكّرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد بين البلدَين. وتشمل مجالات عدّة، بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرّة.

ووصل رئيسي صباح الأربعاء إلى دمشق على رأس وفد وزاري سياسي واقتصادي رفيع في زيارة تستمرّ يومَين. ويتضمّن جدول أعمال رئيسي في دمشق زيارة مقامات دينية في ضواحي العاصمة، أبرزها مقام السيدة زينب الذي يحظى بأهمية خاصة لدى الطائفة الشيعية وشكّل الدفاع عنه عامل استقطاب لمقاتلين تدعمهم طهران وقاتلوا إلى جانب القوات الحكومية.

وتشهد دمشق إجراءات مشدّدة وانتشاراً كثيفاً للقوى الأمنية. ورُفعت الأعلام الإيرانية على أعمدة الإضاءة على طريق المطار وآخر يؤدّي إلى منطقة السيدة زينب. كما عُلّقت صور للرئيسَين الإيراني والسوري التي كُتب عليها "أهلاً وسهلاً" باللغتَين العربية والفارسية.

وزيارة رئيسي إلى دمشق هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً. وتأتي الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتَين أعلنتا في آذار استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يُسجّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدّة منذ العام 2011.

على صعيد إقليمي آخر، احتجز "الحرس الثوري" الإيراني ناقلة نفط ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وفق ما أعلنت البحرية الأميركية وطهران أمس، في ثاني حادث من هذا النوع في أقلّ من أسبوع. وذكر موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية الإيرانية أن "مدّعي عام طهران أعلن أن القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني احتجزت السفينة نيوفي بناءً على شكوى وأمر من السلطة القضائية".

وكانت السفينة التي انطلقت من دبي تعبر الخليج العربي في اتجاه ميناء الفجيرة في الإمارات عندما "هاجمتها عشرات زوارق الهجوم السريعة التابعة للحرس الثوري الإيراني، في وسط المضيق"، وفق بيان البحرية الأميركية الذي أشار إلى أن "الحرس الثوري" الإيراني "أجبر ناقلة النفط على الاستدارة والتوجّه إلى المياه الإقليمية الإيرانية قبالة سواحل بندر عباس".


MISS 3