جان الفغالي

أزعور نام رئيساً...

22 أيار 2023

02 : 00

هل نام جهاد أزعور رئيساً للجمهورية، واستيقظ، كما هو، مديراً للشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي؟

جهاد أزعور أحد الأسماء المطروحة منذ بدء طرح الأسماء لانتخابات رئاسة الجمهورية، وهو من ضمن اللائحة التي ضمت زياد بارود وصلاح حنين وروجيه ديب وناجي البستاني وابراهيم كنعان وجورج خوري وآخرين. كانت اللائحة تقصر وتطول، تضاف إليها أسماء وتنقص منها أسماء، بحسب الظروف. بعض أسماء اللائحة بقيت ثابتة على رغم التبدلات، زيادة أو نقصاناً. من الأسماء التي بقيت فيها اسم جهاد أزعور الذي يبدو أنه تقدَّم على مَن عداه في الفترة الأخيرة، ولهذا التقدُّم قصة:

في التداول بين معراب وميرنا شالوحي، عبر وسطاء، تبيَّن أن اسم جهاد أزعور هو الأوفر حظاً أو الأوفر مقبولية، كان رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميِّل هو»الوسيط المكوكي»الذي أصبح الإسم في جيبه، بعد سلسلة مشاورات. قبِل الجميع بأزعور، هنا حصلت المفاجأة، استمهل رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، لإعطاء الجواب، إلى حين مراجعة «حزب الله»، باعتبار أنّه لا يجوز طرح اسمٍ من دون موافقة «الحزب» عليه. تدحرجت الأمور وعادت إلى النقطة الصفر: كيف يتراجع باسيل ويربط موافقته بموافقة «حزب الله»؟ هل كان يعرف أنّ «الحزب» لن يوافق على أزعور فسار في المناورة حتى نهايتها؟ هل أزعور هو الإسم الجدي بالنسبة إلى باسيل؟

ربما الأسئلة لم تعد تنفع، أزعور بات خارج المعادلة، وفي الأساس، لم يكن أزعور ليُقدِم في حال كان هو المرشَّح في مواجهة سليمان فرنجيه، جهاد أزعور هو ابن شقيقة الوزير والنائب السابق الراحل جان عبيد الذي في كل حياته السياسية لم يكن في موقع المواجهة مع آل فرنجيه ولا سيما فرنجية الجد ثم الحفيد. في التعيينات النيابية عام 1991، عيِّن جان عبيد عن المقعد الماروني في الشوف، في مقعد الرئيس كميل شمعون، أي أبعد ما يكون عن زغرتا. في انتخابات العام 1992، استُحدِث مقعد ماروني في طرابلس، وقيل يومها إنه لجان عبيد لأنّ «لا مكان له في قضاء زغرتا» ولئلا يصطدم بالعائلات الزغرتاوية التي لها مقعد نيابي.

إذا كان المثل اللبناني يقول: «الولد تلتينو للخال»، فكيف الحال مع جهاد أزعور الذي يعتبر أنّ جان عبيد هو «والده الروحي» في السياسة. جان عبيد هو رجل الوصل وليس رجع القطع، هو رجل التوافق وليس رجل التحدي، فإذا كان جهاد أزعور «مخوَّلاً»، فهو لا يمكن أن يكون إلا توافقياً، وبشكلٍ أكثر دقة، لا يمكن أن يكون مرشحاً في مواجهة سليمان فرنجية. وطالما أنّ هذا الأخير لم يسحب «حزب الله» وحركة أمل ترشيحه، فإنّ جهاد أزعور خارج السباق الرئاسي، أو أصبح خارج السباق الرئاسي.


MISS 3