جورج الهاني

الرياضةُ بعد "كورونا"

24 آذار 2020

10 : 00

لا أعرفُ صراحة كيف سيكون وجهُ وشكلُ أوّل موسم رياضيّ يُقام بعد زوال كابوس "كورونا" الذي يقضّ مضاجعَ شعوب العالم بأسرها، ولا أعلم أيضاً ما إذا كان المعنيّون والقيّمون على الرياضة اللبنانية أصلاً في وارد إستلحاق البطولات الرسمية في حال لطفَ الله بعباده، وتوفر اللقاح لهذا الوباء المستجدّ في الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة.

فاللاعبون بطبيعة الحال إبتعدوا عن مستواهم المعهود بسبب ملازمتهم منازلهم وتوقّفهم القسريّ عن التمارين الجماعية والفردية لوقتٍ طويل، وهم بالتالي بحاجة الى "فترة سماح" لن تكون قصيرة لاستعادتهم لياقتهم البدنية والفنية تدريجياً، وحتى أولئك الذين احترفوا مع فرق خارجية قبل انتشار فيروس "كورونا" طالهم مقصّ قرارات إتحادات الدول المتواجدين فيها بتعليق كافة النشاطات على أراضيها، وصاروا بدورهم خارج "الفورمة" الرياضيّة أسوة باللاعبين اللبنانيين الذين كانوا سبقوهم الى هجر الملاعب ووقف التدريبات والمباريات.

أما الأندية فستجدُ نفسها للأسف وحيدة ومنسيّة بعد هذه الأزمة، فلا وزارة الشباب والرياضة المُفلسة والمُنهكة كباقي وزارات الدولة وإداراتها، ستكون قادرة على مدّها ولو بجرعة قليلة من الدعم المادّي المُلحّ، والأمرُ نفسه ينطبق على المموّلين والمُعلنين الحاليين أصحاب الشركات والمؤسّسات الخاصة والخارجين بخسائر باهظة وأضرار فادحة من هذه الحالة المأسوية، من دون إغفال وضع الإتحادات الرياضية على اختلافها والتي هي بحاجة أصلاً الى الدعم والمساعدة.

إنّ كلّ التركيبة الرياضية الراهنة معرّضة للإنهيار في أيّ وقت لأنها بطبيعة الحال ستتأثّر تماماً بالظروف والأجواء السلبية المُحيطة بها من إقتصادية ومالية واجتماعية وإنسانية، وبالتالي لن تترافق عملية النهوض الرياضيّ المُرتجى إلا مع النهضة الحقيقية الكاملة للبنان واستعادته صحته وعافيته وحياته الطبيعية.


MISS 3