إكبح جوعك بالمساحات الخضراء!

15 : 22

a beautiful window from a luxury penthouse apartment with a view over a garden with golf course and countryside in the background. Looking for a window Please see my window collection including cut-outs with clipping paths by clicking on the Lightbox Link below...

تكثر الأبحاث العلمية التي تثبت قدرة الطبيعة على تحسين الصحة والحفاظ عليها. فقد اكتشفت الدراسات أن التجوّل في الطبيعة يُخفّض مستويات هرمون الكوتيزول المرتبط بالضغط النفسي ويُحسّن المزاج بدرجة ملحوظة. كذلك استنتجت دراسة أخرى أن زيارة أي مساحة خضراء على امتداد الطفولة تُخفّض خطر الإصابة بمشاكل نفسية في مراحل لاحقة من الحياة.


وأخيراً أجرى باحثون من جامعة "بليموث" البريطانية دراسة مفادها أن الاستمتاع بالمساحات الخضراء يُخفف وتيرة نوبات الجوع المفرط وحدّتها، علماً أن هذه النزعة تترافق مع أضرار مرتبطة بتناول وجبات غير صحية أو شرب الكحول أو التدخين. وطرحت المشرفة الرئيسة على الدراسة، ليان مارتن، وزملاؤها نتائجهم في مجلة "الصحة والمكان". توضح مارتن: "تكتسب الأبحاث السابقة بُعداً جديداً بعد اكتشاف رابط مماثل بين نوبات الجوع المفرط وتأمل المساحات الخضراء بكلّ بساطة. إنها أول دراسة تستكشف هذه الفكرة، وتنعكس نتائجها بقوة على الصحة العامة وبرامج حماية البيئة مستقبلاً".


راقب الباحثون في الدراسة 149 مشاركاً، تتراوح أعمارهم بين 21 و65 عاماً، فسألوهم عن ميلهم إلى الاحتكاك بالطبيعة وطريقة تعرّضهم لها، ولاحقاً عن قوة نوبات جوعهم المفرط ووتيرتها وطريقة تأثيرها على صحتهم العاطفية.

ولاحظت مارتن وزملاؤها تراجع قوة نوبات الجوع المفرط ووتيرتها عند الذهاب إلى حديقة خاصة أو عامة. كذلك، حصد المشاركون المنافع نفسها إذا كانت منازلهم تطلّ على مناظر فيها أكثر من 25% من المساحات الخضراء.


وذكر الباحثون أن المشاركين استفادوا من هذه المنافع بغض النظر عن مستوى نشاطهم الجسدي، علماً أنهم أخذوا هذا العامل في الاعتبار بدراستهم. تضيف النتائج الراهنة معطيات مهمة إلى الأدلة المتاحة التي تثبت أن الاحتكاك بالطبيعة ينعكس إيجاباً على جوانب صحية مختلفة. وتقول سابين بال التي شاركت في الدراسة: "تؤدي نوبات الجوع المفرط إلى عدد من السلوكيات الضارة، مثل التدخين، والإفراط في الشرب، والأكل غير الصحي. تُمهّد هذه العوامل بدورها لمجموعة من أبرز المشاكل الصحية العالمية في عصرنا، منها السرطان، والبدانة، والسكري.


لذا يمكن اعتبار الرابط بين تراجع نوبات الجوع وزيادة التعرض للمساحات الخضراء خطوة أولية واعدة". لكن يلفت الباحثون إلى أنّ الدراسة الراهنة لم تتأكّد بعد من وجود علاقة سببية بين الظاهرتَين، لذا يُفترض أن تصبح هذه النقطة محور المرحلة المقبلة من البحث. توضح بال: "ستركز الأبحاث المستقبلية على كيفية استعمال المساحات الخضراء لمساعدة الناس على صدّ نوبات الجوع الشائكة وتسهيل محاولات وقف الأكل مستقبلاً".


MISS 3