الصوم المتقطّع قد يُبطئ نشوء الزهايمر

02 : 00

في الوقت الراهن، يصيب مرض الزهايمر ملايين الناس حول العالم بعد عمر الخامسة والستين، ومن المتوقع أن يزداد هذا الاضطراب شيوعاً في المستقبل. ما من علاج نهائي للمرض حتى الآن، لكن يظن العلماء أنهم وجدوا طريقة لاستهداف جانب منه.

أجرى باحثون من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، ومن جامعة كاليفورنيا، لوس أنجليس، دراسة جديدة سمحت لهم بإعادة ضبط الساعات البيولوجية لدى نماذج من الفئران المصابة بالزهايمر عبر برنامج من الصوم المتقطع.

يؤثر الزهايمر على العمليات البيولوجية الحاصلة في الجسم عند تعطيل الساعة البيولوجية. ويواجه المصابون بهذا المرض تغيرات في دورة النوم واليقظة، وغالباً ما يختبرون خللاً معرفياً متزايداً وارتباكاً واضحاً في فترة المساء وقد يجدون صعوبة في النوم بشكلٍ متواصل. لا تستهدف علاجات الزهايمر الراهنة هذا الجانب من المرض، لكن قد تسمح طرق أخرى بتخفيف حدة المشكلة.

حين أعطى الباحثون جدول الأكل المقيّد بالوقت إلى الفئران، سجلت الحيوانات تحسناً بارزاً في أداء الذاكرة. في الوقت نفسه، أصبحت بروتينات الأميلويد المرتبطة بمرض الزهايمر أقل ميلاً إلى التراكم في أدمغة الفئران الصائمة.

كذلك، أصبح نمط النوم لدى الفئران التي طبّقت مقاربة الصوم المتقطع أكثر انتظاماً، وباتت هذه القوارض أكثر هدوءاً خلال الليل، وتراجعت اضطرابات نومها مقارنةً بالحيوانات التي سُمِح لها بالأكل في أي وقت.

تقول عالِمة الأعصاب باولا ديسبلاتز من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو: «طوال سنوات، افترضنا أن تعطّل الساعة البيولوجية لدى المصابين بالزهايمر ينجم عن تنكس عصبي، لكننا بدأنا نكتشف الآن أن العكس قد يكون صحيحاً، ما يعني أن تعطّل الساعة البيولوجية قد يكون من أبرز الأسباب الكامنة وراء الزهايمر. هذا ما يجعل اختلالات الساعة البيولوجية هدفاً واعداً لعلاجات الزهايمر الجديدة، وتطرح نتائجنا إثباتاً يمكن الاستفادة منه لابتكار طريقة سهلة وبسيطة لتصحيح تلك الاختلالات».

سُمِح للفئران بالأكل خلال ست ساعات من كل يوم. تعني هذه المدة لدى البشر أن يمتنع الناس عن الأكل طوال 14 ساعة في كل دورة ممتدة على 24 ساعة. يبدو أن هذه المقاربة تسهم في إعادة ضبط إيقاعات الساعة البيولوجية الطبيعية التي يعطّلها مرض الزهايمر.

رصد الباحثون تغيرات على المستوى الجزيئي أيضاً، فقد سجلت جينات على صلة بالمرض والالتهاب في الدماغ اختلافات في طريقة إنتاجها لدى الفئران المصابة بالزهايمر بعد تطبيق مقاربة الصوم المتقطع.

يسهل أن يطبّق الناس نظام الصوم المتقطع، ويمكن الالتزام به بسرعة نسبياً. إذا تكررت النتائج نفسها في التجارب البشرية، قد نحصل على خيار واعد آخر يمكن استكشافه لمتابعة المعركة ضد هذا النوع الخطير من الخرف.

في النهاية، تستنتج ديسبلاتز: «يُعتبر اختلال الساعة البيولوجية لدى المصابين بمرض الزهايمر السبب الرئيسي لدخول المسنين إلى دور الرعاية. كل ما نستطيع فعله لمساعدة المرضى في استرجاع إيقاع طبيعي لساعتهم البيولوجية قد يُحدِث فرقاً هائلاً في طريقة التحكم بالزهايمر في العيادات وما يفعله مقدّمو الرعاية لمساعدة المرضى في السيطرة على مرضهم في منازلهم».


MISS 3