إختبار جديد لتشخيص الباركنسون قبل ظهور الأعراض

02 : 00

الباركنسون مرض يصيب الجهاز العصبي ويُسبب مشاكل في الحركة. تتعدد أعراضه الأولية، أبرزها الرجفة، وصعوبة تنسيق الحركات، وتراجع حاسة الشم.

لكن يذكر بحث جديد في مجلة «ذا لانسيت» لعلم الأعصاب أن رصد رواسب بروتينية غير طبيعية عبر استعمال تقنية محددة قد يسهم في الكشف عن المرض في مرحلة مبكرة.

تؤكد نتائج الدراسة فاعلية «اختبار تضخيم بذور الألفا سينوكلين» لتحديد المصابين بمرض الباركنسون بدقة عالية. يستطيع هذا الاختبار أن يرصد الأشخاص الأكثر عرضة للمرض ومن يواجهون أعراضاً أولية غير حركية قبل التشخيص الرسمي.

يتطور مرض الباركنسون عند تراكم نوع محدد من البروتينات في الدماغ، فتنشأ مشاكل على مستوى الحركة وتظهر أعراض بارزة أخرى. كشفت أبحاث سابقة أن اختبار تضخيم البذور البروتينية يستطيع رصد البروتين الشائك، لكن لم يسبق أن جرت دراسة شاملة فيها مجموعة كبيرة من المشاركين المُنتَقين بحذر.

أراد الباحثون في الدراسة الجديدة أن يحللوا مدى قدرة اختبار تضخيم البذور البروتينية على رصد المؤشرات الأولية للباركنسون والتمييز بين مختلف أشكال هذا المرض، فراقبوا أكثر من ألف مصاب أو مُعرّض للباركنسون لمعرفة نسبة نجاح الاختبار في تحديد المعرّضين للمرض مستقبلاً.

حلل العلماء عينات من سائل نخاعي مأخوذ من كل مشارك عبر اختبار تضخيم البذور البروتينية. تستطيع هذه التقنية أن ترصد كميات ضئيلة من بروتين الألفا سينوكلين المرتبط بمرض الباركنسون.

في المجموعة التي خَلَت من سبب وراثي للمرض، نجح الاختبار في رصد الباركنسون في 96% من الحالات. لكن اختلفت دقة النتائج في المجموعة التي كانت تحمل متغيرات جينية محددة.

رصدت الدراسة بعض الاختلافات على مستوى العمر والجنس، لا سيما لدى من يحملون الطفرة الجينية LRRK2. يقول المشرف على الدراسة، كلاوديو سوتو، أستاذ في علم الأعصاب ومدير «مركز جورج وسينثيا ميتشل لأبحاث مرض الزهايمر واضطرابات الدماغ ذات الصلة»: «شملت هذه الدراسة أكبر تحليل لدقة التشخيصات التي تُسجّلها تقنية طوّرناها في المختبر لرصد مستويات غير طبيعية من بروتين الألفا سينوكلين لدى المصابين بمرض الباركنسون. يتعلق الخلل الأساسي لدى هؤلاء المرضى بتراكم نوع غير طبيعي من بروتين الألفا سينوكلين في الدماغ، وهو يصبح ساماً في مرحلة معينة ويقضي على الخلايا العصبية الدماغية. أثبتنا في هذه الدراسة إمكانية رصد آثار هذا البروتين غير الطبيعي في السائل النخاعي لدى مرضى الباركنسون بدقة تفوق التسعين في المئة، ما يعني احتمال تشخيص المرض عبر اختبار بيوكيماوي بسيط يمكن استعماله لدى مريض حيّ. أهم ما في الأمر هو نجاحنا في رصد هذا المؤشر قبل سنوات من ظهور المرض. إنه عامل أساسي لأن الدماغ في هذه المرحلة لا يكون قد تضرر بدرجة مفرطة ومن الأسهل أن يُشفى عبر تعديلات بسيطة في أسلوب الحياة مثلاً».

يوضح سوتو أن التقنية الجديدة لا تكتفي بتشخيص الباركسنون، بل إنها تُحدد أيضاً من يتعاملون مع الأعراض لكن من دون الإصابة بمرض الباركنسون التقليدي. إنه عامل مهم لابتكار العلاجات وتحديد أكبر المستفيدين منها.

تبقى الدراسة محدودة على بعض المستويات، إذ يظن الباحثون أن زيادة عدد العينات المستعملة كانت لِتُحسّن نوعية التحليل. كذلك، كانت الدراسة مستعرضة، ما يعني أنها حصلت في مرحلة زمنية محددة. لكن تستطيع الدراسات المستقبلية التي تستعمل عينات تم جمعها مع مرور الوقت أن تُقيّم تغيرات إضافية.

في النهاية، سيتابع فريق البحث دراسة اختبار تضخيم البذور البروتينية لغايات بحثية وتجارية. شارك سوتو أيضاً في تأسيس شركة التكنولوجيا الحيوية «أمبريون» التي تُركّز على الاستعمال التجاري لذلك الاختبار بهدف تشخيص الباركنسون وأمراض أخرى في مرحلة مبكرة.


MISS 3