محمد شمس الدين... رحيل الريشة النضرة

04 : 40

قال الرسام محمد شمس الدين يوماً: " يجذبني الخوف لكلّ ما هو موجود وراء الطبيعة، حيث تتداخل المعاني لتشكل فضاء آخر متخيلاً عن العالم الآخر، بين الألم والعذاب في الجحيم، والرحلة في المنطقة الرمادية، حيث السكون والانتظار قبل الوصول إلى الفردوس".

رحل شمس الدين أمس الأول، مخلّفاً إرثاً تشكيلياً يعكس مكنونات نفسه ويترجم أحلامه ورؤيته المميّزة والفريدة.

"لم أعد قادراً على استنشاق الأوكسيجين"، هذا ما عبّر عنه يوماً حين كان قويّ البنية لكنّ صحّة وطنه ضعيفة، فتأثّر شمس الدين ليخونه قلبه على وطن بقي رسمة معلّقة على جدار ذاكرته.

بدأ شمس الدين رحلة التشكيل مع بداية الحرب اللبنانية، إذ كان يعمل في مطبعة، واكتشف أن هنالك معهداً للفنون فالتحق به قبل أن ينتقل إلى مدرسة الفنون الزخرفية في باريس.

وتخصص بالفنون الجدارية، وخاض غمار تجربة فنية، حيث تمثل تجربة الجمع بين دانتي وأبوالعلاء المعري مرحلة مهمة في مسيرته.

يغلب الطابع التجريدي على لوحات شمس الدين الطبيعية، حيث ما زال متمسّكاً بملامح "هويته" في الماضي الممتزجة برؤيته المستقبلية.

ترك شمس الدين ريشته بعد أكثر من ثلاثين عاماً في مجال الفن التجريدي ليتجرّد من جسده ويمتزج بنفسه التي ارتقت منذ زمن طويل نحو سحب الإبداع!


MISS 3