طهران متخوّفة من حرب مع كابول: خسارة استراتيجية للطرفين

02 : 00

الرئيس الإيراني خلال استقباله سلطان عُمان في طهران أمس (أ ف ب)

بعد اندلاع اشتباكات بين حرس الحدود الإيراني ومقاتلي "طالبان" بالقرب من نقطة حدودية السبت، أدّت إلى سقوط 3 قتلى على الأقلّ وسط أجواء متشنّجة بين قيادتَي البلدَين حول توزيع مياه نهر هلمند، يبدو أن لدى طهران مخاوف جدّية من تجدّد المواجهات وتحوّلها إلى حرب مع كابول، إذ حذّر مساعد وزير الخارجية الإيراني سيد موسوي أمس من أن أي صراع بين إيران وأفغانستان سيكون "خسارة استراتيجية" لكلا البلدَين.

وكما جرت عادة نظام الملالي باستحضار "نظريات المؤامرة" وإلقاء اللوم على "الخارج"، شدّد موسوي على ضرورة أن "نكون يقظين، ما يحدث اليوم على حدود زابل - نمروز هو استمرار لمؤامرة المستعمرين"، كما "يجب أن يُدرك شعبا ونخبتا البلدَين أن أي نوع من الصراع يُعدّ خسارة استراتيجية لكليهما"، فيما ادّعى قائد القوات البرّية الإيراني كيومورث حيدري خلال زيارته إلى منطقة سيستان بلوشستان وتفقّد الحدود المشتركة مع أفغانستان أن الأمن مستتبّ بالكامل على هذه الحدود، بحسب وكالة "تسنيم".

ونقلت قناة "أفغانستان إنترناشيونال" عن 3 مصادر في "طالبان" لم يكشفوا عن أسمائهم، أن قوات الحركة دخلت أراضي إيران السبت. وكشف أحد المصادر أن هذه القوات "أدّت صلاة الشكر على أراضي إيران، بعد الاستيلاء على أسلحة إيرانية"، في حين كان القيادي البارز في "طالبان" عبدالحميد خراساني، المعروف بـ"ناصر بدري"، قد قال في مقطع فيديو نشره على "تويتر": "بشوق أكبر من حرب الولايات المتحدة الأميركية سنذهب إلى حرب إيران".

وتعهّد "ناصر بدري" أنه وفي حال وافق زعماء "طالبان" على الجهاد، فإنّ الحركة "ستقوم بفتح إيران قريباً". لكنّ الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة "طالبان" عبد النافع تكور أكد في المقابل "عدم رغبة "طالبان" القتال مع جيرانها"، موضحاً أن "الوضع تحت السيطرة". ويأتي الحادث في سياق توترات متصاعدة بين طهران وكابول حول توزيع مياه نهر هلمند بسبب سدّ يؤثر في تدفق المياه إلى إيران التي تُعاني جفافاً.

على صعيد آخر، بدأ سلطان عُمان هيثم بن طارق آل سعيد، الذي سبق أن أدّى دور وسيط بين إيران ودول غربية في ملفات مهمّة منها الملف النووي، زيارة إلى إيران أمس تستمرّ يومَين. واستقبل النائب الأوّل للرئيس الإيراني محمد مخبر سلطان عُمان في مطار مهرآباد الدولي في طهران بعد ظهر الأحد. وأجرى سلطان عُمان محادثات مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في وقت لاحق.

وأفادت وكالة الأنباء العُمانية على "تويتر" بأنّ "سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية توقّعان في طهران على مذكرتَي تفاهم واتفاقيّتَين في مجالات ترويج الاستثمار وتبادل الفرص الاستثمارية وتعزيز التنمية والاستثمار في المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، وتبادل المعلومات النفطية والدراسة المشتركة لمشروع حقل هنجام - بخا".

وتأتي الزيارة في ظلّ تقارير عن تواصل بين طهران والقاهرة قد يُفضي إلى رفع التمثيل الديبلوماسي بينهما إلى مستوى سفير، فيما كان السلطان هيثم قد زار مصر الأسبوع الماضي، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي. وزار الرئيس الإيراني مسقط قبل نحو عام، حيث وقّع اتفاقات تعاون.


MISS 3