العاملون القريبون من مرضى "كوفيد - 19" معرّضون للمشاكل النفسية!

05 : 15

حللت دراسة جديدة الصحة النفسية لحوالى 1300 عامل في القطاع الصحي في الصين. راقب الباحثون أعراض الاكتئاب والقلق والأرق والضيق لدى من تعاملوا مباشرةً مع المصابين بفيروس "كوفيد - 19".كان جيانبو لاي من قسم الطب النفسي في "المستشفى التابع الأول" في "تشجيانغ"، الصين، المشرف الأول على الدراسة التي نُشرت في الشبكة المفتوحة التابعة لمجلة "جاما".

بدأ لاي وزملاؤه بتحليل التداعيات النفسية لدى معالجي المصابين بفيروس كورونا في الصين، فراقبوا خبراء الصحة في مستشفيات خصصت عيادات حمّى أو أجنحة لمرضى "كوفيد - 19" وبلغ عددها 34. ركّز الباحثون تحديداً على خبراء الصحة المشاركين مباشرةً في تشخيص الفيروس ومعالجة المرضى والاعتناء بهم.

قد يكون هؤلاء العاملون أكثر عرضة للضيق النفسي ومشاكل نفسية أخرى نظراً إلى تصاعد حالات "كوفيد - 19"، وأعباء العمل الفائقة، وفيض المعلومات عن الوباء، وعدم وجود كميات كافية من المعدات الواقية والأدوية.

كذلك، أثبتت الدراسات السابقة أن العاملين في القطاع الصحي يحملون في هذه الظروف "وصمة عار" ويخشون أن يلتقطوا العدوى وينقلوها إلى عائلاتهم.


1257 عاملاً تحت الدراسة

جمع لاي وفريقه بيانات ديموغرافية وقياسات عن الصحة النفسية لدى 1257 عاملاً في القطاع الصحي في 34 مستشفى بين 20 كانون الثاني و3 شباط 2020. اقتصرت الدراسة على المستشفيات التي تشمل أجنحة خاصة بفيروس "كوفيد - 19" أو عيادات حمّى.

لتقييم حدّة أعراض الاكتئاب والقلق والأرق والضيق، استعمل الباحثون نسخاً صينية من "استبيان صحة المرضى" المؤلف من تسع نقاط، ومقياس "اضطراب القلق العام" المؤلف من سبع نقاط، و"مؤشر حدة الأرق" المؤلف من سبع نقاط، و"تأثير مقياس الحدث المُعدّل" المؤلف من 22 نقطة.

طبّق العلماء تحليل الانحدار اللوجستي متعدد المتغيرات لاكتشاف العوامل المرتبطة بمشاكل الصحة النفسية.

بلغ معدل المشاركة في الاستطلاع 68.7%. تراوحت أعمار 64% من المشاركين بين 26 و40 عاماً، وكان 76% منهم على الأقل من فئة النساء. كذلك، فاق عدد الممرضين بين المشاركين نسبة الستين في المئة، بينما اقتصرت نسبة الأطباء على 39%. وشكّل العاملون القريبون من المرضى في القطاع الصحي 41.5% من المشاركين.

في النهاية، توصلــــــت الدراسة إلى الاستنتاجات التالية:• أصيب 50.4% من المشاركين بأعراض الاكتئاب، و44.6% بأعراض القلق، و34% بأعراض الأرق، واعترف 71.5% منهم بشعورهم بالضيق.

• سجّل الممرضون والنساء والعاملون القريبون من المرضى والناشطون في مدينة "ووهان" الصينية درجات أخطر من جميع قياسات أعراض الصحة النفسية مقارنةً بالعاملين الآخرين في القطاع الصحي.

• كان العاملون الذين يشاركون مباشرةً في تشخيص "كوفيد-19" ومعالجة المرضى والاعتناء بهم أكثر عرضة لأعراض الاكتئاب.

في التفصيل، كانت هذه المجموعة الأخيرة أكثر عرضة لأعراض الاكتئاب بنسبة 52%، والقلق بنسبة 57%، والضيق النفسي بنسبة 60%، وكانت أكثر عرضة للأرق بثلاثة أضعاف مقارنةً بالعاملين الذين لا يتعاملون مع مرضى كورونا مباشرةً.

كذلك، أصيب 18% منهم بنوع حاد من الاكتئاب، بينما اقتصرت هذه النسبة على 12.9% لدى العاملين البعيدين عن المرضى.على صعيد آخر، واجه 34.7% من العاملين القريبين من المرضى والمصابين بالقلق أعراضاً حادة، مقارنةً بـ25% بين العاملين البعيدين عن المرضى. وبلغت نسبة المصابين بأرق حاد في المجموعة الأولى 12.3% مقابل 4.5% في المجموعة الثانية. كذلك، واجه 42.1% من الخبراء القريبين من المرضى والمصابين بضيق تنفسي أعراضاً حادة مقارنةً بـ29.9% في المجموعة الثانية.

في النهاية، يستنتج لاي وزملاؤه: "مقارنةً بالعاملين البعيدين عن المرضى، يبدو أن التعامل المباشر مع المصابين بفيروس "كوفيد - 19" يشكّل عامل خطر مستقل للإصابة بجميع الأعراض النفسية المذكورة، وذلك رغم أخذ عوامل مؤثرة أخرى بالاعتبار. لذا ستكون حماية العاملين في القطاع الصحي عنصراً أساسياً من تدابير الصحة العامة لمعالجة وباء "كوفيد - 19". يجب أن تُفرَض مقاربات خاصة وفورية لتحسين الصحة النفسية للعاملين المعرّضين لمخاطر الفيروس في القطاع الصحي، ويحتاج الممرضون والنساء والعاملون القريبون من المرضى إلى انتباه خاص".

MISS 3