عماد موسى

"الردّادي"

19 تموز 2019

09 : 01

هم من يجلسون خلف الزجّالين. وبالتعبير التقني دائماً في الـ Arrière Plan. في مباريات التحدي بين جوقتين ينقسمون الى فريقين. على كل أوف "يطيّبون" ولكل مطلع تحية: "الله معك أبو شادي"، "طيّب أبو علي"، "روح يا ملك" ومتى دارت رحى "المعنّى" وحمي وطيس القرادي رددوا آخر بيت من كل ردة على إيقاعات طبلة قبل أن يدخل موسى زغيب آلات أخرى كالأكورديون والمزمار. هم جزء أساسي في حفلات الزجل وإن اعتبرهم البعض من ديكورات المنبر. هم "الردّادي".

تراجع الشعر الزجلي في العقد الأخير مع انكفاء المبدعين أو رحيلهم ولم يبقَ في ساح الكبار سوى طليع حمدان. لكن في المقابل فإن دور "الردّادي" انتقل إلى حيّز آخر. انتقل إلى مجلس النواب، الذي كان يتشكل من 7 نواب و121 عصاً بحسب تعبير عضو كتلة الوفاء للمقاومة ألبير منصور. عصي التسعينات صاروا "ردّادي" فما إن يطلع رئيس الكتلة بموقف حتى ينطلق حساسينه بالتغريد وبالتطبيل وبالتزمير وبالتذكير بما قاله الرئيس. يغير رئيس الكتلة موقفه مصوباً على حليف، فتشنّ مجموعة الردّادي حملة شعواء لا يوقفها إلا قرار الرئيس بلجم التصعيد.

"الردّادي" أنواع: النوع الرخيص هو من ابتاع مقعده النيابي بـ "الغلا والكوى" فتحول من مستثمر كبير إلى ماسح جوخ وضيع همّه الأول نيل رضى من "نوّبه". النوع الغبي والثرثار وهو الذي أخطأ الخالق عز وجلّ في تكوينه، فأنجبته أمه ببغاء على شكل طفل. النوع الفاخر من جماعة الوفاء حتى العظم. وبين "الردّادي" تجد الأصلي والتقليد، الآدمي والأزعر، الجاهل والتكنوقراط وشاعر البلاط والشلمسطي والعسكري الذي ينفّذ ولا يعترض. وأسوأ الإحتمالات أن ينبثق من مقاعد "الردّادي" مرشّح رئاسي، أو مشروع "دولة رئيس"!


MISS 3