أمر غريب يصيبك حين تقرأ وسط الضجة

02 : 00

قد تبطئ الضجة المحيطة بك سرعة القراءة، بما في ذلك الدردشات في المقاهي أو صوت حركة المرور، لكن تذكر دراسة جرت على مجموعة من القراء الروس أن هذه الضجة لا تؤثر على طريقة فهم النص المكتوب.

حللت الدراسة آثار الضجة السمعية ومصادر الإلهاء البصرية، مثل الأخطاء المطبعية أو سوء تصميم الصفحات. اكتشف الباحثون من المدرسة العليا للاقتصاد في جامعة الأبحاث الوطنية في روسيا أن التعامل مع كلمات فوضوية يزيد سرعة القراءة لأننا نعتبر هذه العملية مزعجة على الأرجح ونريد إنهاء القراءة في أسرع وقت.

في اختبار الضجة السمعية، بدا المشاركون أكثر ميلاً للنظر إلى الجزء الأساسي من العبارات لوقتٍ أطول قبل إنهاء القراءة، تزامناً مع سماع دردشات من مدونات صوتية متداخلة في خلفية المكان. كان ذلك الوقت الإضافي يعوّض عن الضجة، وهذا ما يفسّر عدم تأثّر القدرة على فهم العبارات.

وفي اختبار الضجة البصرية الذي ترافق مع وضع كلمات وعبارات قصيرة أخرى إلى جانب العبارات التي يُفترض أن يقرأها المشاركون، بقي مستوى الفهم على حاله مقابل زيادة سرعة القراءة. إنه استنتاج مربك مقارنةً بنتائج الدراسات السابقة، لكن يظن الباحثون أن المشاركين أرادوا بكل بساطة إنهاء المهمة بسرعة واعتبروا الضجة البصرية مصدر إلهاء مزعج.

يكتب الباحثون في تقريرهم: "لاحظنا في التجربتين معاً أن إطالة مدة القراءة الإجمالية ترتبط بزيادة دقة العبارات غير المنطقية".

تتعدد الملاحظات في هذه الدراسة، لكنها تدعم في معظمها نظرية إتقان معالجة اللغة وتكشف أن الضجة السمعية والبصرية لا تجعلنا نزيد أو نُخفف اتكالنا على هذه الطريقة لفهم ما نقرأه.

في ما يخص طريقة تأثير الضجة المحيطة على القراءة، تتماشى نتائج هذه الدراسة مع الأبحاث السابقة: في معظم الحالات، لا تبرز أي اختلافات على مستوى الفهم، مع أن بعض أنواع الضجة (مثل الموسيقى التي لا نصغي إليها في العادة) قد يشكّل مصدر إلهاء في ظروف مماثلة.

تكثر المعايير التي تحتاج إلى تقييم على مستوى نوعية القراءة والضجة المرافقة لها، لذا تبرز الحاجة إلى إجراء دراسات أخرى لمعرفة المزيد عن القراءة بلغات مختلفة، نظراً إلى تنوع طريقة تركيب العبارات. لكن قد لا تعيق مصادر الإلهاء المحتملة تجربة القراءة بقدر ما نظن.

في النهاية، يستنتج الباحثون: "لا يمكننا التأكيد على الفرضيات القائلة إن الضجة تزيد اتكالنا على الدلالات. لكننا لا ننكر أيضاً تأثير قنوات الضجة ونماذج معالجة المعلومات الوافية، ما يعني ضرورة إجراء أبحاث أخرى عن هذا الموضوع.


MISS 3