ريتا ابراهيم فريد

Borrow me book... القراءة لتخطّي الأزمات النفسية

12 آب 2023

02 : 06

ميشا حنا صاحبة المبادرة

تحت اسم Borrow Me Book، أطلقت الشابة ميشا حنا مبادرة ثقافية لافتة بهدف تشجيع الناس على القراءة، وخصوصاً الفئة الشبابية، لا سيّما أنّ أسعار الكتب ارتفعت بشكلٍ كبيرٍ بالتوازي مع ارتفاع سعر الصرف. «نداء الوطن» تواصلت مع ميشا التي شرحت تفاصيل مبادرتها النابعة من شغفها بالكتب، وأكّدت على أهمية القراءة اليومية في تعزيز ثقة الإنسان بنفسه، إضافة إلى كونها ركناً أساسيّاً في بناء مجتمع أفضل.



بدأت المبادرة بـ70 كتاباً، واليوم تخطّى عددها الألف كتاب. كيف ظهرت الفكرة ثمّ تطوّرت بهذه السرعة؟

الفكرة انطلقت منذ نحو سنتين، بمبادرة شخصية نابعة من حبي للكتب. ثمّ توسّعت بسرعة لأنني غمرتُها بالكثير من الحب والطاقة، حيث كنتُ أسلّم الكتاب مرفقاً برسالة لطيفة وكأنّ الكتاب يتحدث إلى القارئ الذي يستلمه ويقول له مثلاً: «أنا سعيد لأني سأكون صديقك خلال هذا الشهر. اهتمّ بي». وهُنا تلقائياً سيشعر القارئ بالمسؤولية تجاه الكتاب وسيحافظ عليه. هذا وتشجّع الكثيرون على استئجار الكتب وتصويرها لنشرها على مواقع التواصل الإجتماعي، أو تصوير عبارات أو مقاطع معيّنة منها.

كيف يمكن التواصل معكم لمن يريد أن يستأجر كتاباً، وضمن أي آلية تسير الأمور؟

التواصل يتمّ «أونلاين» من خلال صفحات Borrow Me Book عبر مواقع التواصل الإجتماعي، على أمل أن نفتتح مكتبة مع بداية العام المقبل. لدينا كل أنواع الكتب: ثقافية، سياسية، دينية... وهي موجودة بلغات مختلفة، ولجميع الأعمار. يتمّ استئجار الكتاب لمدة شهر، حيث نتولى توصيله للقراء ضمن مختلف المناطق اللبنانية. كما تعاقدتُ مع Coffee shops في زحلة، حيث يمكن لمن يرغب أن يستأجر الكتب منهم. مع الإشارة الى أنني في البداية كنتُ أتوجه بسيارتي كي أسلّم الكتب للقراء، لأن شغفي في القراءة كان بالفعل يحثّني على توسيع هذه المبادرة. لكن حين بدأتُ بالعمل، لم يعد وقتي مرناً كما في السابق.

من خلال تجربتك وإصرارك على إطلاق هذه المبادرة رغم العراقيل، كيف يمكننا من خلال شغفنا بأمرٍ ما أن نواجه أصعب التحديات في سبيل الوصول إليه؟

أنا متمسّكة بالبقاء في لبنان لأني ما زلتُ مؤمنة به. وهذا الإيمان ينبع من داخلي وليس من ظروف معيّنة يمرّ بها الوطن. لديّ تمام الثقة بما أحبّ، من هنُا يأتي إصراري على تحقيق ما أصبو إليه، وهو تشجيع الفئة الشبابية على القراءة. ونحن نعلم مدى صعوبة ذلك خصوصاً في هذه الظروف. ولا يمكن تخيّل مدى سعادتي حين يتواصل معي البعض كي يخبروني بأنّهم تشجعوا على القراءة من خلال المنشورات والفيديوات على صفحة Borrow Me Book. أودّ أن أشير أيضاً الى أنني خسرتُ والدي قبل أن أطلق المبادرة بشهر. من هُنا جاءت ردة فعلي بهذه الطريقة، حيث لجأتُ الى القيام بأمور أحبها كي يكون فخوراً بي.



رسالة لطيفة للقرّاء مع كل كتاب


لا حدود للقراءة والمعرفة. ولكن على أرض الواقع، الى أين ترغبين بالوصول من خلال هذه المبادرة؟

أرغب بالوصول الى أكبر عدد ممكن من الشباب والشابات وتجشيعهم على القراءة. وأنا أكيدة بأنّهم لو خصّصوا يومياً ثلث ساعة فقط للقراءة، سيكون هناك جيل قادر على بناء وطن ومجتمع أفضل.

إذاً برأيك، كيف يمكن للقراءة أن تكون بحدّ ذاتها مفتاحاً للتغيير في المجتمع؟

كي نتخطّى أي أزمة نفسية، لا بدّ في البداية من المواظبة على سلوك صحي وسليم. مثلاً، لو واظب الإنسان على رياضة المشي ربع ساعة يومياً، هذه الربع ساعة ستزداد يوماً بعد يوم، وسيعتاد على ممارسة رياضة يومية مفيدة لجسمه. فكيف إذاً بالقراءة، التي هي بلا شكّ عادة صحية تغذّي العقل والروح، حيث أنّها مدخل للإنضباط الذي يساعد على تعزيز الثقة بالنفس وإعطاء الشخصية عزماً أكبر وبُعداً أقوى.

استعنتِ بمواقع التواصل لنشر مقاطع فيديو ضمن مبادرة Borrow Me Book. كيف يمكن هذا الدمج بين الكتب الورقية الكلاسيكية وبين التكنولوجيا، أن يشجّع بدوره على القراءة؟

مواقع التواصل الإجتماعي ساعدتني كثيراً على نشر المبادرة ضمن نطاقٍ أوسع كي تصل الى أكبر عدد ممكن من الناس. إضافة الى ذلك، أعادت التأكيد على أنّني كشابة لا يقتصر دوري على الظهور والاستعراض، بل يمكنني أن أترك أثراً إيجابياً ضمن الشقّ الثقافي أيضاً.

كونكِ ابنة زحلة، مدينة الشعراء. ماذا تقولين لشبان وصبايا زحلة لتشجعيهم على القراءة؟

مدينة زحلة مشهورة بقوّة شبابها، والجميع يعلم أنها خرّجت نخبةً كبيرة من المثقفين والمتعلمين، لذلك علينا أن نحافظ على هذه السمعة، وأن تبقى مدينتنا حجر أساس للإيجابية التي تنعكس في هذا الوطن.


MISS 3