نحن نستنشق كمية البلاستيك الموجودة في بطاقة الإئتمان أسبوعياً

02 : 00

تُحدد دراسة جديدة الأجزاء التي تسدّها جسيمات الميكروبلاستيك في مسالكنا الهوائية حين نستنشق حوالى 16.2 جزءاً منها في الساعة. تساوي الكمية التي تدخل إلى جهازنا التنفسي أسبوعياً نسبة الميكروبلاستيك الموجودة في بطاقة الائتمان.



استعمل إسلام وزملاؤه من جميع أنحاء العالم نموذجاً محوسباً من ديناميات السوائل لاستكشاف طريقة تنقّل الميكروبلاستيك في مسالكنا الهوائية العليا في ظروف تنفسية مختلفة. كان هذا النموذج قد طرح توقعات فاعلة عن أشكال أخرى من الجسيمات طوال عقود.

تبيّن أن أكبر جسيمات الميكروبلاستيك الخاضعة للاختبار (5.56 ميكرون) تميل إلى التركّز في المسالك الهوائية العليا، وتحديداً في تجويف الأنف أو الجهة الخلفية من الحلق على الأرجح. كذلك، يؤثر شكل غبار البلاستيــــك على مكان تراكمها.

يوضح إسلام: «نظراً إلى الشكل التشريحي المعقد وغير المتماثل للمسالك الهوائية وطبيعة التدفقات المعقدة في تجويف الأنف والبلعوم، تنحرف جسيمات الميكروبلاستيك عن مسار التدفق الطبيعي وتتراكم في تلك المناطق. تؤثر سرعة التدفق، وجمود الجسيمات، والتشريح غير المتماثل، على الرواسب الإجمالية وزيادة كميتها في تجاويف الأنف ومنطقة البلعوم».

يذكر الباحثون أن تسريع معدل تدفق الهواء أدى إلى تراجع رواسب الميكروبلاستيك بشكل عام، وبغض النظر عن شكلها. يُخطط إسلام وفريقه في المرحلة المقبلة لابتكار نماذج عن طريقة تنقّل تلك الجسيمات في منطقة الرئتين.

يضيف إسلام: «ثمة ملايين الأطنان من جسيمات الميكروبلاستيك في المياه، والهواء، والتربة. في غضون ذلك، بدأ إنتاج الميكروبلاستيك يتوسّع بدرجة هائلة حول العالم، وتزيد كثافة هذه الجسيمات في الهواء بنسبة ملحوظة أيضاً».

تنبثق هذه الجسيمات الضئيلة من تفكك جميع مواد البلاستيك المحيطة بنا، بدءاً من العمليات الصناعية الكبرى وصولاً إلى السلع الاستهلاكية. يُعتبر قطاع الموضة من أبرز مصادر الجسيمات الدقيقة، فهو ينتج كميات متزايدة من الملابس المصنوعة من ألياف اصطناعية بكلفة أقل من أي وقت مضى.

قد لا تعطي جسيمــــات الميكروبلاستيك أثراً ساماً فورياً، لكن تكثر المخاوف من آثار هذه الملوثات الضئيلة على المدى الطويل، لا سيما عند تراكمها داخل أجسامنا.

كذلك، يميل البلاستيك عموماً إلى جذب كائنات ضارة، بما في ذلك جراثيم مقاوِمة للمضادات الحيوية، وفيروسات، وجزيئات سامة مثل مثبطات الحريق والفثالات. سيكون فهم مكان التصاق هذه الجسيمات خطوة أساسية إذاً لمعرفة ما تفعله أثناء وجودها في أجسامنا.

نُشرت نتائج البحث في مجلة «فيزياء السوائل».


MISS 3