يشكّل وجود الجسيمات البلاستيكية الدقيقة حتى في مياه القطب الجنوبي المعزولة عن التدهور البيئي، مؤشراً إلى المدى الذي بلغه التلوّث في العالم. في هذا الإطار، رمى عالم الأحياء البحرية الكولومبي باولو تيغريروس شبكته في المياه الجليدية في أنتركتيكا لجمع جزيئات صغيرة من النظام البيئي الهش والمعزول. ومثل الغربال، تسمح شبكته بمرور المياه وتحتفظ بالجزيئات الصلبة الصغيرة التي تطفو في مضيق «غيرلاش»، وهو ممر طبيعي يبلغ طوله حوالى 160 كيلومتراً.
وفيما يُفترض أن تكون هذه المنطقة الموجودة في أقاصي الأرض والبعيدة عن صخب الكوكب، بمأمن من التدهور البيئي الذي يؤثر على بقية الأرض، وصلت هذه الجسيمات البلاستيكيّة إلى القارة القطبية الجنوبية حيث تلتقي مياه المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي والهندي، نتيجة التلوث واسع النطاق وملايين الأطنان من النفايات الموجودة في مياه العالم.
وبحسب «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» التابعة للأمم المتحدة التي أطلقت رحلة استكشافية مع الأرجنتين حول هذا الموضوع، فإن المواد البلاستيكية الدقيقة يمكن أن تُلحق المزيد من الضرر بالقارة البيضاء من خلال تقليل انعكاس الجليد، وتعديل خشونة السطح، وعن طريق تحفيز النشاط الميكروبي والعمل كعازل حراري.
وقد تكون هذه الجسيمات وصلت إلى هناك بشكل طبيعي، محمولة بواسطة تيارات المحيط المتجهة جنوباً، ويمكنها أيضاً التنقل في الغلاف الجوي أو في فضلات الثدييات والأسماك البحرية التي تهاجر في أوقات معينة من السنة إلى المناطق الاستوائية لتعود بعد بضعة أشهر.