محمد دهشة

بدء إجراء فحص "كورونا" في مستشفى "الهمشري" وإجماع على تقصير "الأونروا"

8 نيسان 2020

03 : 25

استعدادات مستشفى "الهمشري" لاجراء فحص "كورونا"

تتضاعف معاناة اللجوء الفلسطيني في لبنان في زمن "كورونا"، مشهد يتكرر بضنك العيش في مرحلة "الانتظار القاتل – إنتظار العودة"، وفي ظل وكالة "الاونروا" في تأمين احتياجاتهم في هذه المرحلة العصيبة وطمأنتهم على مصيرهم، او بقائهم على قيد الحياة لتحقيق احلامهم.

داخل مخيم عين الحلوة، ما زالت هواجس القلق من تفشي "كورونا" على حين غرة، تساور ابناءه رغم حالة "الاستنفار الصحي الوقائي" غير المسبوقة، لجهة حملات التوعية والارشاد، رفع منسوب النظافة والتعقيم والرش واتخاذ الاجراءات الوقائية من التزام المنازل وارتداء "الكفوف" و"الكمامات" و"التباعد الاجتماعي" وسواها، وفيه تتفق الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية على تقصير وكالة "الاونروا" في خوض معركة المواجهة مع جائحة "كورونا"، وعلى رفض العرض الذي قدمته لتقديم مساعدات مالية على فئة محدودة من الفلسطينيين وليس على كل اللاجئين.

تقصير "الاونروا"

ويؤكد مسؤول العلاقات السياسية لحركة "حماس" في منطقة صيدا، أيمن شناعة لـ "ندء الوطن"، هذا الاتهام، قائلاً: "دخلنا في حوار مطول مع ادارة "الاونروا" منذ بدء الازمة، ولم نصل الى النتائج المرجوة بعد، لا على الصعيد الصحي او الاغاثي"، فصحّياً لم تنجز "الاونروا" تجهيز مركز "سبلين" المهني في اقليم الخروب للحجر الصحي، بعدما تبين ان الاجراءات لا تتناسب مع المعايير الصحية السليمة، هناك فقط 36 سريراً داخل المركز، فيما المطلوب تأمين 500 سرير لأي حالات طارئة، كما انها لم تقم بدعم ابناء المخيمات الفلسطينية بمواد التنظيف والتعقيم والوقاية وهذا ابسط المطلوب"، أما إغاثياً لا يمكن ان تقول للناس احجروا انفسكم في المنازل ولا تؤمن لهم قوت العيش، "الاونروا" لم تقم بأي خطوة عملية، حتى المساعدات المالية لم تحسم قرارها بعد، وهي مربكة، لا أعرف ماذا تنتظر؟ والانفجار الاجتماعي بات قريباً".

إجراءات تصاعدية

يقول قائد "القوة المشتركة" في عين الحلوة العقيد عبد الهادي الاسدي لـ "نداء الوطن"، "إن الاجراءات داخل المخيم تحاكي مثيلاتها اللبنانية وهي تتصاعد تدريجياً وفق دقة المرحلة وخطورتها، فالدولة اللبنانية سمحت لمحال الخضار والفواكه والمواد الغذائية بالعمل وفق ساعات محددة واجراءات وقائية، ونحن في المخيم لا يمكننا عدم السماح بذلك، ابناء المخيم يريدون التزود بالطعام والشراب، غير ان مشكلتنا تكمن بازدحام سوق الخضار، نتيجة الاكتظاظ، وبالتالي نقوم بجولات ميدانية لمنع الازدحام قدر الامكان، وتوعية الناس على ضرورة ان يشتروا من المحال القريبة من منازلهم واحيائهم ولعدة ايام من دون التجوال في أرجاء المخيم، ونتواصل مع لجنة التجار واللجان الشعبية والاحياء لتحقيق هذه الغاية بالاقناع"، آملا ان "لا يتفشى الفيروس في المنطقة حتى لا نضطر لاتخاذ قرارات أكثر قساوة حفاظاً على اهلنا في المخيم والجوار اللبناني، الذي نتقاسم معه الحلوة والمرة وفي السراء والضراء".

"بارقة أمل"

مقابل الهواجس، بدأت تلوح في الافق "بارقة أمل"، فقد قرر مستشفى "الهمشري" التابع لـ "جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني" الالتحاق بركب المستشفيات اللبنانية لجهة إجراء فحص "الكورونا"، ليكون المستشفى الثاني في مدينة صيدا بعد مستشفى حمود الجامعي.

وتكتسب هذه الخطوة أهمية كبيرة في اوساط اللاجئين الفلسطينيين، كونها تأتي مؤشراً ايجابياً على الاهتمام بصحتهم ومصيرهم وتحديداً لابناء مخيمي عين الحلوة، الذي يتميز بالاكتظاظ السكاني والمية ومية المجاور، اضافة الى عشرات آلاف الفلسطينيين المقيمين في مدينة صيدا وبخاصة في "القديمة" منها، وفي احيائها الشعبية مثل "الزهور، دلاعة، الحاج حافظ، البراد والست نفيسة"، وصولاً الى التجمعات في "الهمشري والفوار وسيروب ودرب السيم والفيلات ووادي الزينة"، في اقليم الخروب، ناهيك عن ان وكالة "الاونروا" المسؤولة عن رعاية اللاجئين لم تدخل الى برامجها الصحية احضار مثل هذا الجهاز او علاج المصابين، اذ ليست لديها مستشفيات خاصة بها وتتعاقد مع بعض المستشفيات في المدينة، فيما عياداتها الصحية داخل المخيمات غير مهيأة لذلك".

ويؤكد مدير مستشفى "الهمشري" الدكتور رياض أبو العينين لـ "نداء الوطن"، ان "إجراء فحص "كورونا" يأتي بعد سلسلة خطوات قام بها "المستشفى" و"جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني" منذ بدء الأزمة واعلان حالة الطوارئ الصحية ووضع خطة متكاملة من "الالف الى الياء"، أقفلنا كافة مداخل مستشفى "الهمشري" وحصرنا الدخول والخروج بمدخل واحد مع تعقيم كل الداخلين والخارجين منه، وأنشأنا "غرفة عازلة" خاصة بالفحص خارج قسم الطوارئ، بعد تخصيص غرفتين للحجر في حال وجود شكوك عالية بحالة اشتباه، بانتظار اجراء اتصالات بوزارة الصحة اللبنانية والصليب الاحمر اللبناني ليقوم بنقل الحالة لاجراء الفحص في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، وكل ذلك يتطلب وقتاً وجهداً مضاعفين، ونحن بصدد استكمال الخطوات بتجهيز اقسام من المستشفى لهذه الحالات، في حال تفشى "الفيروس" في صفوف ابناء شعبنا بهدف تعزيز صمودهم وتوفير علاجهم واختصار الوقت".

ومن المقرر، ان يبدأ اجراء فحص الكورونا" في مستشفى "الهمشري" اليوم الاربعاء، بعدما جاء نتيجة ثمرة تعاون بين الجمعية وسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، بهدف تفادي ارسال اي حالة اشتباه فلسطينية إلى مستشفى الحريري. ويؤكد الدكتور ابو العينين ان الطاقم الطبي يقوم حالياً بالتدرّب عليه، بانتظار موافقة "وزارة الصحة اللبنانية" على اعتماد نتائجه رسمياً، على ان نقوم بعدها بالتعاون مع "الاونروا" في كل ما يتعلق بهذا "الفيروس" والاشتباه به او الاصابة، وقررنا القيام بالفحص ولو لمريض واحد، علماً اننا نفضل اتباع اجراءات وزارة الصحة لجهة تجميع العينات والقيام بها دفعة واحدة".


MISS 3