8 إنتصارات في أوّل 8 "غران بري"

هل يسيطر فيرشتابن و"ريد بول" على كافة سباقات موسم 2023؟

02 : 00

فيرشتابن في أحد سباقات موسم 2023
عشية سباق جائزة النمسا الكبرى، المرحلة التاسعة من بطولة العالم للفورمولا واحد المقررة هذا "الويك أند"، يطرح المتابعون للبطولة سؤالاً وحيداً: هل يستطيع فريق "ريد بول" إحراز جميع الجوائز الكبرى لهذا الموسم؟

هذا السؤال يطرح نفسه على محمل الجدّ بعد ثمانية انتصارات في ثمانية سباقات ضمن الجائزة الكبرى لفريق "ريد بول".

فقد أظهر الهولندي ماكس فيرشتابن وزميله في الفريق، المكسيكي سيرجيو بيريز، أن الـRB19 تتمتّع بهامش كبير عن باقي السيارات هذا العام، وبالتالي لا يمكن استبعاد فوز الفريق بالسباقات الـ22 في روزنامة موسم 2023.

فهل ستنجح "ريد بول" حيث فشلت ماكلارن ومرسيدس وفيراري بفارق ضئيل؟

لقد سبق أن أحرزت ألفا روميو وفيراري بالفعل "الغراند سلام" في الفورمولا واحد في العامين 1950 و1952، عندما لم تكن الفرق البريطانية قد اكتسحت الحلبات. ففازت العلامتان الإيطاليتان بجميع سباقات الجائزة الكبرى لهذين الموسمين، علماً أن روزنامة البطولة لم تكن تتضمّن 22 سباقاً كما في الموسم الحالي.

منذ ذلك الحين، سيطرت العديد من الفرق على بطولة العالم، ولكنها لم تنجح في الفوز بجميع السباقات. فهل يمكن أن يشكل "ريد بول" سابقة هذا الموسم؟

خاض الفريق النمسوي أول ثمانية سباقات في العام 2023 وحصد المركز الأول فيها، وعادل أفضل بداية في تاريخ مرسيدس والتي تعود إلى العام 2019. أما بالنسبة الى الرقم القياسي، فلا يزال يتعيّن على "ريد بول" أن تضرب قليلاً: ففي العام 1988، سيطرت ماكلارن على أول 11 سباقاً، مع الفرنسي آلان بروست والبرازيلي الراحل آيرتون سينا.



التكيّف مع جميع أنواع الحلبات

لكن في الجولة الثانية عشرة من بطولة 1988، على حلبة مونزا الإيطالية، تعرّض الصانع الإنكليزي لفشل مزدوج، من ناحية فنية، ومن ناحية أخرى بشرية. وهكذا طار حلم البطولات الأربع الكبرى لرون دينيس.

تألّق سيارة هوندا وقطعها الطريق على الفرنسي، وسوء فهم غير محتمل أكثر بالنسبة الى البرازيلي، المعروف بكونه ماهراً في حركة المرور، عندما أراد أن يأخذ لفة ثانية من الفرنسي جان لوي شليسير، المبتدئ لدى وليامس، قبل لفتين على نهاية السباق.

جلب هذا السقوط الفردي في بطولة من 16 جولة ندماً أبدياً لرون دينيس، الذي كان يحلم بالكمال.

مثال المرسيدس

كان من المفترض أن تؤدي هذه الإدارة "البراغماتية" لهذا الثنائي الناري إلى هيمنة ساحقة وحصرية وتاريخية. سابقة من المستحيل إعادة إنتاجها بالمصطلحات المحددة، مع واحدة من أجمل السيارات وأكثرها كفاءة في كل العصور.

ثم حاول الكثيرون، واقتربوا من النتيجة المثالية من دون الوصول إليها. فقد أحرزت مرسيدس 19 سباقاً من أصل 21 في العام 2016 مع السائقين البريطاني لويس هاميلتون والفنلندي نيكو روزبرغ.

لكن مرسيدس فشلت في معرفة كيفية احترام مبادئ رون دينيس، قبل نحو ثلاثة عقود. فقد أعطى سائقا توتو وولف الأولوية لمصالحهما الشخصية، ولهذا انتهى بهما الأمر في حفرة من الحصى في مونتميلو.

لاحقاً، على حلبة سيبانغ الماليزية، أخفقت مرسيدس مجدداً. هيمنة في التجارب، عطل في محرك هاميلتون خلال السباق، تصادم غير مسؤول لروزبرغ عند الانطلاق.

أقرب إلى فيراري

مع أفضل المعدات وثنائي متميز في القيادة، فشلت ماكلارن ومرسيدس على أي حال، وربما يكون في النهاية مثال فيراري في العام 2002 هو أفضل تذكير بالموقف الذي يجد "ريد بول" نفسه فيه اليوم: مع سائقها النجم الألماني مايكل شوماخر، وزميله البرازيلي روبنز باريكيللو (السائق الرقم 2 في الفريق)، لم تكن "سكوديريا" بعيدة عن الفوز بكل شيء (15 سباقاً من أصل 17).

فقد أنهى الألماني جميع السباقات في أحد المراكز الثلاثة الأولى، فيما قدّم ماكس فيرشتابن أداء أفضل بحلوله في أحد المركزين الأول أو الثاني.

وكان شوماخر في قلب سلسلة من 24 سباقاً ضمن النقاط، أما فيرشتابن فقد حصد 27 نتيجة إيجابية متتالية.

لكن قوة فيراري شكّلت أيضاً نقطة ضعف: فقد كان باريكيللو "احتياطياً هشّاً"، كما أصبح عليه سيرجيو بيريز اليوم في "ريد بول". وهذا ما يدفع مدير الفريق كريستيان هورنر إلى التحذير منه أكثر من أي وقت مضى. فقد قال هورنر لصحيفة "فاينانشيل تايمز" في أيار الماضي، بعد فوز الفريق في الجولة الخامسة: "أمامنا 22 سباقاً، حلبات جديدة، أحوال جوية مختلفة، استراتيجيات، عامل الحظ... أعتقد أنه لا يمكننا أن نتخيّل هذا الأمر".

وأضاف: "نريد فقط الاستمرار في التقدم لأطول فترة ممكنة، وقضاء الوقت في كل سباق وعدم التفكير في محاولة الفوز بـ22 سباقاً".

من جهته، قال هاميلتون: "من المرجّح أن يفوزوا بجميع السباقات ما لم تحسّن شركتا مرسيدس وأستون مارتن سياراتها بشكل كبير".


MISS 3