بدأت شبكة "نتفلكس" تعرض مسلسل Glamorous (أجواء فاخرة). تمتد هذه الدراما السطحية على عشر حلقات وتتمحور حول رجل مثلي مهووس بالمكياج اسمه "ماركو" (بن جي بيرس المعروف باسم "ميس بيني"). هو يفوز بوظيفة أحلامه حين تختاره "مادولين أديسون" الشهيرة في عالم مستحضرات التجميل (كيم كاترال) وتجعله مساعِدها الثاني، على اعتبار أنه الشخص الوحيد الذي يعرف ما يفضّله العملاء المعاصرون.
كان الكثيرون ينتظرون عودة كيم كاترال إلى الشاشة بعملٍ يليق بها، لكن لا يرقى هذا المشروع إلى المستوى المطلوب. إنه مسلسل فاشل في معظمه، فهو خليط من أعمال مثل Glee (مرح)، و Gossip Girl (الفتاة الثرثارة)، و The Devil Wears Prada (الشيطان يرتدي برادا)، و A Star Is Born (ولادة نجمة)، وجميع الخيالات التي يمكن التفكير بها في قصص تحقيق الأمنيات. كان استعمال هذه القصص كمصدر إلهام ليُحقق الهدف المنشود لو أن المسلسل الجديد يعكس الأجواء الخفيفة والمرحة التي تميّزت بها تلك الأعمال. كان يُفترض أن يبدأ صانعو العمل بحذف 10 دقائق على الأقل من كل حلقة ويكتفوا بحصر الأحداث بنصف ساعة.
يظهر "ماركو" في هذه القصة وكأنه ملاك على الأرض، فيشقّ طريقه بكل اجتهاد في أولى أيام عمله. يقابله ابن "مادولين"، "تشاد"، بالكره حالما يقابله، فيتمنى له "ماركو" أن يجد من يُعلّمه أن يغيّر عقليته ويتخلى عن المخاوف التي تجعله يواجه العالم بهذه الطريقة العدائية. يكون "تشاد" ابن أمه المدلل ومدير المبيعات في شركتها، وهو يحاول إقناعها ببيع منتجاتها إلى ماركة عالمية لمستحضرات التجميل لجعلهما فاحشَي الثراء. لا تقتنع "مادولين" بهذه الخطة بسهولة. هي كانت عارضة أزياء في السابق، وقد أسست شركتها من الصفر لأن الناس من حولها أخبروها بأنها تعجز عن تحقيق طموحها. بعبارة أخرى، هي تتمسك بمبادئ الريادة والفخر والإرث القيّم.
سنتعرّف أيضاً على مساعِدتها الأولى "فينيسيا" (جايد بايتون)، وهي شابة مخيفة لكن طيبة القلب، فتستغل عرض "تشاد" للتخلص من الفتى الجديد وتساعده على استرجاع نجاحه مجدداً. على صعيد آخر، تنشأ علاقة حب خجولة من جانب "بن" (مايكل هسو روزين) الذي يعجز عن التعبير عن نفسه أمام "ماركو" على مر الحلقات، و"بريت" المعروفة بميولها المثلية (عايشة هاريس)، وهي تُشجّع "بن" على الاسترخاء والتعبير عن مشاعره أمام قدوته. في الوقت نفسه، سنشاهد مشاعر أكثر وضوحاً من "باركر" (غراهام بارخورست) الذي يكتفي بالذهاب إلى النادي الرياضي ويخبر "ماركو" بأنه لا يحب الألاعيب الملتوية، لكنه قد يكشف عن أعمق خصائص شخصيته في مرحلة معينة. سنتعرّف أيضاً على "أليسا" (ليزا غيلروي) المسؤولة عن إدارة مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالشركة. هي فتاة لئيمة، لكنها لا تقاوم رغبتها في التقرب من "ماركو".
لكن وسط هذه الشخصيات كلها، يبدو دور كاترال الأضعف على الإطلاق. لا تحمل الشخصية التي تقدمها أي عمق، فهي ليست سيدة أعمال قوية، وليست بارعة في الابتكار، ولا امرأة شرسة، أو باردة، أو متوحشة، أو ودودة أو لامعة. بل إن الملل يطغى على أدائها وشخصيتها. من المفاجئ ألا يستغل صانعو العمل وجودها في هذا النوع من الأعمال التي تتمحور حول المثليين، مع أنها تُعتبر أيقونة في هذا المجال.
كان يمكن أن تصبح شخصية "مادولين" محرّكة للأحداث، فتُغيّر طبيعة هذا المسلسل المليء بشخصيات تكتفي بتبادل النصائح حول أهمية استجماع الشجاعة والتصالح مع الذات، وحيث يحاول الممثلون التفوّه بعبارات مبتذلة مثل "أنا فاشل مثل أغاني كيتي بيري" أو "أنت تُركّز أكثر من اللزوم على ما يريده الناس وتنسى ما يحتاج إليه الجميع: الحب! النور! الإلهام"! باختصار، يحتاج المسلسل إلى إصلاح شامل.