ريتا ابراهيم فريد

بين خطر الكورونا والاعتداءات... لا للتغاضي عن دور الصيادلة

10 نيسان 2020

05 : 30

هم جزء أساسي من الجسم الطبي. موجودون على خط الدفاع الأول في مواجهة فيروس كورونا، جنباً الى جنب مع الأطباء والممرّضين. ورغم كل الخطر المحدق بهم وبعائلاتهم، أصرّ الصيادلة على متابعة عملهم وفتح صيدلياتهم واستقبال الزبائن والردّ على أسئلتهم واستفساراتهم في ظلّ الحالة الصحية الاستثنائية التي تمرّ فيها البلاد. لكن الخطر لم يقتصر على الكورونا فقط، حيث أنّ الصيدليات اليوم تعاني بشكل متزايد من السرقة والسطو المسلّح والاعتداءات. 







نقيب الصيادلة: نطلب من وزير الداخلية أن يُطمئن الصيادلة


شهدنا في الفترة الأخيرة ارتفاعاً لافتاً في معدّل السطو المسلّح على الصيدليات لسرقتها. وفي هذا الإطار أشار نقيب الصيادلة في لبنان الدكتور غسان الأمين الى أنّ الحلّ يكون عبر اتخاذ تدابير أمنية أكبر، والمطلوب من وزارة الداخلية أن تعطي تعليماتها للقوى الأمنية وللشرطة البلدية بضرورة تكثيف الدوريات ومساعدة الصيدليات للحفاظ على أمنها. وفيما أثنى النقيب على الدور والمجهود الذي يقوم به كل الوزراء ومن ضمنهم وزير الداخلية، إلا أنّه تمنّى على الأخير أن يطمئن الصيادلة بأنّ الوزارة ليست مستقيلة من دورها في حماية أمن الصيدليات، وأوضح: «عندما قال الوزير لا يمكنني أن أفعل شيئاً، تسبّب باستياء لدى الصيادلة فشعروا أنهم لوحدهم من دون حماية. وقد يكون ما قاله زلّة لسان. ونحن في هذه المرحلة بأمسّ الحاجة لأن نكون يداً واحدة». من ناحية أخرى، وإضافة الى الإجراءات الوقائية لناحية وضع العازل الزجاجي والتعقيم المستمرّ وترك مسافة آمنة بين الصيدلي والزبون، أشار النقيب الى أن الصيادلة يقدّمون الإرشادات التوعوية لكل الزبائن، «فنحن نحارب هذا الفيروس من خلال التوعية»، حسب قوله.


هذا ونفى النقيب ما يشاع حول نقص محتمل في الأدوية وصولاً الى انقطاع قسم منها، من دون أن ينفي وجود بعض المشاكل في تأمين المستلزمات الطبية المستوردة من الخارج. لكنه طمأن الناس أن بعض المستلزمات يتمّ تصنيعها في لبنان، كالمعقّمات على سبيل المثال.


وعن ارتفاع أسعار الكمامات وعدم توفّرها، أوضح النقيب أنها كانت تستورد من الخارج، وقد عمد بعض المستوردين الى رفع أسعارها بشكل كبير، فبات الصيدلي أمام خيارين: إما أن يشتري الكمامات من المستورد بسعر مرتفع وبالتالي يبيعها بسعر مرتفع، إما ألا يشتريها إطلاقاً، وبالتالي لن تتوفّر في صيدليته. وأضاف: «لكن معلوماتي تقول أنه بعد أسبوع من الآن ستعود الكمامات مؤمنة في كل الصيدليات لأن بعض المصانع في لبنان بدأت بتصنيعها بالتنسيق مع وزراة الإقتصاد. وفي الوقت نفسه استعادت الصين نشاطها في تصدير الكمامات وبالتالي فقد بدأ وكلاء المستلزمات الطبية في لبنان بإعداد طلباتهم من الصين».


من جهة أخرى، شدّد الدكتور الأمين على أنّ القطاع الصحي يتشكّل من حلقات عدة، والصيادلة هم جزء أساسي منه. وأوضح: «صحيح أنّ الأطباء والممرضين معرضين للخطر بفعل عملهم، لكن لا يجب التغاضي عن دور الصيادلة أيضاً. لذلك نحاول تسليط الضوء على دور الصيدلي في هذه الأزمة. والناس بدأت تدرك أهمية هذا الدور، وأنه خط الدفاع الأول قبل وصول المريض الى الطبيب والمستشفى».





علي صفا: دور أساسيّ في الإرشاد الصحي



شدّد نائب نقيب الصيادلة سابقاً الدكتور علي صفا على أنّ الصيدلي اليوم يلعب دوراً أساسياً في توعية المواطن على أمور صحية عدة، وأهمية دوره في هذه المرحلة تكمن في إرشاد الناس الى فعالية الأدوية، كي يبتعدوا قدر الإمكان عن تصديق أي معلومة يتمّ تناقلها، والتي تكون في أغلب الأحيان مغلوطة. إضافة الى نشر التوعية حول بعض المفاهيم، لا سيما طريقة استعمال المعقّمات كي لا تتسبّب لهم بضرر.


وأشار الدكتور صفا الى أنّ الصيادلة موجودون اليوم على تماس مباشر مع الناس الذين يعانون من صعوبة كبيرة في الوصول الى الأطباء والمستشفيات، بحيث يصبح بالتالي الصيدلي ملجأهم الوحيد. وأضاف أنّ الصيدليات باتت اليوم مركزاً للرعاية الصحيّة الأوّليّة. لكن "وعلى الرغم من كلّ ما نقوم به، إلا أننا لا نلقى التقدير المعنوي المطلوب"، حسب قوله.


وعن الإجراءات الوقائية، لفت صفا الى أنّ معظم الصيدليات وضعت حاجزاً زجاجياً بين الصيدلي وبين الزبون، وبعضها يستخدم جهاز Infra-Red لقياس الحرارة، وقد وضعت عبوة معقمّ على مدخل كلّ صيدلية كي يستعين بها كل من يريد الدخول الى الصيدلية. وتابع: "وإذا ساء الوضع لا سمح الله، قد نطلب في المستقبل من المواطنين أن يبقوا خارجاً، ويتمّ التواصل معهم وتقديم الخدمة لهم عبر نافذة الصيدلية". أما بالنسبة للخدمات التي تتطلّب احتكاكاً مباشراً مع الزبون مثل قياس ضغط الدم أو إعطاء الحقن، أوضح صفا أنّهم كصيادلة يحاولون التقليل منها قدر الإمكان، لكن لا يمكن إلغاءها بشكل كامل من أجل الناس، مع ضرورة الالتزام بأعلى درجات الوقاية والتركيز على التعقيم.





حسن الأشقر: نُطالب بحماية الصيدليات


من جهته، أشار الصيدلي حسن الأشقر الى أنّ دور الصيادلة لطالما كان إنسانياً، لذلك لم يغلق أي صيدلي أبواب صيدليته في هذه الأزمة رغم خطر الكورونا عليه وعلى عائلته. ومن بين الإجراءات الوقائية المتّخذة، لجوء بعض الصيادلة الى وضع حاجز زجاجي يفصل بينهم وبين الزبائن، أو الطلب من الناس الانتظار خارجاً ريثما يغادر الزبون فيدخل شخص آخر. وهُنا لفت الأشقر الى أن هذا الإجراء خلق مشكلة صغيرة حيث أنّ أغلبية الناس لم تتقبّله. وتابع: «نحن في صيدليتنا وضعنا غرفة خشبية يدخل إليها الزبون كي نتفادى أن نطلب منه الوقوف خارجاً في الهواء أو في درجة حرارة مرتفعة»، لافتاً الى أنّ كل تلك الإجراءات كانت على النفقة الخاصة للصيدلي.


وأضاف أنّ الإستشارات التي يعطيها الصيدلي للمريض هي في أغلب الأحيان أكبر بكثير من الإستشارات التي يقدمها الطبيب. فبعض الأطباء لا يخصّصون الوقت الكافي للمريض، كما أنّ استشاراتهم تكون مدفوعة وغالباً داخل العيادة. بينما الصيدلي يستقبل المريض ويشرح له بالتفصيل عن كل دواء ويعطيه كل المعلومات التي يحتاجها. لكن البعض لا يقدّر هذه الإستشارات المجانيّة، معتبراً أنّ هناك تقصيراً معنوياً في تقدير جهود الصيادلة، وقال: «لكن على الرغم من ذلك سنستمرّ في تأدية واجبنا سواء شكرتنا الناس أم لا».


وعن الوضع الأمني الذي تعاني منه الصيدليات، قارن الأشقر بينها وبين المصارف التي يتواجد أمامها عناصر أمن، موضحاً: «أما الصيدليات فتركت وحيدة ولم تتحرك الى الآن وزارة الداخلية للمساعدة في حماية أمن الصيادلة. لذلك نطالب باتخاذ الاجراءات المناسبة لحماية الصيدليات».

MISS 3