في فيلم The Perfect Find (الاكتشاف المثالي)، تجسّد الممثلة غابرييل يونيون دور "جينا"، وهي امرأة جذابة من مانهاتن تحاول التعافي من انهيار علاقة عاطفية قديمة في نيويورك.
بعد العيش لفترة طويلة في منزل طفولتها في شمال الولاية، تبدأ "جينا" حياتها من الصفر في بروكلين. لدفع الإيجار، تقدّم طلباً للعمل في مجلة كمديرة قسم الإبداع. لكن لا تزال ربة العمل "دارسي" (جينا توريس) تحقد عليها لأنها سرقت منها عدداً من الوظائف والرجل الذي كان يعجبها في الماضي، ومع ذلك توافق على توظيفها في نهاية المطاف. بالكاد تستقر "جينا" في مكتبها حتى تُعرّفها "دارسي" على ابنها "إيريك" (كيث باورز)، مصوّر الفيديوات الساحر الذي التقته "جينا" وهي ثملة وقبّلته خلال حفلة في الليلة السابقة.
تتعدد الإطلالات الخاصة للمشاهير السود، بدءاً من أسطورة الراب ريمي ما وصولاً إلى زوج يونيون، أسطورة كرة السلة دواين ويد. كذلك، تؤدي زوجة لاعب آخر دور واحدة من زميلات السكن في منزل "جينا"، وهي لالا أنثوني. وتقدم نجمة تلفزيون الواقع، تي إس ماديسون، أداءً ممتعاً بدور السيدة القديرة التي تعيش حزناً شديداً بعد خسارة الطاووس الأليف الذي طاردته حتى الموت. تشارك في العمل أيضاً تاراجي بي هنسون، وجانيت هورت بدور والدة "جينا" التي تطرد ابنتها الوحيدة لأنها تؤثر على حياة والدَيها الجنسية. وحتى المخرجة نوما بيريييه تظهر أمام الكاميرا. أخيراً، سيُسَرّ المشاهدون حتماً برؤية النجمة المحبوبة لينا غرين بدور مساعدة "دارسي"، إلى جانب شقيقتها الحقيقية إيريكا جاي.
يمتد الفيلم على 99 دقيقة. السيناريو من كتابة لي دافنبورت، وهو مقتبس من رواية تحمل العنوان نفسه للكاتبة تيا ويليامز (هما جزء من الإطلالات الخاصة في الفيلم أيضاً). حققت ويليامز أعلى المبيعات في مناسبات عدة، وهي مديرة التحرير في شركة "إستي لودير". لهذا السبب، تبدو لمسة الموضة في هذا الفيلم متقنة، لا سيما الحملة المستوحاة من نهضة هارلم، وهي المبادرة التي تحلم بها "جينا" لمحاولة كسب المشتركين. تستكشف القصة أيضاً مواضيع أكثر عمقاً مثل نشوء "إيريك" بلا أب وتأثير هذا الجانب من حياته على علاقته مع النساء. يظهر أيضاً شريك محتمل آخر يبدو مناسباً لعمر "جينا" كونه لم يتزوج أو ينجب الأطفال مثلها رغم عمرهما المتقدم. لكنّ الجانب الذي يميّز هذا الفيلم ويعطيه طابعاً ذكياً يتعلق ببراعته في استكشاف جميع المواضيع العميقة بأسلوب خفيف وبسيط.
حين تدعو "جينا" من يتنافسون على حبّها إلى حفلة منزلية، يتبيّن أن الرجل القريب من عمرها يفتقر إلى النضج أيضاً ويقدّم دوره "غودفري" المتمرس في العروض الكوميدية والتقليد، لكن تبقى إطلالته الخاصة مميزة. تُستعمَل شخصيته بشكلٍ أساسي للتشاجر مع رفيق "إيريك". لكن يقع حدث طارئ حين يصاب هذا الرجل بنوبة حساسية، فيبدي ردة فعل خطيرة على زيت السمك الموجود في الطعام الذي حضّرته "جينا". في تلك اللحظة، يعلن الرجل الأكبر سناً انتصاره، فيقول: "هكذا كان ليصبح شكلك لو أننا تعاركنا في الخارج".
على مر الأحداث، تحافظ المخرجة نوما بيرييه على أجواء مثيرة وخاصة بأصحاب البشرة السوداء، فتتنقل بين أغاني مثل Je Vous Aime Beaucoup للمغني نات كينغ كول و Good Kisserلآشر خلال أول لقاء بين بطلَي القصة، ثم تنقل هذه الأجواء إلى مشاهد الأحاديث الهادئة في السرير (هي مشهورة بهذا النوع من اللقطات)، تزامناً مع تحضير أطراف هذه العلاقة المستحيلة للحقائق القاسية التي تنتظرهم. كذلك، تعرض بيرييه مشاهد تقليدية مع نينا ماي ماكيني وغريتا غاربو لإضفاء أجواء هوليوود القديمة على هذه الكوميديا الرومانسية المعاصرة.
من الناحية السلبية، قد يتخلى صانعو العمل عن الفكرة الأساسية حين ينشغلون بالتنقل بين هذا الكم من الأفكار اللافتة أحياناً. تبدو المشاهد التي تجمع بين يونيون وتوريس ممتعة ومقنعة، وكأن شخصية "دارسي" كانت مُصمّمة في الأساس لتجسيد دور الخصم الرئيسي. لكن لا يستفيد السيناريو في المقابل من عدم تحلّي "إيريك" بالشجاعة في أي لحظة للوقوف في وجه والدته والدفاع عن حبّه. حتى أن معظم القرارات المهمة التي يتخذها تحصل وراء الكاميرا، بما في ذلك قراره النهائي بالبقاء أو الرحيل، لذا يسهل أن يشعر المشاهدون بأن هذا القرار ليس مُلكاً له. نتيجةً لذلك، يبدو الخط السردي المرتبط بشخصيته مخيباً للآمال بشكل عام، بدءاً من علاقته العاطفية التي اختارها بنفسه وصولاً إلى تعامله مع منافسه الطائش.
في مطلق الأحوال، يُعتبر الفيلم تكريماً للحب في مجتمع السود، وهو يستذكر الحقبة الموسيقية التي كانت سائدة في فترة العشرينات. إنه جانب رومانسي واعد يمكن البناء عليه. هو يجمع بين أجواء هوليوود القديمة لكنه يقدمها بأسلوب مختلف، فيه ما يكفي من الدهاء والتميّز، ويحرص أيضاً على عرض ما يناسب الأجواء العائلية، وهي مقاربة ناجحة.
