16 جينة تزيد خطر إصابة النساء بنوبات قلبية

02 : 00

قد تكون النساء الأصغر سناً أو في منتصف العمر أكثر عرضة لمشاكل صحية محددة. تعاون باحثون من المملكة المتحدة، وفرنسا، وأستراليا، وكندا، والولايات المتحدة، لرصد أي عوامل وراثية تجعل المرأة تصاب بالتسلخ التلقائي للشريان التاجي. بما أن هذا المرض قد يهدد الحياة ويصعب توقعه مسبقاً، يريد العلماء أن يجمعوا المعلومات عن مساره وأسبابه.



نُشرت نتائج الدراسة في مجلة «ناتشر جينيتكس» ورصدت 16 جينة مؤثرة، بما في ذلك جينات على صلة بسلامة الشرايين وتخثر الدم، وهما من العوامل التي تزيد نسبة الخطر. قد يمهد هذا البحث عن العوامل الوراثية الكامنة وراء المرض لابتكار استراتيجيات وقائية. أجرى الباحثون تحليلاً تجميعياً لثماني دراسات مستقلة بحثاً عن عوامل وراثية مرتبطة بالتسلخ التلقائي للشريان التاجي، فقارنوا 1917 مصاباً بهذا المرض بمجموعة مرجعية فيها 9292 شخصاً. اختار العلماء مرضى يحملون خصائص المرض العيادية نفسها ويتماشون مع المعايير التشخيصية.

للبحث عن جينات مرتبطة بالتسلخ التلقائي للشريان التاجي، قام الباحثون بنوع محدد من التحليلات: دراسة الترابط الجينومي الكامل. راقب العلماء جينات ترتبط على الأرجح بعدد من المشاكل التي تؤثر على ظهور التسلخ الشرياني، ثم حللوا الجينات التي يُفترض أن يتم تنظيمها في الخلايا العضلية الوعائية السلسة وفي الجينات المرتبطة بتخثر الدم. إنه تحليل مهم لأن تخثر الدم أو نشوء الجلطات الدموية يمنع حصول نزيف قوي في أي وعاء متضرر. وقد يؤدي تضرر الأوعية الدموية إلى التعرض لنوبة قلبية عند الإصابة بالتسلخ التلقائي للشريان التاجي.

كذلك، قيّم الباحثون العلاقات السببية بين عوامل الخطر المُسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية (بناءً على العوامل الوراثية)، والتسلخ التلقائي للشريان التاجي، ومرض الشريان التاجي.

في المرحلة اللاحقة، أجرى العلماء تحليلاً وراثياً للدراسات الثماني، وقارنوا المجموعة المرجعية بالمشاركين المصابين بالتسلخ التلقائي للشريان التاجي، ورصدوا 16 جينة تؤثر على ظهور المرض، ولاحظوا أيضاً أن تراجع التعبير عن جينة عامل الأنسجة F3 المرتبطة بتخثر الدم يتعلق بزيادة خطر الإصابة بالتسلخ التلقائي للشريان التاجي.

كذلك رصد الباحثون جينات على صلة بالحفاظ على سلامة جدار الشرايين ووظيفتها، بما في ذلك HTRA1، و TIMP3، و ADAMTSL4، و LRP1، و COL4A1، و COL4A2.

إستنتج الباحثون أيضاً أن جزءاً من المتغيرات الجينية عند الإصابة بالتسلخ الشرياني أو مرض الشريان التاجي يكون متداخلاً لكنه لا يعطي أثراً معاكساً، ما يعني أن عمليات بيولوجية مشتركة تُسهّل نشوء المرضَين لكنها تحصل بسبب آليات مختلفة.

يظهر التسلخ التلقائي للشريان التاجي حين يحصل تمزق داخل جدار الشريان ويَعْلق الدم فيه، ما يؤدي إلى تضيّق الشريان أو انسداده فتصبح النوبة القلبية ممكنة لأن تدفق الدم لا يصل إلى عضلة القلب. غالباً ما يصيب مرض الشريان التاجي أشخاصاً يحملون عوامل خطر معينة (مثل وجود تاريخ عائلي بارتفاع الكولسترول)، بينما يحصل التسلخ التلقائي للشريان التاجي من دون سابق إنذار لدى أشخاص أصحاء. يصيب هذا التسلخ الشابات بشكل عام ويُسبب 25% من حالات متلازمة الشريان التاجي الحادة لدى النساء تحت عمر الخمسين. حتى أنه قد يُسبب نوبات قلبية لدى النساء الحوامل. قد تختلف أعراض التسلخ التلقائي للشريان التاجي، لكنها تشبه مؤشرات النوبات القلبية أحياناً وقد تشمل ألم الصدر، وضيق التنفس، والتعرق المفرط، والدوار.

يصبح البعض أكثر عرضة لأمراض القلب لأسباب وراثية. قد تكون أمراض القلب أو عدم انتظام ضربات القلب حالات شائعة في عائلاتهم مثلاً. في هذه الظروف، يجب أن يتخذ الناس خطوات صحية استباقية للاحتماء من أمراض القلب التي تطرح خطورة على الحياة أحياناً.

يستطيع الناس في هذه الحالة أن يختاروا أسلوب حياة صحي، بما في ذلك تبنّي حمية مفيدة للقلب، والإقلاع عن التدخين، والمشاركة في نشاطات جسدية منتظمة، لا سيما تمارين الأيروبيك.

من الضروري أيضاً أن يخضع كل شخص لفحص عام لدى الطبيب لقياس مستويات الكولسترول وضغط الدم. إذا كانت هذه المعدلات مرتفعة، قد يوصي الطبيب بخطوات أو أدوية محددة ويراقب وضع المريض بانتظام.

أخيراً، يجب أن يسيطر المعرّضون لأمراض القلب على ضغطهم النفسي، إذ يؤدي الإجهاد المزمن إلى ارتفاع ضغط الدم وتعريضهم لنوبات قلبية أو جلطات دماغية. تتعدد الممارسات المفيدة في هذا المجال، منها التأمل، والعلاج بالكلام، واليوغا.


MISS 3