دواء جديد لإبطاء مسار ألزهايمر

كشفت نتائج تجربة أطلقتها شركة الأدوية الأميركية Eli Lilly طوال 18 شهراً أن دواءً جديداً للزهايمر قد يبطئ مسار المرض بنسبة تصل إلى 35.1%. يعني ذلك أن التراجع المعرفي لدى بعض المرضى في التجربة تباطأ بفترة تتراوح بين 4.4 و7.5 أشهر. يحمل الدواء اسم «دونانيماب»، ومن المنتظر أن تصادق عليه «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية قريباً. لكن تشير التجربة أيضاً إلى آثار جانبية حادة ترافق العلاج، وتوضح استنتاجات الباحثين أن الدواء يعطي أفضل النتائج في أولى مراحل المرض.

الدونانيماب هو جسم مضاد أحادي النسيلة ومضاد للأميلويد، وهو يعطي مفعوله عبر مهاجمة بروتينات الأميلويد بيتا في الدماغ.

ثمة رابط وثيق بين تراكم الأميلويد بيتا وتطور الزهايمر. لا تزال أبرز فرضية راهنة حول المرض محط جدل، لكنها تفترض أن التخلص من صفائح الأميلويد يسهم في معالجة المشكلة.

لاختبار صحة هذه الفرضية، شملت المرحلة الثالثة من تجربة علاج الدونانيماب 1736 مريضاً. توزع المشاركون على مجموعتَين وتلقوا تسريباً وريدياً مجهول المصدر فيه دواء الدونانيماب أو دواء وهمي، كل أربعة أسابيع، طوال 72 أسبوعاً.

خضع المرضى للفحوصات في بداية التجربة ثم في نهايتها، وصُنّفت حالاتهم استناداً إلى «مقياس تصنيف مرض الزهايمر» و»مقياس تصنيف الخرف العيادي».

خضع المشاركون أيضاً لمسوحات دماغية على مر التجربة لمعرفة مستويات صفائح الأميلويد بيتا وبروتينات التاو غير الطبيعية في أدمغتهم.

كشف التحليل أن تطور المرض تباطأ بأكثر من 20% لدى من تلقوا جرعات من دواء الدونانيماب، مقارنةً بمن حصلوا على الدواء الوهمي. وعندما اقتصر التحليل على من حملوا نسبة منخفضة أو متوسطة من بروتينات تاو، تباطأ تطور المرض بنسبة 35.1%. لكن لم يتسجّل أي تحسن بارز لدى من حملوا مستويات مرتفعة من بروتينات تاو مقارنةً بأثر الدواء الوهمي.

على مر التجربة، كان المريض يتوقف عن تلقي العلاج الحقيقي وينتقل إلى الدواء الوهمي من دون علمه، إذا كانت نسبة صفائح الأميلويد بيتا منخفضة بما يكفي لديه. تهدف هذه الخطوة إلى توفير المال وعدم تلقي علاج غير مبرر. حصل ذلك مع 52% من حاملي كمية منخفضة أو متوسطة من بروتينات تاو في المجموعة العلاجية.

كان يمكن ربط تراجع نسبة صفائح الأميلويد بيتا بأثر عيادي خفيف نسبياً، ما يشدّد مجدداً على تراجع المعلومات التي يعرفها العلماء عن المرض حتى الآن.

تعليقاً على نتائج التجربة، يكتب الأطباء الأميركيون إيريك ويديرا، وشارون برانغمان، ونثانيال تشين (لم يشاركوا في التجربة الجديدة): «تسلّط هذه النتائج الضوء على تعقيدات مرض الزهايمر بحد ذاته. بما أن أدوية مثل دونانيماب أو ليكانيماب تتمتع بقدرة استثنائية على التخلص من الأميلويد وتعطي في الوقت نفسه أثراً سلساً على معدل تراجع القدرات المعرفية والوظيفية، يبدو أن الأميلويد ليس العامل الوحيد الذي يؤثر على تطور مرض الزهايمر».

تجدر الإشارة إلى أن الدراسة تبقى محدودة على بعض المستويات، فقد كان معظم المشاركين من أصحاب البشرة البيضاء وتراوحت أعمارهم بين 60 و85 عاماً.

انتهت التجربة بعد مرور 18 شهراً، لكن يقول الباحثون إنهم يسعون الآن إلى إطالة مدتها. لا بد من جمع بيانات إضافية قبل تحديد الفئات الأكثر استفادة من دواء دونانيماب، ويجب أن نتأكد من أن الآثار الجانبية المحتملة تستحق العناء. مع ذلك، توحي النتائج الأولية بأننا سنحصل على خيارات دوائية أفضل في المستقبل.

في مطلق الأحوال، يبقى أي أمل إيجابياً لكل من يرغب في تأخير مرض الزهايمر ببضعة أشهر أو سنوات.

نُشِرت نتائج البحث في «مجلة الجمعية الطبية الأميركية».