هل يمكن معالجة مرض الألزهايمر يوماً عبر ومضات ضوئية وأصوات نقر؟ أثبت العلماء للتو أن تحفيز موجات الدماغ عالية التردد لدى الفئران قد يزيل كتل بروتين الأميلويد المرتبطة بهذا المرض.
تكشف أبحاث سابقة أن تحفيز موجات «غاما» قد يُحسّن قدرة الدماغ على التخلص من المخلفات التي تزيد خطر الإصابة بالألزهايمر، لكن تستشكف الدراسة الجديدة الآلية الكامنة وراء هذه العملية.
خلال سلسلة من التجارب على الفئران، اكتشف فريق من الباحثين في معهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا أن ومضات ضوئية وأصوات نقر بتردد 40 هيرتز تسهم في إزالة بروتينات الأميلويد من النظام الغليمفاوي في الدماغ (شبكة «سِباكة» تتخلص من العناصر الضارة).
يتراكم بروتين الأميلويد بكل وضوح في أدمغة مرضى الألزهايمر، مع أن العلماء لم يتأكدوا بعد من وجود رابط مباشر بين تراكم البروتينات وظهور المرض. تتعدد الآليات غير المعروفة حتى الآن.
في أدمعة فئران مبرمجة كي تظهر لديها أعراض الألزهايمر، لاحظ الباحثون زيادة في السائل النخاعي الواقي عند تحفيز موجات «غاما» بالضوء والصوت. كذلك، زادت النبضات في الشرايين المجاورة، ما أدى إلى تعزيز قدرة الدماغ على التخلص من المخلفات البيولوجية. أخيراً، لوحظت زيادة في السائل الخلالي الذي يخرج من الدماغ، ما يؤكد على التخلص من تلك المخلفات.
يكشف تحليل مفصّل آخر أهمية قناة الأكوابورين-4 في أغشية الخلايا النجمية التي يستعملها الجهاز العصبي المركزي لدعم الدماغ وحمايته. عند إعاقة تلك القناة، عاد تراكم بروتين الأميلويد إلى وضعه الطبيعي، ما يجعل هذا المجال واعداً لإجراء دراسات مستقبلية أكثر تفصيلاً.
أخيراً، يكشف تحليل للمؤشرات الكيماوية المرتبطة بالحمض النووي الريبي زيادة في إنتاج ببتيد ربطته الأبحاث سابقاً بمحاربة مرض الألزهايمر. يبدو أن هذه التغيرات كلها حصلت بسبب تحفيز موجات «غاما» في أدمغة الفئران، ما يؤثر على مجموعة فرعية من الخلايا العصبية التي تنتج ببتيدات تنظيمية أساسية ومتعددة رداً على موجات «غاما».
قد لا تحمل هذه التفاعلات البيولوجية المعقدة معنىً كبيراً خارج الأوساط العلمية، لكنها معلومات مفيدة جداً لكل باحث يحاول التعمق في أسباب الألزهايمر وكيفية عكس التدهور الذي يُسببه المرض، وتحديداً عبر تحسين قدرة الدماغ على التخلص من المخلفات.
في النهاية، يكتب الباحثون في تقريرهم: «تشير نتائجنا إلى وجود آليات جديدة تستعمل النظام الغليمفاوي لإزالة الأميلويد من الدماغ».