ريتا ابراهيم فريد

Condom Hunters: توعية جنسية من زاوية كوميدية

15 آب 2023

02 : 00

لقطة من الفيلم

فيما لا يزال قسم كبير من المجتمع اللبناني يبحث في مسألة الزواج المدني وإن كان حراماً أو حلالاً، بالتوازي مع رفض قاطع لأيّ نوع من العلاقات خارج إطار الزواج، يذهب شبّان وشابات بعيداً نحو مكانٍ مختلفٍ تماماً، متخطّين الحواجز والمحرّمات، نحو هدفٍ أساسي يتمحور حول نشر التوعية. «Condom Hunters» فيلمٌ قصير للمنتج شادي رباحي، من كتابة وإخراج مارك باسط، وهو حملة توعوية لكسر الخجل حول مسألة شراء الواقي الذكري، وتمّت مواكبته بمنشورات وفيديوات قصيرة عبر صفحة خاصة على مواقع التواصل الإجتماعي.



لا شكّ في أنّ عنوان الفيلم بحدّ ذاته يعكس جرأة كبيرة في طرح الموضوع. ولا بدّ من الإشارة هنا الى أنّ الرقابة رفضت إدراج تعبير Condom (واقٍ) في عنوان الفيلم، فبات اسمه الرسمي بالتالي يقتصر على Hunters. فهل اختيار هذا الموضوع كان بهدف إحداث صدمة؟

يشير مخرج وكاتب الفيلم مارك باسط في حديث لـ»نداء الوطن» الى أنّ الفكرة ظهرت بشكل عشوائي، لا سيّما أنّها تعني قسماً كبيراً من الفئة الشبابية. وكان باسط شارك في ورشة عمل مع إحدى الجمعيات، حيث طُلب منه اختيار قضية اجتماعية لطرحها. وارتأى حينها أن تكون التربية الجنسية هي العنوان العريض للموضوع. وكي يكون الاختيار دقيقاً، تطرّق الى مسألة الخجل المرتبط بشراء الواقي الذكري. ويقول في هذا الإطار: «رغم أنّ شراء الواقي من المتاجر أو من الصيدليات هو أمر طبيعي، لكنّ شعور الخجل يرافق معظم من يقومون بالأمر. خجل من أنفسهم أولاً، ثم من نظرات الآخرين، بحيث يشعرون وكأنّهم يقترفون ذنباً، علماً أنّ الأمر ليس كذلك أبداً».

داخل الصيدلية

يبدأ الفيلم بلقطات داخل سيارة متوقفة أمام صيدلية، بداخلها شابة مع حبيبها الذي يخسر في لعبة معها، فيضطرّ الى الترجّل من السيارة لشراء الواقي. يبدو الشاب متردّداً وخجولاً رغم كل محاولاتها لتشجيعه، الى أن يقتنع أخيراً فيدخل الى الصيدلية.

تنتقل الكاميرا الى الداخل حيث توجد دكتورة بردائها الأبيض، ورجل متزوّج وصبية مع والدتها. التقت هذه الشخصيات الموجودة في المجتمع اللبناني في الصيدلية لهدفٍ واحد: شراء الواقي الذكري. يدور الحوار في إطار كوميدي وأسلوبٍ سلسٍ وفكاهي لا يخلو من رسائل توعوية حول أهمية الصحة الجنسية واستعمال الواقي لتجنّب حالات الحمل غير المرغوب فيها، إضافة الى التصدّي لانتشار الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي.

ويوضح مارك أنّهم قد يستتبعون مشروع التوعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والأفلام القصيرة بأجزاء أخرى، ويقول: «هناك كثير من المواضيع المصنّفة بـ»التابو» التي يمكننا طرحها، كمسألة الإرضاع مثلاً إذ ليس مألوفاً بعد أن ترضع المرأة طفلها في الأماكن العامة. وهدفنا بشكل عام هو تسليط الضوء على الثقافة الجنسية».

رسالة من خلال الضحك


في المواضيع الجنسية الحسّاسة، غالباً ما تكون هناك شعرة صغيرة بين طرح الموضوع من زاوية توعوية، وبين الانجراف نحو الابتذال بالمعنى الذي يدفع البعض الى النفور. إلا أنّ مارك وشادي نجحا في تحقيق التوازن. تخوّف البعض في البداية من الفيلم ليسارع الى تقديم التهاني لاحقاً، وأشادت ردود الفعل برسالته التوعوية بعيداً عن التعابير السوقية أو المبتذلة، فكان الحوار لطيفاً والمحادثات خفيفة بأسلوبٍ ساخر.

ويشرح منتج الفيلم شادي رباحي أنّ العمل نُفّذ على طريقة الدمج بين الكوميديا الخفيفة التي يتخلّلها قليل من الخوف، ويقول: «وجدنا أنّ الطريقة الأنسب ليصل العمل الى هدفه، هي عبر الدخول من باب الضحك في رسالة توعوية».

ميزانية وحبّ


أما في ما يتعلّق بالإنتاج، فلا بدّ من صعوبات ترافق التصوير واختيار طاقم العمل حين يكون الموضوع حسّاساً لهذه الدرجة.

ويوضح شادي أنّ ميزانية العمل منخفضة، لكنّ الفيلم نُفّذ بكثير من الحبّ، إذ قدّم الفريق كله العمل مجاناً.

ويضيف أنّ الممثلين شعروا بالقلق في البداية، لكن بعد قراءتهم النصّ أعجبوا بالفكرة حين اتّضحت أمامهم النية منه وجانبه التوعوي.




مارك باسط وشادي رباحي


من حفلة إطلاق الفيلم


الملصق



أهمية الثقافة الجنسية في المدارس

يتطرّق الفيلم الى أهمية الثقافة الجنسية والتوعية منذ الصغر. وعن فرضية إدراج هذه المواضيع ضمن المناهج التعليمية في المدارس، يشير مارك الى أنّ القيّمين قد يتخوّفون من ذلك، وبالتالي قد يدخلون الثقافة الجنسية ضمن المرحلة الثانوية وليس في مناهج الصفوف الصغيرة، ويضيف: «بوسع الأطفال اليوم الاطّلاع على كلّ ما يرغبون فيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. من الضروري إذاً أن يتلقّوا الثقافة الجنسية المناسبة». ويكمل قائلاً: «لا نشجّع الأطفال على ممارسة الجنس قبل بلوغ سنّ الرشد. لكنّ الرسالة التي نحاول نشرها تتمحور حول كسر المحرّمات واللجوء الى الوقاية التي تحمي من الأمراض وتُجنّب النساء الحمل غير المرغوب فيه».


MISS 3