الأكل قبل النوم يؤخّر حرق الدهون!

05 : 10

يكشف بحث جديد أن أفضل مقاربة لحرق الدهون وفقدان الوزن تقضي بتناول الفطور وتجنب الوجبات السريعة في وقت متأخر من الليل!فيما يحاول نصف الراشدين في العالم فقدان الوزن، لجأ الكثيرون إلى مقاربة الصوم المتقطع كخيار بسيط للتخلص من الكيلوغرامات الزائدة. تدعو هذه الحمية إلى الامتناع عن الأكل لفترة محددة من اليوم ثم استهلاك جميع السعرات الحرارية خلال الساعات المتبقية. يقضي أحد النماذج مثلاً بوقف الأكل طوال 16 ساعة من اليوم والاكتفاء بالأكل خلال الساعات الثماني المتبقية.

زاد شيوع الصوم المتقطع اليوم أكثر من أي وقت مضى وأصبح من أكثر الحميات شعبية. لكن ما أهمية توقيت الامتناع عن الأكل في هذه المقاربة؟

وفق باحثين من جامعة "فاندربيلت" في "ناشفيل"، لا يتأثر اكتساب الوزن بعدد السعرات المستهلكة فحسب، بل إنه يتأثر أيضاً بتوقيت الأكل. نُشرت نتائج دراستهم في مجلة "بلوس بيولوجي".

اسمع ساعتك البيولوجية!

تشدد النتائج على دور إيقاع الساعة البيولوجية داخل الجسم. تنظّم هذه الساعة الداخلية مئات العمليات، بدءاً من النوم والأكل، وصولاً إلى حرارة الجسم ومستويات الهرمونات. ربط البحث الجديد بين اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية، كما يحصل مثلاً مع العاملين خلال النوبات الليلية، وآثار صحية معاكسة مثل البدانة.

قد تنجم هذه التداعيات الصحية عن اضطراب أنماط الأكل، ما يثبت أن توقيت استهلاك الأغذية يؤثر على أداء الجسم.

يوضح المشرف الرئيس على الدراسة، كارل جونسون، أستاذ في جامعة "كورنيليوس فاندربيلت للعلوم البيولوجية": "تكثر الدراسات التي جرت على الحيوانات والبشر وأثبتت أن كمية الطعام المستهلكة ليست العامل المؤثر الوحيد، بل إن توقيت الأكل له دور مؤثر أيضاً".

لاختبار هذه الفرضية، راقب الباحثون مسار الأيض لدى ستة أشخاص تناولوا وجبات طعام في أوقات مختلفة من اليوم.


نتائج مراقبة الأيض

كان جميع المشاركين في عمر الخمسين وما فوق، ما يعني أنهم ينتمون إلى مجموعة معرّضة للاضطرابات الأيضية. تناول كل واحد منهم ثلاث وجبات يومياً خلال جلستَين منفصلتين من 56 ساعة، وبلغت فترة الصوم طوال الليل المدة نفسها لدى جميع المشاركين.

في واحدة من الجلستين، تناول المشاركون الفطور والغداء والعشاء. وفي الجلسة الثانية، فوّتوا الفطور لكنهم تلقوا طعاماً إضافياً على شكل وجبة مسائية متأخرة.

قُدّم الفطور في الساعة الثامنة صباحاً والوجبة المتأخرة في العاشرة مساءً. احتوت الوجبتان على 700 سعرة حرارية وكانتا متساويتَين من الناحية الغذائية. مارس المشاركون أيضاً الدرجة نفسها من النشاطات الجسدية في الجلستين معاً.

راقب الباحثون مسار الأيض لدى المشاركين عبر استعمال قاعة أيضية بشرية من ابتكار جامعة "فاندربيلت" لتسجيل قياسات متواصلة لمعدل الأيض ومستوى تفكيك الكربوهيدرات والدهون.

تداعيات تفويت الفطور أو العشاء

اكتشف الباحثون أن توقيت الأكل، رغم ثبات السعرات المستهلكة ومستوى النشاطات الجسدية، يعطي أثراً بارزاً على كمية الدهون التي يحرقها الجسم. عندما تناول المشاركون في التجربة وجبة مسائية متأخرة، فككوا دهوناً أقل مما فعلوا حين استهلكوا العدد نفسه من السعرات على الفطور. بعبارة أخرى، أخّرت الوجبة المسائية في الساعة العاشرة ليلاً قدرة الجسم على تفكيك الدهون، ما دفعه إلى تفكيك الكربوهيدرات. في المتوسط، حرق المشاركون 15 غراماً من الدهون الإضافية خلال 24 ساعة مقارنةً بمن تناولوا الوجبة المسائية المتأخرة. مع مرور الوقت، قد يؤدي هذا الوضع إلى تراكم دهون كثيرة.

يقول المشرف الأول على الدراسة، كيفن كيلي: "تكشف هذه النتيجة أثر توقيت وجبات الطعام خلال النهار والليل على طريقة استعمال المأكولات أو تخزينها داخل الجسم. كما أن أي غذاء مستهلك قبل الإيواء إلى الفراش سيؤخر حرق الدهون خلال النوم".

هذا الاستنتاج القائل إن إيقاعات الساعة البيولوجية تنظّم عمليات حرق الدهون داخل الجسم قد ينعكس على العادات الغذائية، ما يثبت أن الصوم من موعد العشاء إلى الفطور يبقى أفضل من تفويت وجبة الفطور لفقدان الوزن الزائد.