سيلفانا أبي رميا

«ما بقى إلّا نوصل» ينطلق تحت شعار «حقوقنا المتجذّرة»

منسقة المهرجان ألين الجميّل: نتناول العدالة المفقودة في الحقوق البيئية

23 آب 2023

02 : 05

منسقة المهرجان ألين الجميّل

للسنة السابعة على التوالي، وبجهود مكتب مؤسسة «هنريش بُل» في بيروت، إنطلق مهرجان «ما بقى إلّا نوصل» Almost There للأفلام الوثائقية ATFF، تحت عنوان «حقوقنا المتجذّرة». وتركّز دورة هذا العام ولأول مرة على قضايا العدالة البيئية من خلال تناول ثلاثة مواضيع فرعية هي: سيادة الغذاء، تغيّر المناخ وإدارة المياه. وبين البقاع وصيدا وبيروت، تتنقّل الفعاليات المستمرة حتى 2 أيلول المقبل لتستقطب أكبر عدد من الناس وتجمعهم بخبراء ومهندسين ومزراعين بهدف زيادة الوعي حول الحقوق البيئية. ولإلقاء المزيد من الضوء على ماهية الحدث، أجرت «نداء الوطن» حديثاً مطوّلاً مع مديرة البرامج الثقافية في المؤسسة ومنسّقة المهرجان، ألين الجميّل.



كيف ومتى ولد المهرجان؟

إنّ مؤسسة «هنريش بُل» هي مؤسسة سياسية مستقلّة قريبة من «حزب الخُضر» الألماني، وتشمل مهمّتها تعزيز التربية المدنية في ألمانيا والخارج بهدف دعم الرأي الديموقراطي والدفاع عن حقوق الإنسان وقضايا الهجرة والبيئة. وبتمويل من الدولة الألمانية، تمكّنا كأحد فروع هذه المؤسسة في الشرق الأوسط من إطلاق مهرجان «ما بقى إلا نوصل» للأفلام الوثائقية في 2016، بهدف زيادة الوعي بما يخصّ القضايا البيئية وحقوق الفرد فيها. كما يدل إسم المهرجان، يبقى أملنا الوحيد أن نصل إلى الحفاظ على استمرارية دورة الحياة البيئية على كوكبنا والإبتعاد عن حافة التغيّر المناخي المتعذّر إلغاؤه.



ما عنوان الدورة السابعة وحول ماذا تتمحور؟

إخترنا هذا العام ولأول مرة أن نتطرّق بشكلٍ مباشر من خلال المهرجان إلى حقوق الأفراد البيئية التي تُعتبر من أهم حقوق الإنسان الغائبة عن المعالجة والطرح، فترانا نعيش بشكل يومي ومتزايد حالات تسمُّم غذائي ونتنشّق هواءً ملوّثاً بشكل قياسي وغير مقبول ونُدخل إلى جهازنا الهضمي مأكولات ومياهاً غير صالحة. وعليه، حملت الدورة السابعة عنوان «حقوقنا المتجذّرة» بهدف فتح حوار بين السكان والخبراء لطرح المشاكل البيئية التي تواجههم ومحاولة إيجاد حلول بديلة لها.



«ما بقى إلا نوصل» للعدالة البيئية





ماذا عن الأفلام المختارة لهذا العام؟

يشارك في دورة هذا العام 12 فيلماً من لبنان والجزائر وتونس وغيرها، تتمحور جميعها حول الحقوق البيئية. وعلى غير عادة، إبتعدنا هذه السنة عن الطابع الوثائقي، إذ وجدنا مع مرور الدورات السابقة أن نسبة تركيز الجمهور وانسجامه مع الفيلم تكون أكبر وأكثر عمقاً إذا كانت الأفلام من النوع القصير والمتحرّك. وتندرج الأفلام المختارة تحت ثلاثة عناوين متفرّعة ومواضيع تهمّ الجميع وهي: التغير المناخي، إدارة المياه وسيادة الغذاء.

أما عن أماكن عرضها، وبعدما جرت العادة على اختيار سينما «متروبوليس» بيروت التي أقفلت للأسف، فستتوزّع العروض على ثلاث محطات: «بيت لمِّة» الفلسفي الثقافي في منطقة علي النهري في البقاع، حديقة «سكّة» المشتركة في صيدا و»المعهد الألماني للأبحاث الشرقية» في زقاق البلاط - بيروت. وحرصنا على أن تكون الفعاليات في الطبيعة والهواء الطلق إنطلاقاً من الطابع البيئي لمهرجان 2023.

أخبرينا أكثر عن ماهية المحاور الثلاثة.

أولاً، يمكن فهم السيادة الغذائية على أنها طريقة للمقاومة تبدأ بالإكتفاء الذاتي أي أن يأكل كل بلد مما يُنتجه. لكن وللأسف، لم يعد الأمر كذلك بعد الآن. وهذا ما ستتم مناقشته بشكل واسع في الفيلم الوثائقي التونسي «كسكسي: حبوب الكرامة» للمخرج حبيب عايب. كما يتناول هذا المحور موضوع الزراعة المعمِّرة، وهي تجربة محلية تساعد المجتمعات الصغيرة على تحقيق الإكتفاء الذاتي وبَيع المنتجات الفائضة عنها.

ثانياً، تُوصلنا أربعة مقاطع فيديو قصيرة صوّرتها منظمة «غرينبيس» الدولية المعروفة وتدور أحداثها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى آثار وكوارث التغيّر المناخي الذي ما زلنا ندفع ثمنه حتى اليوم، والآتي أعظم. ولأنّ التغيير المطلوب قد يكون أكثر تأثيراً عندما يحصل على نطاق محلي، نحتاج إلى معاينة القضايا البيئية في كل بلد لنفهم الوضع بكامله.

أما موضوعنا الفرعي الثالث والأخير، فهو إدارة المياه، الذي يعتبر من أكثر الأمور غير العادلة بيئياً. وهذا ينطبق بشكل خاص على لبنان، البلد الذي يتمتع بوفرة المياه. فمخطط السدود العام وسوء إدارة الموارد المائية والتسمم المائي والكثير من الكوارث الأخرى التي تهدد الحياة والطبيعة، تمثل كلها القصة المؤسفة لتاريخ هذا البلد على مدى العقود الماضية.



حب برّي لجمانة منّاع


كيف تنقسم العروض؟

شهد البقاع يومَي 18 و19 آب عروضات وحوارات تميّزت بإقبال كثيف لأشخاص من خلفيات متنوعة، وتكلّلت بالنجاح غير المتوقَّع. أما في 25 و26 الجاري فسنكون في صيدا، على أن نختتم الفعاليات في بيروت يومَي 1 و2 أيلول المقبل.

أما الأفلام التي تُعرض فهي: «لماذا تقع النسوية والأرض في صلبها» لداليا عثمان، «التصحّر في الجزائر» لسامي عودة، «أشجار الأرز اللبنانية» و»المغرب قبيلة بدوية تكافح من أجل البقاء» لرولاند سالم، «تأثيرات المناخ على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر» لمصطفى يوسف، «نُحيي الأرض» لهبة ياسين ورنا موسى، «الثورة غير المحكيّة» لأمين نايفة، «أشويك: أغنية المرأة الشجاعة» لإيلينا كاستلر، «ماء غير مرئي» لمؤمن نبيل، «المرج» لمحمد صباح، «حب برّي» لجمانة منّاع، و»كسكسي: حبوب الكرامة» لحبيب عايب.

هل العروض مجانية ولأي فئة عمرية تتوجه؟

العروض كلها مجانية بالكامل، والفعاليات مفتوحة أمام الجميع من دون استثناء. أما الأفلام فهي غير مخصصة للأطفال بل تناسب من هم في سنّ الـ14 وما فوق.

ما الذي يميّز نسخة هذا العام؟ وهل من جوائز أم تكريمات؟

«ما بقى إلّا نوصل» ليس مهرجاناً تنافسياً لذلك فهو يخلو من أي جوائز أو تكريمات، هدفنا الوحيد منه هو فتح باب الحوار حول قضايا إنسانية وإجتماعية وبيئية ضرورية لإستمرارية هذه الحياة وهذا الكوكب كما وزيادة الوعي عند الأفراد بحقوقهم المهدورة. وما يميّز نسخة هذا العام هو تعاوننا مع جمعية «بذورنا جذورنا» التي تمتلك أكبر مزارع للبذور غير المعدّلة جينياً في البقاع كما وبنكاً يحفظ أكثر من ألف نوع من أجود البذور من لبنان والعالم، وذلك لمساعدة المزارعين وإرشادهم نحو الزراعة الصحيحة والطرق الصديقة للبيئة. كما أطلقنا هذه السنة فقرة جديدة إسمها «التلاقي مع الخبراء» تجمع الحضور بخبراء في المجال البيئي والزراعي من صحافيين ومهندسين زراعيين وخبراء إدارة المياه من جمعية «ضفاف» وغيرهم.



أشويك: أغنية المرأة الشجاعة


كم تستمر التحضيرات لكل دورة؟

في شهر كانون الثاني من كل عام، تنطلق التحضيرات للدورة التالية والتي تتطلّب ما لا يقلّ عن ستة أشهر من العمل المتواصل والجهود المتكاتفة، بدءاً من اختيار محور العام، ثم التواصل مع مكاتب المؤسسة حول العالم لطلب المساعدة بما يخصّ ترشيح أفلام تندرج ضمن هذا المحور، الى اختيار الأفلام والتواصل مع الخبراء المشاركين واختيار أماكن العروض. عادةً ينظم المهرجان في أواخر أيلول أو أوائل تشرين، إلا أننا هذا العام أنهينا التحضيرات باكراً فقرّرنا إطلاقه في شهر آب.




كسكسي: حبوب الكرامة




المرج


MISS 3