خلايا دماغية "هجينة" تختبئ في الدماغ

02 : 00

إكتشف فريق دولي من العلماء مجموعة جديدة بالكامل من الخلايا الدماغية المختبئة وسط الخلايا العصبية ووحداتها الداعمة. كان مفاجئاً أن يحمل الاكتشاف الجديد خصائص هذين النوعَين من الخلايا، ما يسمح له بأداء دور ناشط في الوظائف العصبية تزامناً مع مساعدة الأنسجة العصبية من حوله.

الخلايا النجمية موجودة بكمية وافرة في الدماغ، وهي تغلّف الروابط العصبية مثل «الصمغ». طوال سنوات، افترض علماء الأعصاب أن هذه الخلايا كانت جامدة بالكامل ويقتصر دورها على حماية الخلايا العصبية.

شهد هذا القطاع ثورة كبرى حين ظهرت أدلّة مفادها أن الخلايا النجمية قد تؤثر على إطلاق الإشارات العصبية عبر إفراز الغلوتامات، وهو ناقل عصبي أساسي في الدماغ.

تكشف الدراسات المخبرية أن الخلايا النجمية قادرة على إطلاق الغلوتامات وامتصاصه، لكن لا يزال دوره في الدماغ الحي والسليم قيد الدراسة.

أثناء استكشاف هذه الفرضية، عثر باحثون من معاهد متنوّعة في المملكة المتحدة وأوروبا على خلية هجينة غريبة في أدمغة الفئران.

يقول خبير علم العقاقير، أندريا فولتيرا، من جامعة لوزان في سويسرا: «ثمة نوع خلوي جديد بين الخلايا العصبية والخلايا النجمية. يفتح هذا الاكتشاف المجال أمام آفاق بحثية هائلة».

استعمل الباحثون تسلسل الحمض النووي الريبي أحادي الخلية لرصد تسع مجموعات مختلفة من الخلايا النجمية في منطقة الحصين الدماغية.

لكن بدت المجموعة رقم 7 الأكثر تميزاً بينها، فهي تقع في أجزاء خفية من الحصين وتتّكل على الآلية الجزيئية اللازمة لتجميع الغلوتامات وتسهيل إطلاقه.

استعمل الباحثون نوعاً من الغلوتامات عند تصوير الفئران الحية، واكتشفوا أن هذه الخلايا المتخصصة تطلق الغلوتامات في مواقع محددة تشبه نقاط الاشتباك العصبي، أي المساحة التي تتواصل فيها كل خليتَين عصبيتَين في العادة عبر إطلاق الغلوتامات.

توضح عالِمة الأعصاب روبرتا دي سيغليا من جامعة لوزان: «تنظّم هذه الخلايا النشاط العصبي، وتسيطر على مستوى التواصل بين الخلايا العصبية ومستوى تحفيزها».

عندما عطّل الباحثون تلك الكتل المشابهة للخلايا النجمية، ظهرت اختلالات في ذاكرة الفئران. يخطط العلماء الآن لإجراء دراسات مستقبلية لاستكشاف دور الخلايا الهجينة في أمراض دماغية مثل الزهايمر الذي يترافق مع اختلال عمل الذاكرة.

في النهاية، يستنتج الباحثون: «من خلال الكشف عن هذا النوع الفرعي الغريب من الخلايا النجمية المتخصّصة في دماغ الراشدين، قد نحصل على لمحة عن الأدوار المعقدة التي تضطلع بها تلك الخلايا لتحديد الخصائص الفيزيولوجية للجهاز العصبي المركزي والأمراض، وقد يظهر هدف علاجي محتمل». حتى الآن، تُعرَف هذه الخلايا الخاصة بالخلايا النجمية الغلوتاماتيرجية، وهي الأولى من نوعها.

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة «ناتشر».


MISS 3