"الوكالة الذرية" تأسف للتعامل باستخفاف مع "النووي الإيراني"

02 : 00

غروسي متحدّثاً خلال مؤتمر صحافي في جنيف أمس (أ ف ب)

على وقع خفض محدود للتوتر بين واشنطن وطهران مع تقدّم المفاوضات للإفراج عن سجناء بينهما، أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي خلال مؤتمر صحافي في جنيف أمس عن أسفه لما اعتبره «استخفافاً» بما تقوم به إيران من تصعيد نووي. وقال غروسي في اليوم الأوّل من اجتماع مجلس حكام الوكالة: «هناك نوع من الاستخفاف بما يحدث، وهذا الأمر يُقلقني، لأنّ المشكلات لا تزال قائمة اليوم كما كانت بالأمس». ولاحظ «تراجعاً في اهتمام» الدول الأعضاء بهذا الملف، علماً أنّ الولايات المتحدة والدول الأوروبّية الثلاث المعنية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) لا تعتزم تقديم مشروع قرار هذا الأسبوع يُندّد بعدم تعاون طهران. وفضّلت هذه الدول، بمبادرة من واشنطن، إصدار «إعلان مشترك» يؤيّده عدد كبير من الدول، بحسب ما أفاد مصدر ديبلوماسي وكالة «فرانس برس»، فيما توصّلت الولايات المتحدة وإيران في آب إلى اتفاق حول الإفراج عن سجناء، اعتبره الخبراء مؤشّراً إلى تهدئة بين البلدَين.

وعلّق غروسي على هذا الأمر قائلاً: «نعلم بوجود نوع من العملية الثنائية أبلغتنا بها الولايات المتحدة. ولكن في ما يتّصل بالجانب النووي، لا نعلم بالضبط ماهية ما يحصل». ورغم تأكيده أن لا تحفّظات لديه على هذا الحوار، لاحظ غروسي «عدم تعاون» من جانب إيران. وأشار إلى أنّه يُدرك أن «هناك مسائل عدّة ملحّة على جدول الأعمال الدولي، ولكن من المهمّ مواصلة دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وكانت الوكالة الذرية قد أعربت عن أسفها الإثنين الفائت لعدم تحقيق إيران أي تقدّم في شأن مسائل عالقة، بينها إعادة نصب كاميرات لمراقبة برنامج طهران النووي وتوضيح مسألة العثور على آثار يورانيوم في موقعَين.

في الغضون، ذكر المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي أن بلاده تأمل في إنهاء نقل 6 مليارات دولار مجمّدة في كوريا الجنوبية «في الأيّام المقبلة»، وفي أن تتمكّن من الوصول الكامل إلى أصولها، في إطار الاتفاق المُبرم مع الولايات المتحدة للإفراج عن سجناء. وهذه العملية تهدف إلى نقل 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمّدة في كوريا الجنوبية إلى حساب خاص في قطر. وستتمكّن طهران بعد ذلك من استخدام هذه الأموال لمشتريات إنسانية، مثل مواد غذائية وأدوية. لكنّ كنعاني أكد أن إيران يُمكن أن تشتري «أي سلعة غير خاضعة لعقوبات» أميركية وأن «تستخدم بالكامل هذه الأموال المُفرج عنها» ليس فقط لشراء «أدوية ومواد غذائية». وفيما أُعلنت هذه التسوية المالية في 10 آب في إطار اتفاق بين واشنطن وطهران بوساطة من قطر للإفراج عن سجناء أميركيين معتقلين في إيران، وإيرانيين مسجونين في الولايات المتحدة، أبدى كنعاني تفاؤله بأنّ «تبادل السجناء سيحصل قريباً».

توازياً، أعربت المفوضة الأوروبّية يلفا يوهانسون عن «قلقها البالغ» حيال الديبلوماسي السويدي لدى الاتحاد الأوروبي يوهان فلوديروس المُحتجز في إيران، مؤكدةً أنه «صديق» لها. وذكرت عائلة فلوديروس أن ظروف احتجازه «غير مقبولة»، إذ تبقى زنزانته مضاءة طوال الوقت ولا يحصل على غذاء مناسب ولا يجري فحوصاً طبّية ولا تمرينات رياضية في الخارج. واعتُقل فلوديروس في مطار طهران في نيسان 2022 أثناء عودته من زيارة خاصة.


MISS 3