جزيئة قوية جديدة قد تغيّر علاجات حبّ الشباب

02 : 00

يبدو أن ضخ عنصر مضاد للجراثيم داخل أغلفة مجهرية قد يريح مئات ملايين المصابين بحب الشباب قريباً. تشير هذه الحالة إلى التهاب ينجم عن تكاثر جرثومة جلدية، وتؤدي إلى ظهور طفرة مزعجة من البثور الصغيرة.



تتعدّد الخيارات التي تسمح بكبح نمو الجراثيم، منها المضادات الحيوية أو الهرمونات المستعملة لتخفيف زيوت البشرة التي تغذّي الميكروبات، لكن يترافق جزء كبير منها مع آثار جانبية أو يخسر فاعليته حين تتكيّف الجراثيم مع بيئتها.

يرتكز العلاج الجديد على المضاد الحيوي «ناراسين». يُستعمل هذا الدواء في العادة للوقاية من عدوى تحملها المواشي والدواجن، ويمكن استعماله كعلاج لحبّ الشباب لأن هذا المرض لم يطوّر مقاومة ضده بعد.

أجرى باحثون من جامعة جنوب أستراليا، وجامعة «أديلايد» في أستراليا، وجامعة «إيكس مرسيليا» في فرنسا، هذه الدراسة الجديدة، فاكتشفوا أن المضاد الحيوي الذي استعملوه يستهدف مُسبّب المرض في البيئة المخبرية. كذلك، أثبت الباحثون أن ضخّ الجسيمات النانوية قد يحسّن مفعول العلاج.

عند تغليف الناراسين بكبسولات ضئيلة أصغر بألف مرة من خصلة واحدة من شعر الإنسان (تُسمّى البنى الخيطية النانوية)، تمكّن العلاج من اختراق عمق البشرة أكثر مما يفعل عند خلطه مع الماء فقط.

استنتج الباحثون أن نظام ضخ الجسيمات النانوية الخاصة حسّن قدرة الذوبان بأكثر من مئة مرة، مقارنةً بخليط الماء وحده. يتعلّق السبب باستعمال عنصر «سولوبلس» الذي يحسّن قابلية ذوبان البنى الخيطية النانوية واستقرار عملية تسليم الدواء.

يقول عالِم الصيدلة سنجاي غارغ من جامعة جنوب أستراليا: «نجحت تركيبة البنية الخيطية في تسليم الناراسين إلى مواقع حب الشباب المستهدفة، على عكس المحلول المركّب الذي فشل في اختراق الطبقات الجلدية».

استعمل الباحثون جلداً مأخوذاً من أذن خنزير لإجراء تجاربهم، لكن يُفترض أن يدخل الدواء إلى بصيلات الشعر تحت الجلد عند الإصابة بحالة بشرية من حب الشباب. تتكاثر جراثيم حب الشباب في هذه البصيلات بالذات وفي الغدد الدهنية المرتبطة بها.

تقضي الخطوة المقبلة باستكشاف طريقة عمل هذا العلاج على بشر حقيقيين، لكن تبقى المؤشرات الأولية واعدة. يبدو أن هلام الناراسين النانوي يستطيع الوصول إلى مكان وجود جرثومة حب الشباب في عمق البشرة، حيث تتسبّب في أضرار كثيرة للجراثيم في مكان وجودها.

تتعلّق نتيجة إيجابية أخرى بحفاظ الهلام الذي أنتجه العلماء على استقراره على حرارة الغرفة طوال أربعة أسابيع. إنه مؤشر واعد آخر على احتمال طرح العلاج للاستعمال العام يوماً.

يتابع الباحثون استكشاف أسباب حب الشباب، ويمكن تحديد العلاجات الأكثر فاعلية عبر فهم تفاصيل هذه الحالة، لا سيما حين تخسر العلاجات المتاحة مفعولها بسبب تسلل ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية تدريجياً.

في النهاية، تستنتج عالِمة الصيدلة فاطمة عبيد من جامعة جنوب أستراليا: «يصيب حب الشباب حوالى 9.4% من سكان العالم، لا سيما فئة المراهقين، وهو يترافق مع أعراض مثل القلق، والإحراج، والتوتر، وتراجع الثقة بالنفس، والعزلة الاجتماعية. تتعدّد الأقراص التي يصفها الأطباء لمعالجة حب الشباب، لكنها تترافق مع مجموعة من الآثار الجانبية الضارة ويكون جزء كبير منها غير قابل للذوبان الكامل في الماء، لذا يفضّل معظم المرضى والأطباء العلاجات الموضعية».


MISS 3