بروتين في الدم قد يفسّر الرابط بين التمارين الجسدية وشباب الدماغ

02 : 00

ربطت ثلاث دراسات منفصلة بين عامل الصفيحات الرابع في الدم والتحفيز العقلي الذي يترافق مع التمارين الجسدية، ومنافع نقل الدم، وبروتين على صلة بطول العمر. هذه العناصر الثلاثة تعزز الأداء المعرفي، ما يعني أن عامل الصفيحات الرابع هو أشبه بعنصر دموي خارق. جرت الأبحاث بقيادة فريقَين من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة ومن جامعة «كوينزلاند» في أستراليا».

الصفيحات الدموية هي عبارة عن أجزاء خلوية لها دور أساسي في عملية التخثر. بالإضافة إلى دورها كسدادة لوقف النزيف، تحتوي هذه الأجزاء الصغيرة والخالية من النواة في خلايا النخاع العظمي على حبيبات تطلق مواد كيماوية لتعزيز التخثر.

يُعتبر بروتين عامل الصفيحات الرابع جزءاً من تلك العناصر، وهو يؤثر على استجابة جهاز المناعة للإصابات والالتهابات. تبيّن الآن أنه يؤثر أيضاً على آليات مكافحة الشيخوخة، بتوجيه من أنزيم ينتجه الجسم بكميات كبيرة في الدماغ، والكبد، والكلى، واسمه «كلوثو».

يقول عالِم التشريح سول فيليدا من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو: «يبدو أن أداء الدماغ يتحسن تحت تأثير الدم الشاب وأنزيم كلوثو والتمارين الجسدية. بفضل عامل الصفيحات الرابع، بدأنا نفهم الآلية الكامنة وراء تجديد الشباب بهذا الشكل».

في ما يخص الدراسة المرتبطة بالدم الشاب، ضخّ الباحثون عامل الصفيحات الرابع لدى فئران مسنّة، وتبيّن أنه يخفف حدة الالتهاب في الدماغ ويحسّن ذاكرة الحيوانات. حتى أنه كبح جزءاً من التدهور الذي يرافق التقدم في السن.

ترتكز هذه الدراسة على أبحاث سابقة تمحورت حول ظاهرة التعايش الالتصاقي، حيث يسمح الدم المأخوذ من بشر أو حيوانات أصغر سناً بتجديد الشباب. يميل الدم الأكثر شباباً إلى احتواء كمية إضافية من عامل الصفيحات الرابع.

في الدراسة الثانية، استعمل العلماء الفئران أيضاً وتمكنوا من ربط عامل الصفيحات الرابع ببروتين كلوثو. سبق وتبيّن أن هذا العنصر يحسّن القدرات المعرفية، ثم يسهم عامل الصفيحات الرابع في نقل ذلك التحسّن إلى المناطق الدماغية المناسبة.

تَحسّن أداء الفئران الشابة والمسنّة في الاختبارات السلوكية بعد حقن أنزيم كلوثو الذي أنتج عامل الصفيحات الرابع في المرحلة اللاحقة، ما أدى إلى تشكيل روابط جديدة في منطقة الحصين المسؤولة عن تشكيل الذكريات في الدماغ.

أخيراً، استنتجت الدراسة الثالثة أن التمارين الجسدية تنتج كمية إضافية من عامل الصفيحات الرابع في دم الفئران. تبيّن أن هذا العامل يؤثر على نشوء خلايا دماغية جديدة ويحسّن أداء الذاكرة لدى الفئران الأكبر سناً.

نعرف أصلاً أن التمارين الجسدية تسهم في حماية وظيفة العقل، ويبدو أن عامل الصفيحات الرابع له دور في هذه المنفعة. يمكن تطوير علاجات قادرة على إعطاء منافع الرياضة مستقبلاً، فيستفيد منها من يعجز عن التحرك بطريقة طبيعية.

جرت هذه الدراسات كلها على الفئران، لكن من المنطقي أن تنطبق نتائجها على البشر، ما يشير إلى تعدد الأساليب التي تسمح لعامل الصفيحات الرابع بإعطاء المنافع المنشودة في العلاجات المستقبلية.

في النهاية، تقول عالِمة الأعصاب دينا دوبال: «حين أدركنا أننا توصلنا جميعاً إلى الاستنتاج نفسه رغم إجراء دراسات مستقلة عن بعضها، كانت دهشتنا كبيرة. أكدت ثلاث تجارب منفصلة على دور عوامل الصفيحات، ما يشير إلى منافع هذه الخاصية البيولوجية وإمكانية تكرارها».


MISS 3