Corona awareness

علاج واعد من ثلاثة أدوية لفيروس كورونا

02 : 00

اكتشفت المرحلة الثانية من تجربة عيادية متواصلة أن خليطاً من ثلاثة أدوية (الإنترفيرون بيتا 1-ب، لوبينافير – ريتونافير، ريبافيرين) ينجح في معالجة الحالات الخفيفة والمعتدلة من فيروس "كوفيد - 19"، تزامناً مع استعمال سبل الرعاية النموذجية. يسمح هذا الخليط الثلاثي أيضاً بتقصير مدة إنتاج الفيروس: إنها الفترة التي يكون فيها الفيروس قابلاً للرصد في الجسم ويسهل نقله إلى الآخرين.

كانت التجربة العشوائية الجديدة متعددة المراكز ومبنية على التوقعات والتحليلات، وقد نُشرت نتائجها حديثاً في مجلة "ذا لانسيت".

استعان الباحثون بـ127 مشاركاً بين 10 شباط و20 آذار 2020. يأتي هؤلاء المشاركون من ستة مستشفيات في هونغ كونغ، الصين، حيث أجرى لهم الأطباء فحوصات كورونا وكانت نتائجهم إيجابية. في المتوسط، مرّت 5 أيام بين ظهور الأعراض وبدء العلاج بخليط الأدوية.

وزّع العلماء المشاركين بين مجموعتين عشوائياً، فتلقى 86 منهم خليط الأدوية وشكّل 41 منهم المجموعة المرجعية. في المجموعة الأولى، تلقى المشاركون خليطاً من اللوبينافير (بجرعة 400 ملغ) والريتونافير (100 ملغ كل 12 ساعة) والريبافيرين (400 ملغ كل 12 ساعة)، فضلاً عن ثلاث جرعات من 8 ملايين وحدة دولية من الإنترفيرون بيتا 1-ب كل يومين. امتد العلاج على 14 يوماً.

في المجموعة المرجعية، أخذ المشاركون اللوبينافير بجرعة 400 ملغ والريتونافير بجرعة 100 ملغ كل 12 ساعة طوال 14 يوماً أيضاً.

خليط الأدوية يقمع الفيروس بسرعة!

كشفت النتائج أن خليط الأدوية الثلاثة كان آمناً وأكثر فاعلية من اللوبينافير والريتونافير في تخفيف أعراض "كوفيد - 19"، فنجح في تقليص فترة إنتاج الفيروس وتقصير مدة المبيت في المستشفى.

أثبتت عينات البلعوم الأنفي أن متوسط المدة التي تسبق تلاشي الفيروس يبلغ 7 أيام في المجموعة التي تلقّت خليط الأدوية، لكنه يصل إلى 12 يوماً في المجموعة المرجعية. ظهرت آثار جانبية لدى المشاركين، منها الغثيان (اختفى من دون علاج) والإسهال، ولم يبرز أي اختلاف بين المجموعتين.

يقول المشرف الرئيس على الدراسة، كووك يونغ يوان من جامعة هونغ كونغ: "تثبت تجربتنا أن معالجة الحالات الخفيفة والمعتدلة من "كوفيد-19" في مرحلة مبكرة بخليط ثلاثي من مضادات الفيروسات قد تقمع كمية الفيروسات سريعاً في جسم المريض وتخفف أعراضه وتُخفّض المخاطر المطروحة على العاملين في القطاع الصحي عبر تقصير مدة إنتاج الفيروس وتخفيض كميته. كذلك، بدا العلاج المختلط آمناً ويسهل أن يتقبله الجسم".

قوة الدراسة وحدودها

يضيف يوان: "رغم هذه النتائج الواعدة، يجب أن نتأكد خلال المرحلة الثالثة من التجربة من فاعلية الإنترفيرون بيتا 1-ب وحده أو خليط من أدوية أخرى لدى المصابين بأشكال أكثر حدة من المرض، حيث يحصل الفيروس على وقت إضافي للتكاثر".

يلفت الباحثون إلى حدود دراستهم الأخيرة، فقد كان العلماء والمشاركون يعرفون نوع العلاجات في مختلف المجموعات وأدرك الجميع أيضاً أن التجربة لم تشمل أي دواء وهمي.

مع ذلك، تتكلم الدكتورة سارة شلهوب من الجامعة الغربية في أونتاريو، كندا، عن نقاط قوة التجربة فتقول: "كانت معظم الدراسات المنشورة حتى الآن ترتكز على المراقبة أو على نتائج سابقة. لذا تُعتبر هذه التجربة العشوائية قيمة مضافة إلى الأدلة المتزايدة حول العلاجات المحتملة، فتزيل الضوابط المرتبطة بالدراسات المبنية على نتائج سابقة. تشكّل هذه الدراسة إذاً خطوة متقدمة نحو اكتشاف العلاج الذي يحتاج إليه العالم لمكافحة فيروس كورونا. لكن يعترف الباحثون بضرورة إجراء دراسات مستقبلية لتحليل فاعلية الإنترفيرون بيتا 1-ب وحده أو خليط من أدوية أخرى لمعالجة الحالات الحادة أو الحرجة من إصابات "كوفيد-19" المؤكدة ومقارنتها مع أثر الدواء الوهمي".


MISS 3