عيسى يحيى

عدّاد "كورونا" يرتفع في البقاع الشمالي... ومتنفّس الفقراء مُغلق

14 أيار 2020

02 : 00

ارتفاع الأسعار يدفع الأهالي إلى افتقاد السوق الشعبي

مرّ قطوع تسجيل الإصابات بفيروس "كورونا" في مخيم الجليل في بعلبك على خير، وتعاملت القوى الفلسطينية مع وزارة الصحة بمسؤولية لمنع الإنتشار، بالرغم من التفلّت الذي شهدته المنطقة، قبل ان تعود الأمور إلى نقطة الصفر في كل لبنان، نتيجة تخفيف الحكومة إجراءات التعبئة العامة، ظناً منها أن الأمور بدأت تسلك طريقها الصحيح، والحياة تعود إلى طبيعتها تدريجياً.

التفاؤل الذي أسقطته الحكومة على المواطنين فعادوا الى مزاولة أعمالهم، إضافة الى حال التفلّت في الشوارع والطرقات من دون أدنى شروط الوقاية والتباعد الإجتماعي، إنعكسا تزايداً في تسجيل إصابات بين المقيمين والوافدين، حتى وصلت العدوى إلى عناصر الشرطة العسكرية بينها إصابتان في البقاع، واحدة في بلدة بدنايل غرب بعلبك وأخرى في بلدة مجدلون، ما يرفع منسوب الحذر والخطر في آن، ويفتح الباب أمام مزيدٍ من تسجيل الإصابات، في حال لم يلتزم الناس بحظر التجوّل والإقفال التامّ الذي أقرته الحكومة، ليُبنى على الشيء مقتضاه.

وأشار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر الى أن إصابة مجدلون خالطت 75 شخصاً يلتزمون بالحجر المنزلي، وستجري فرق وزارة الصحة فحوصات الـ pcr لهم اليوم مع تقديم الدعم النفسي لهم، وملاحقة المخالفين والمستهترين.

تترافق الإجراءات المزمع تنفيذها، مع قرب نهاية شهر رمضان وعيد الفطر، حيث يضجّ سوق بعلبك التجاري وغيره من أسواق البلدات البقاعية، على اختلاف أسمائها وأماكنها وصولاً حتى الهرمل، بالمواطنين لشراء حاجاتهم قبل العيد ووفق المستطاع، حيث زادت أسعار الثياب ومستلزمات العيد كالشوكولا وغيرها بنسبة تفوق الضعفين، ودائماً وأبداً يُرجع اصحاب المحال جميعاً القضية إلى ارتفاع سعر صرف الدولار، وفيما عمليات إستيراد الألبسة من تركيا وغيرها متوقفة لتوقف عمليات الشحن والسفر، يُصرّ م.ح، صاحب أحد المحال لبيع الألبسة في سوق بعلبك، في حديث لـ "نداء الوطن" على أن الأسعار ارتفعت نتيجة ارتفاع سعر الصرف ودفع سعر البضاعة بالدولار، ولدى سؤاله عن البضائع الموجودة ما قبل أزمة الدولار، يجيبك بأن "كل شي لاحق بعضه"، من دون أن يعلم هو وغيره، بأن الناس لم تعد قادرةً حتى على دفع ثمن ربطة الخبز في هذا البلد الذي تزداد أوضاعه سوءاً يوماً بعد يوم.

تفتقد أم علي السوق الشعبي عند مدخل بعلبك الجنوبي، مُتنفّس الفقراء ومُعيلهم في تأمين مستلزمات العيد من ثياب الأطفال إلى الأقراص والشوكولا، وهو المقفل منذ إعلان التعبئة العامة وحتى اليوم، وتشير لـ"نداء الوطن" الى أن الأسعار هناك كانت رخيصة، وكانت تشتري الثياب لأبنائها الثلاثة مع كل ما يلزم للعيد بأقلّ من مئتي ألف ليرة لبنانية، ولكنها لا تعلم إذا كان سعر الدولار سيؤثّر على أسعار السوق عند إعادة افتتاحه، وتضيف: "عملت برمة بالسوق ورجعت إيد من ورا وإيد من قدام"، فلا قدرة لي على الشراء بهذه الأسعار، فالأولاد "بيمشّو حالن بالتياب يلي عندن، والشوكولا ما لح نشتري لأنو ما حدا لح يفوت عحدا".

حال أم علي يشبه حال الكثيرين من الناس الذين تدنّت قدرتهم الشرائية، واصبحوا عاجزين عن تأمين أبسط المقومات اليومية، وحُرموا من فرحة العيد في هذه الظروف الصعبة التي تمرّ عليهم، وخسروا معها أعمالهم، من دون أي التفاتة حكومية لتقديم المساعدة. في المقابل، يجهد كثيرون اليوم في تأمين ما يحتاجونه خلال أيام الإقفال التي أعلنت عنها الحكومة، حيث محال عدّة تبيع المواد الغذائية والخضار، غصّت بمواطنين يتهافتون على شرائها، بالرغم من ارتفاع ثمنها.