بومبيو يُهاجم إيران من القدس

02 : 00

نتنياهو خلال استقباله بومبيو في القدس أمس (غيتي)

اتهم وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو من إسرائيل بالأمس، إيران، باستخدام مواردها من أجل "بثّ الرعب" في وقت يُعاني شعبها من أزمة صحّية واقتصاديّة مدمّرة. وقال بومبيو قُبيل اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس: "يستخدم الإيرانيّون موارد نظام آية الله لإثارة الرعب في كافة أنحاء العالم، حتّى أثناء هذا الوباء وفي وقت يُكافح الشعب الإيراني بقوّة"، مضيفاً: "هذا يَشي بالكثير عن هؤلاء الذين يقودون هذا البلد".

من ناحيته، أشاد نتنياهو بالضغوط الأميركيّة المستمرّة على إيران في ظلّ استمرار "مخطّطاتها وأعمالها العدوانيّة ضدّ الأميركيين والإسرائيليين وضدّ الجميع في المنطقة".

كذلك، ناقش بومبيو خلال الزيارة الأولى له إلى الخارج منذ حوالى شهرَيْن، مع المسؤولين الإسرائيليين، خطّة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، التي أُعلن عنها في أواخر كانون الثاني.

وفي هذا الصدد، التقى بومبيو وزير الدفاع في الحكومة الإسرائيليّة المقبلة بيني غانتس، الذي أشاد بخطّة ترامب وحذّر في الوقت عينه من تهديدها للاستقرار الإقليمي. وأكد تحالف "أزرق - أبيض" الوسطي الذي يتزعّمه غانتس في بيان أنّه ناقش مع بومبيو "طرقاً مختلفة لتنفيذ الخطّة"، فيما اعتبر بومبيو قبل وصوله إلى إسرائيل أن قرار ضمّ أجزاء من الضفة الغربيّة هو "في النهاية قرار إسرائيلي". لكنّه لم يُدلِ من القدس بأي تعليقات مباشرة حول الأمر.

وتقضي الخطّة الأميركيّة بأن تكون القدس العاصمة "الموحّدة وغير القابلة للتقسيم" للدولة العبريّة، ما يُثير غضب الفلسطينيين الذين يعتبرون الجزء الشرقي من المدينة عاصمة لدولتهم المستقبليّة في إطار مبدأ "حلّ الدولتَيْن". كما تقضي الخطّة بضمّ المستوطنات وغور الأردن في الضفّة الغربيّة. وبموجب اتفاق نتنياهو - غانتس الذي تخطّت بموجبه إسرائيل أزمة سياسيّة استمرّت أكثر من عام وتوصّلت إلى تشكيل حكومة وحدة، يُمكن أن تمضي الحكومة الإسرائيليّة الجديدة قدماً في عمليّة الضمّ اعتباراً من تموز.

وتزامنت زيارة بومبيو الخاطفة، بحيث غادر سريعاً عائداً إلى واشنطن، مع تصاعد التوترات والمواجهات على الأرض بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، أسفرت بالأمس عن مقتل فتى فلسطيني بنيران إسرائيليّة غداة مقتل جندي إسرائيلي برشق حجارة الثلثاء. كما تأتي زيارة وزير الخارجيّة الأميركي قبل يوم واحد من أداء حكومة الوحدة الإسرائيليّة اليمين الدستوريّة أمام الكنيست.

وفي الأثناء، حذّر وزير الخارجيّة الأردني أيمن الصفدي خلال اتصال هاتفي مع وزيرة الشؤون الخارجيّة والاتحاد الأوروبي والتعاون، الإسبانيّة أرانكا غونزاليس، من خطورة المخطّط الإسرائيلي. وقال الصفدي في بيان إنّ "أي قرار إسرائيلي بضمّ المستوطنات وغور الأردن وشمال البحر الميت في فلسطين المحتلّة، سيكون خطوة كارثيّة ستقتل فرص تحقيق السلام العادل وستدفع المنطقة نحو المزيد من الصراع وستجعل من خيار الدولة الواحدة حتميّاً".

وبحسب البيان، "اتفق الوزيران على رفض أي خطوات إسرائيليّة لضمّ أراض فلسطينيّة محتلّة خرقاً للقانون الدولي وتقويضاً لأُسس العمليّة السلميّة التي انطلقت من مدريد". كما بحث الوزيران "الخطوات التي يُمكن اتخاذها لبلورة موقف دولي يعمل على الحؤول دون اتخاذ إسرائيل لأي قرار بالضمّ". وشدّدا على "استمرار العمل من أجل إطلاق جهد حقيقي للتوصّل إلى حلّ الدولتَيْن".


MISS 3