بعد تهجير كلّ السكان الأرمن تقريباً من المنطقة، وصلت بعثة أممية إلى أرتساخ (ناغورني قره باغ) أمس لتقييم الاحتياجات الإنسانية، لتكون الأولى منذ ثلاثة عقود، وفق ما أفاد ناطق باسم الرئاسة الأذربيجانية وكالة «فرانس برس»، فيما كانت فرنسا قد أعربت السبت عن أسفها لعدم موافقة باكو على دخول البعثة إلّا بعد نزوح أكثر من 100 ألف أرمني إلى أرمينيا.
وشوهدت سيارة واحدة فقط تأتي من أرتساخ إلى أرمينيا أمس. وأكد سيرغي أستساريان (40 عاماً) أنه من آخر الأرمن المُغادرين، وقال: «ليس لدي أدنى فكرة إلى أين سأذهب، ربّما أوروبا»، مبدياً أمله في أن يعود اللاجئون حال «تقديم أذربيجان ضمانات ومساعدات».
في الأثناء، أعلنت رئاسة أذربيجان أن فريقاً تابعاً لسلطات الهجرة الأذربيجانية بدأ العمل في «عاصمة» أرتساخ السابقة ستيباناكيرت (خانكندي)، لتسجيل من بقي من السكان الأرمن من أجل ضمان «إعادة دمجهم بشكل مستدام في المجتمع الأذربيجاني»، وتوفير «رعاية الدولة الأذربيجانية» لهم.
توازياً، دعت السفيرة الأرمينية في فرنسا هاسميك تولماجيان، المجتمع الدولي والأمم المتحدة، إلى تأمين «ظروف لائقة» لعودة اللاجئين الأرمن إلى أرتساخ. وطالبت أيضاً بفرض عقوبات في وقت «يظهر تاريخ الإنسانية أن الإفلات من العقاب يسهل تكرار الجريمة».
وقالت تولماجيان: «منذ قيام الأمم المتحدة، إنّها المرّة الأولى التي نرى فيها جمهورية تزول»، محذّرةً من أن هذا الأمر قد يخلق سابقة، في وقت خصّصت فيه أرمينيا الأحد ليكون يوماً وطنيّاً للصلاة من أجل المنطقة.
وقرعت أجراس الكنائس في كافة أنحاء البلاد، وترأس بطريرك الكنيسة الأرمنية كاراكين الثاني قدّاساً في إتشميادزين، كبرى كاتدرائيات البلاد. وفي الفاتيكان، قال البابا فرنسيس إنّه «تابع في الأيام الأخيرة الأوضاع المأسوية للنازحين في ناغورني قره باغ».
وبعد صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس، دعا الحبر الأعظم إلى «حوار بين أذربيجان وأرمينيا» لوضع حدّ للأزمة الإنسانية بدعم من المجتمع الدولي.
وفي أذربيجان، أعلن المدّعي العام قمران علييف فتح تحقيقات جنائية حول ارتكاب «جرائم حرب» على يد 300 مسؤول أرمني من أرتساخ. وحضّ هؤلاء الأشخاص على «تسليم أنفسهم طوعاً».
إلى ذلك، تجمّع آلاف الأرمن من دول أوروبّية عدّة في بروكسل للتنديد بـ»تواطؤ» أوروبا مع باكو، فيما كشفت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أنها ستتوجّه إلى أرمينيا الثلثاء.
