الأصل العرقي يزيد وفيات "كوفيد - 19"؟

02 : 00

تؤكد بيانات بريطانية على ارتفاع خطر الوفاة بسبب "كوفيد - 19" لدى الذكور المتقدمين في السن والمصابين بمشاكل صحية كامنة، كما تكشف أن الآسيويين وأصحاب البشرة السوداء قد يكونون أكثر عرضة للخطر لأسباب غير مرتبطة بعوامل صحية قائمة. يعمل الباحثون على إيجاد أفضل الاستراتيجيات لكبح وباء "كوفيد - 19" ويطرحون سؤالاً محورياً لتحسين سبل الوقاية من المرض: ما هي الفئات الأكثر عرضة للمخاطر في حال إصابتها بالفيروس؟

تكشف الأدلة المتاحة حتى الآن أن الرجال الأكبر سناً (فوق عمر الخمسين) يكونون أكثر عرضة للوفاة بسبب الفيروس، لا سيما إذا كانوا مصابين بمشاكل صحية مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أو السكري. لكن تشير معطيات أخرى إلى وجود عامل خطر مختلف لمواجهة أسوأ تداعيات "كوفيد - 19"، وهو يتعلق بالأصل العرقي.

لم يتضح بعد سبب ذلك الاستنتاج، وهذا ما دفع الباحثين إلى إطلاق أبحاث عاجلة لاستكشاف طريقة تأثير فيروس كورونا على الناس المنحدرين من خلفيات عرقية متنوعة.

في مبادرة OpenSAFELY التي أطلقتها جامعة "أكسفورد" و"كلية لندن للصحة والطب الاستوائي"، بالتعاون مع معاهد بريطانية أخرى، بدأ فريق من العلماء يبحث عن عوامل خطر أساسية ومحتملة لتفسير وفيات "كوفيد - 19".





نتائج مقلقة جداً

حلل الباحثون بيانات 17 مليوناً و425 ألفاً و445 راشداً كانوا قد تسجلوا لدى طبيب عام في بريطانيا منذ سنة على الأقل. راحوا يبحثون عن أشخاص دخلوا إلى المستشفى بسبب إصابتهم بفيروس "كوفيد - 19" بين 1 شباط و21 نيسان 2020، ثم ربطوا تلك البيانات بمعلومات أخرى عن المرضى عن طريق مبادرة OpenSAFELY، وهي منصة لا تكشف عن هوية الناس في السجلات الطبية.

نشر الباحثون نتائجهم على شبكة الإنترنت قبل أن يراجعها علماء آخرون. من أصل العدد الإجمالي الذي تلقى علاجاً لفيروس "كوفيد - 19" في المستشفى، توفي 5683 فرداً لأسباب مرتبطة بهذا المرض التنفسي.

وفق تحليل الفريق البحثي، يكون كبار السن والمصابون بنوعٍ خارج عن السيطرة من السكري أو بأشكال حادة من الربو أكثر عرضة للوفاة من عامة الناس بسبب "كوفيد - 19"، ما يؤكد على النتائج السابقة.

لكن برزت نتيجة مهمة أخرى في هذا التحليل: تبيّن أن الآسيويين وأصحاب البشرة السوداء كانوا أكثر عرضة للوفاة بسبب فيروس كورونا حين قارن العلماء وضعهم مع أصحاب البشرة البيضاء.

عند مراجعة المعلومات المتاحة عن قرب، اكتشف الباحثون أن أعلى المخاطر لا تتعلق بعوامل مؤثرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أو السكري.كذلك، لاحظ العلماء أن المنتمين إلى خلفيات اجتماعية واقتصادية فقيرة كانوا أكثر عرضة للوفاة بسبب "كوفيد - 19" مقارنةً ببقية السكان. وعلى غرار النتائج المتعلقة بالأصل العرقي، يبدو أن الحرمان يرتبط بأسوأ التداعيات، وبغض النظر عن عوامل خطر مؤثرة أخرى.

بناءً على هذه الملاحظات، استنتج فريق البحث أن الحرمان أو البشرة السوداء أو الانتماء إلى جماعة آسيوية أو أقليات عرقية تشكّل عوامل خطر بارزة للوفاة بسبب فيروس "كوفيد - 19".

يوضح المشرف على الدراسة، ليام سميث، من "كلية لندن للصحة والطب الاستوائي": "نحتاج إلى بيانات عالية الدقة حول الفئات المعرّضة للخطر للتحكم بالوباء وتحسين طرق الرعاية بالمرضى. نعتبر الأجوبة التي قدّمها تحليل مبادرة OpenSAFELY بالغة الأهمية لمختلف بلدان العالم. من المقلق ألا تُنسَب أعلى المخاطر التي يواجهها المنحدرون من خلفيات ديمغرافية عرقية متنوعة إلى مشاكل صحية يمكن التعرف عليها".

لهذا السبب، يدعو الباحثون إلى اكتشاف العوامل التي تجعل هذه الفئات بالذات أكثر عرضة لأسوأ تداعيات "كوفيد - 19". في الوقت الراهن، تستكشف تحليلات أخرى على منصة OpenSAFELY أسئلة مهمة إضافية حول طرق محاربة فيروس كورونا، بما في ذلك الآثار المحتملة للأدوية الشائعة على خطر الإصابة بهذا المرض التنفسي.