عماد موسى

خدمة للعدو الإسرائيلي!

18 أيار 2020

09 : 30

كان واضحاً وزير الداخلية محمد فهمي، في تحذيره مواطنيه قبل التدابير الإستثنائية المتخذة للحد من انتشار الفايروس السيئ السمعة أكثر من الإيدز. "فليسمعني اللبنانيون أنا اليوم أخوّفهم من الوصول إلى مرحلة فقدان السيطرة على الوباء، بعد الأحد قد نقفل كل شيء حتى السوبرماركت ومحال اللحوم والأفران". تنبيه وصل إلى آذان عشرات الآلاف، وعلى غرار المشايخ الأجلاء الذين يحذرون من لا يمشي على الصراط المستقيم بأن نار جهنم ستشويه شيّاً ومثل الخوارنة الذين يروّعون المؤمنين بيوم الدينونة قال فهمي: "من لا يلتزم بإجراءات التعبئة خدمة للعدو الإسرائيلي".

المعادلة التي قدمها حضرة العميد واضحة: عدم الإلتزام تعني تفكك المجتمع، وبالتالي فإن تفكك المجتمع اللبناني هو خدمة للعدو. كما أن التفريط بالوحدة هو أيضاً خدمة لإسرائيل، وهذا ما حدا برئيس الجمهورية، ومن دون سابق إنذار، إلى إطلاق واحدة من تغريداته الإستثنائية "لتعانق اصوات المآذن مع قرع الأجراس، ولتصمت كافة الأصوات التي تعبث بوحدتنا الوطنية "كلام الرئيس زينة الكلام، ومن نافل القول أن بوحدتنا الوطنية المسيحية ـ الإسلامية نهزم إسرائيل شر هزيمة، كما نقدّم النموذج النقيض للدولة اليهودية العنصرية، وبصراحة لأول مرة منذ 42 سنة أسمع بعناق المآذن وأجراس الكنائس أي منذ أن غنت فيروز"زهرة المدائن".

من المهم جداً ألا نقدم أي خدمة للعدو الإسرائيلي في أي ظرف، ففي الزمن الأول للوصاية السورية كانت الحجة لعدم إرسال الجيش إلى الجنوب واضحة: "لا نريد تقديم خدمة لإسرائيل بتحويل الجيش حارساً لحدودها" ثم صار وجود 10 آلاف جندي لبناني جنوبي الليطاني مطلباً وطنياً كي يحمي حدودنا في وجه أطماع إسرائيل. وكي لا نقدم لها الحدود السائبة خدمة لأطماعها!

إن لم تكن إسرائيل موجودة، فنحن نحتاجها كلازمة لأي خطاب وأي موقف. فيوم استشهد الملازم الأول سامر حنا ( آب 2008) فوق تلال سجد سارع المفتي الشيخ عبد الأمير إلى اتهام عملاء إسرائيل بإسقاط طائرة حنا، ولم يجد سماحته ضرورة لتصحيح موقفه، بعدما اعترف مصطفى حسن المقدم بمسؤوليته عن الجريمة (غير المقصودة!). الأرجح أن أحدا لم يخبر سماحة المفتي الجعفري الممتاز أن مصطفى اعترف.

وتحتاج إسرائيل كل أم تعاني مع ولدها العنيد الرافض تناول الكوسا بلبن "ماما يا حبيبي، يا قبّاري إذا ما بتاكل كوسا ما بتكبر، وإذا ما كبرت ما بتصير قوي وعندك عضلات، وإذا بقيت ضعيفاً يا ماما ووجهك أصفر ما فيك تحارب، وإذا ما دافعت عنا يا بطل بتفوت علينا إسرائيل وبتاخد كل طنجرة الكوسا".

بمثل هذه البساطة يخاطبنا الرؤساء والوزراء كي نفهم ونرتدع.


MISS 3