تأمل الشبكة في زيادة حماسة المشاهدين تجاه الدراما المتمحورة حول المراهقين الجذابين في مسلسل Outer Banks (الضفاف الخارجية) على "نتفلكس". يتمحور المسلسل حول مراهقين يبحثون عن كنز ثمين ويصارعون مظاهر اللامساواة الطبقية في الوقت نفسه. إنها مواضيع متشابكة ومبالغ فيها، لكنها نزعة مألوفة في معظم مسلسلات المراهقين. في مطلق الأحوال، يتمتع الممثلون الشباب في هذه القصة بكاريزما عالية على نحو مفاجئ. في ظل الوضع الراهن، قد يستمتع المشاهدون بهذا المسلسل أكثر من العادة كونهم لم يغادروا منازلهم منذ وقت طويل. لذا يمكن اعتباره عملاً يستحق المشاهدة في زمن الوباء الحالي!
المسلسل خليط من Riverdale وBloodline (خط الدم)، وهو عبارة عن دراما جدية وسخيفة عن مجموعة أصدقاء يتسكعون في كارولاينا الشمالية. يتميز هؤلاء الشبان الغريبون بجمال المظهر ويطلقون على أنفسهم اسم "ذا بوغز" (لا علاقة لهم بالفرقة الموسيقية التي تحمل الاسم نفسه). تتألف المجموعة من الساحر "جون بي" (تشايس ستوكس)، والمشاغب "جي جي" (رودي بانكو)، والرزين "بوب" (جوناثان ديفيس)، والوفية "كيارا" (ماديسون بايلي). هم يحاولون تجنب الأثرياء حول المحيط والسياح المتدفقين إلى تلك المنطقة، وسرعان ما يعثرون على لغز قد يشمل كنزاً مدفوناً وسر اختفاء والد "جون بي". تبرز طبعاً قصص عاطفية مع فتاة ثرية من خارج المجموعة اسمها "سارة" (مادلين كلاين)، فضلاً عن حبكات فرعية أخرى تشمل راشدين غير جديرين بالثقة. لا يمكن الوثوق بالراشدين طبعاً في هذا النوع من المسلسلات.
يتوقف نجاح أي مسلسل مثل Outer Banks على طاقم الممثلين. يمكننا التغاضي عن الكتابة الرديئة إذا استمتعنا بتمضية الوقت مع الشخصيات التي تتفوه بحوارات دون المستوى. هكذا هو الوضع في هذا المسلسل الممتع. يسهل أن نتوقع مشاركة أحد أعضاء هذه المجموعة الشبابية اللافتة في عمل مميز لاحقاً، بما في ذلك ستوكس وبايلي، لكنّ كلاين هي التي تخطف الأضواء من الجميع. سيكون طاقم التمثيل إذاً كفيلاً بجذب المشاهدين إلى المسلسل لأن الحبكة باهتة. غالباً ما تدور الأحداث في الدوامة نفسها، فتعود إلى الخلافات والتطورات الدرامية نفسها بين أبطال القصة والشبان الأثرياء خلال النصف الأول من الموسم. يكفي أن نشاهد شجاراً واحداً بين الحبيب المتزن والشاب المشاكس الذي يحاول سرقة حبيبته كي نفهم مغزى الأحداث كلها.
أخيراً، لن تتخذ الجوانب الغامضة في المسلسل منحىً مشوّقاً قبل مرور وقت طويل. بحلول منتصف الموسم، تنشغل مجموعة المراهقين بمحاولة تطوير الأحداث الجامدة، ثم تظهر مشكلة معاكسة في الحلقات الثلاث الأخيرة التي تتسم بحركة مفرطة. يحتاج هذا النوع من المسلسلات إلى تحريك الأحداث بسرعة منذ مرحلة مبكرة، لكن يتخذ المسلسل من جهته مقاربة آمنة ويُركّز على جمال المناظر ويكرر المعضلات المبهمة نفسها قبل بلوغ الأحداث المشوقة أخيراً. لكن في ظل الحجر المنزلي المفروض على جميع الناس اليوم، قد لا يمانع المشاهدون fمرافقة الشبان في رحلتهم السريعة نحو الساحل الشرقي لتمضية الوقت مع أشخاصٍ يصعب نسيانهم هناك. في النهاية، يحتاج الجميع إلى ملاذ آمن للهرب من الواقع!
