جنى جبّور

مهرجان "بيروت للأفلام الفنّية" في موسمين

أليس مغبغب: نرفض الموت البطيء

18 تشرين الأول 2023

02 : 00

عقدت لجنة مهرجان «بيروت للأفلام الفنّية» Beirut Art Film Festival (BAFF) أمس مؤتمراً صحافياً في مسرح «بيريت» التابع لـ»جامعة القديس يوسف»، تحضيراً لإطلاق النسخة التاسعة من المهرجان تحت شعار «الحرية». وبعد مرور 4 سنوات على تنظيم آخر مؤتمر لها، بسبب الأزمات المتتالية التي تعصف في لبنان منذ 2019 حتّى اليوم، تتمسك رئيسة المهرجان العصامية أليس مغبغب بتنظيم هذا الحدث، متحديةً واقعنا المرير في لبنان والوطن العربي، رافضةً حكم الإعدام والموت البطيء، مصرةً على المضي قدماً والمواجهة بالسينما والثقافة التي تغذي الإستقلالية، وتحمي الحرية وتدافع عنها.


9 سنوات مرّت على تأسيس هذا المهرجان المميز، الذي تطور من نسخة الى أخرى بشكل لافت، ونضجت فعالياته، مكتسباً جمهوراً وفّياً له يتنظره بحماسة من عام الى آخر. أليس مغبغب، تعي تماماً دور الثقافة في تغذية الروح والتمسك بالجذور رغم كل الظروف، فتراها متمسكةً بالاستمرار بهذا النشاط، رافضةً الاستسلام للسواد الذي يحوطنا، وتقول في حديثها لـ»نداء الوطن»: «كلنا حزينون على كل الضحايا؛ من ضحايا «4 آب» الى ضحايا حرب غزة... ولكن النشاطات الثقافية لا يجب أن تندثر، بل أن نقاوم من خلالها مبعدين شبح الموت عنّا»، مضيفةً: «المهرجان بنسخة 2023، يشبه حلمنا الذي نسعى لتحقيقه من خلال بناء مجتمع مفيد للناس في هذه الظروف الصعبة، ولا سيما ان شبابنا فقدوا الأمل بوطنهم، في وقت أنّ ظروفنا المحلية اليوم، عاشها الكثير من البلدان قبلنا، ما يشير الى أهمية الاتعاظ من تجاربنا وتجارب غيرنا وأخذ العبر كي لا يكرر التاريخ نفسه. وفي حين تعتبر الثقافة تاريخ الشعوب ومستقبلهم، تلعب دوراً اساسياً ايضاً في تمسكهم بأرضهم معززةً شعورهم بالقناعة والانتماء والصمود على حد سواء».






مواضيع شيقة

تنظم الفعاليات المركزية للقسم الأول من النسخة التاسعة على خشبة مسرح «بيريت»، في حرم معهد «الدراسات السمعية البصرية والسينمائية» - IESAV في جامعة «القديس يوسف في بيروت»، من 7 إلى 17 تشرين الثاني وعلى جدولها ستة عشر فيلماً وأحد عشر محاضراً ومؤتمِراً ومعرضاً. وتضامناً مع الطلاب، تمنح عائدات مبيعات التذاكر (التي يمكن الحصول عليها من «مكتبة أنطوان» أو على باب «بيريت») بالكامل إلى مؤسسة «جامعة القديس يوسف» لصالح طلاب المعهد. ومع نهاية شهر تشرين الثاني، تعلن المؤسسة ومعهد الدراسات السمعية البصرية والسينمائية عن كامل المبلغ الذي حصلوا عليه. وكانت اللجنة وجهت في الأول من تشرين الأول وإلى 30 كانون الأول 2023، دعوة لجميع المدارس في لبنان إلى عرض الوثائقي «معركة الأرز» داخل الصفوف؛ الفيلم يحكي قصة مغامرةٍ استثنائية خاضها الدكتور يوسف طوق الذي عمل وحيداً على إعادة غابات الأرز في لبنان إلى الحياة، في قصة مذهلة عن كفاح إنسانٍ للحفاظ على أحد رموز الهوية اللبنانية، لا وبل حماية تراثٍ استثنائيٍ. كما سيُعرض هذا الفيلم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي وبدعمٍ من جمعية «فيليب جبر»، من 7 إلى 17 تشرين الثاني على مدرج ليلى تركي في المكتبة الشرقية، على أن تلي العرض جولاتٌ إرشادية في المكتبة.

الترفيه ليس هدف هذا النشاط فحسب، بل تحفيز الفكر ايضاً. فالكتاب مثلاً يشكل موضوعاً لافتاً في هذه النسخة، من خلال الأفلام التي تدور حوله وحول الشعر والفلسفة والذاكرة. كما أنّ لبنان موجود في الكثير من الأفلام الدولية المعروضة، ما يعطينا جرعة أمل تجاه بلدنا وأهميته في كل الأوقات، تقول مغبغب، مضيفةً: «اخترنا الأفلام بحسب أهمية مواضيعها. ونفتتح الفعاليات المركزية بفيلم «لون الحبر»، وهو رحلة شعرية على طرقِ سبعِ دولٍ تُعلّمنا أصول الحبر (تأتي الآثار الأولى من لبنان) وأيضاً قدرته على نسج الروابط بين المناطق والعصور. اذ يدعونا المخرج بريان د. جونسون، من خلال تتبّع جيسون لوجان، الحرفيّ الكنديّ، إلى مشاهدة ملحمة رائعة، مسترجعين ذكرى أقدم المواد في العالم: الحبر.

كذلك، نعرض «سلالة رسّام - بيري، العائلة: السينما في العرو» (من إخراج ميشيل دينيسو وفلوران ماييه) اذ يجسّد هذا الوثائقيّ التراث الغنيّ لسلالة فرضت مكانتها بشكل سريع على المستوى الدوليّ، من خلال عرضه لرحلة عائلتين من أكثر العائلات تأثيراً في السينما الفرنسية وهما: المنتجان الفرنسيان - اللبنانيان بول وجان- بيار رسّام وصهرهما، المخرج الفرنسيّ كلود بري. وفي أجواء من الاضطرابات الثقافية والسياسية والشخصية، ينقل الفيلم تطلّعات هؤلاء الأشخاص وصراعاتهم ونجاحاتهم، من خلال حضور أجيال متشابكة وشخصيات بارزة، مثل فرانسيس فورد كوبولا.

أمّا وثائقي «إلياس الرحباني – ثالث الرحابنة» فيعرض للمرة الاولى مسلّطاً الضوء على حياة الملحّن إلياس الرحباني (1938- 2021) ومسيرته المهنية وإرثه الفنّيّ، اذ تسترجع المخرجة فيروز سرحال، بمساعدة المحفوظات الشخصية الغنية والكثير من المقابلات، مسيرة شقيق عاصي ومنصور الأصغر، في صعوده على الساحة الموسيقية اللبنانية والعربية، قبل أن يصبح الرحباني الثالث. بالاضافة، الى الفيلم الكندي القصير «مرآة الآخرين» الذي يروي شهادة الراقص والفنّان اللبناني الأصل، تشارلي برينس المفعمة بالأحاسيس وعمله وكذلك مهنته».



بعض الأفلام المشاركة




فعاليات غنية

افلام اخرى كثيرة واحتفالات مختلفة تشهدها النسخة التاسعة، منها الاحتفال بالعام 500 للفنان العالمي بيروجينو، أحد أشهر الفنّانين في عصر النهضة الإيطالية، من خلال عرض فيلم «بيروجينو. نهضة دائمة» الذي يعيد النظر، بدقّة، في عمل الرجل الذي كان معلّم رافائيل، ومعرض تنظمه BAFF حول حياته وكيفية تحوله الى فنان عالمي. أيضاً، يلقي الدكتور تييري دو دوف محاضرة حول وصية الفنان الفرنسي ادوار مانيه. كذلك، تمنح جائزة Goldenfire للمخرجة اليان الراهب على تألقها كامرأة في تنفيذ «بورتريهات» ممتازة للرجال في عالم السينما، على أن تعطي بدورها ماستركلاس في «بيريت» حول طريقة تصوير «البورتريه» في افلام السينما والوثائقية. كما تنظم أمسية لثلاثة طلاب من خريجي (IESAV (2022 نعرض خلالها افلامهم للجمهور».

موسم 2024

اذاً، برنامج غني في انتظار عشاق السينما في القسم الأول من هذه النسخة، وفي هذا الاطار تشكر مغبغب كل شركاء المهرجان، قائلةً: «بما أن الفن هو الحبكة الأجمل التي تجمع الناس، وبما أن مهرجاناً يتناول الفن هو أجمل تعبيرٍ عن الصداقة بين البشر، فإننا نشكر جميع شركائنا في عالم الثقافة للمساهمة التي قدّموها... لولاهم لما ابصرت النسخة التاسعة النور».

أمّا القسم الثاني منها، الذي يمتد من كانون الأول حتّى حزيران 2024 فيعلن عن برنامجه في 12 كانون الأول 2023، على أن يعرض فيه 16 فيلماً موزعة على 38 عرضاً، و9 مؤتمرات مع 23 متحدثاً و3 معارض، تنظم كلها في أكثر من منطقة مثل بيروت، طرابس، بنت جبيل، تبنين، زغرتا، بشرّي، حمانا، صيدا وزحلة.



ملصق المهرجان



MISS 3