5 نزعات غذائية غير نافعة

11 : 53

من الممتع دوماً أن تُجرّب أغذية جديدة من وقتٍ لآخر، لكن يجب أن تتوخى الحذر حين تلفت النزعات الغذائية الرائجة انتباهك، لأنّ انتشار أي طعام أو شراب في كل مكان لا يعني أنه صحي. في ما يلي 5 نزعات غذائية يمكنك تفويتها:



المياه المُدعّمة بالفيتامينات

تحمل المياه المُدعّمة بالفيتامينات اسم «دفعة الفيتامين المقوّية» أو «ماء الفيتامينات»، وتَعِد بتوفير كمية كبيرة من الفيتامينات (مثل B وC وE) والمعادن (مثل المغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم). لكن لا تبدأ بابتلاع كميات عشوائية منها. تقول خبيرة التغذية كاثي ماكمانوس: «لا تُضاف كمية كافية من المغذيات إلى هذا النوع من الماء لدرجة أن تُحدِث فرقاً على المستوى الصحي. يحتوي أحد المنتجات مثلاً على 10 ملغ من البوتاسيوم، فيما تبلغ الكمية الموصى بها 4700 ملغ في اليوم. وبالتالي، فإنك ستحصل على كمية أكبر بكثير من المغذيات عبر تَبنّي حمية صحية».


كذلك، تكون أنواع كثيرة من الماء المُدعّمة غنية بالسكر. فماء الفيتامينات بنكهة المانغا الاستوائية مثلاً، تحتوي على أكثر من 30 غراماً من السكر المضاف، أي أكثر بكثير من العتبة اليومية الموصى بها: 25 غراماً للنساء و36 غراماً للرجال وفق توصيات «جمعية القلب الأميركية». وقد يؤدي استهلاك كميات هائلة من السكر إلى ارتفاع مستويات سكر الدم بدرجة فائقة واكتساب الوزن.


تقضي فكرة أفضل بنقع التوت أو شرائح البرتقال في كوب من الماء، لكن إذا كنت تشعر بالقلق من احتمال إصابتك بأي نقص، يمكنك أن تأخذ نوعاً من الفيتامينات المتعددة.


زيت جوز الهند

يُعتبر زيت جوز الهند على نطاق واسع خياراً طبيعياً لتحسين وظيفة الدماغ، وتجنّب أمراض القلب، وحرق الدهون، وتسهيل مسار الهضم، وتحسين الصحة بطرق كثيرة أخرى. لكن رغم كل هذه الادعاءات، ما من أدلة جازمة لدعمها، لأنّ المشكلة الحقيقية تتعلق باحتواء زيت جوز الهند على دهون مشبعة بنسبة 90%. وبالتالي، تحتوي كل ملعقة كبيرة منه على 12 غراماً من الدهون المشبعة (إنها الكمية المسموح بها طوال اليوم ضمن أي حمية مؤلفة من 1500 سعرة حرارية)، مقارنةً بغرامَين في ملعقة كبيرة واحدة من زيت الزيتون البكر.


كشفت بعض الدراسات الصغيرة أنّ زيت جوز الهند قد يزيد مستويات الكولسترول الجيد، لأنّه يحتوي على حمض اللوريك الذي يفكّكه الجسم بطريقة مختلفة عن الدهون المشبعة الأخرى. لكنّ دراسات أخرى ذكرت أنّ زيت جوز الهند يرفع أيضاً مستويات الكولسترول السيئ.


في المقابل، لا تشير أية أدلة إلى قدرة هذا الزيت على تخفيض مخاطر أمراض القلب أو أي مرض آخر، لكن تكثر الأدلة التي تثبت أنّ استهلاك كمية كبيرة من الدهون المشبعة قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجلطات الدماغية.


تقضي فكرة أفضل باستعمال زيت الكانولا أو الزيتون للطبخ. لا داعي لأن تتجنّب زيت جوز الهند بالكامل، لكن اكتفِ باستعماله لتحضير وجبات خاصة، مثل الأطباق التايلاندية، ويكفي ألّا تستعمله في الأطباق اليومية العادية.


المنتجات الخالية من الغلوتين

تكثر الأغذية التي تخلو من الغلوتين اليوم، علماً أنّه بروتين موجود في حبوب مثل القمح والجاودار والشعير. في ما يخصّ المصابين بالداء البطني، قد يجعل الغلوتين جهاز المناعة يهاجم الأمعاء الدقيقة. لذا، تصبح المنتجات الخالية منه ضرورية بالنسبة إلى هذه الفئة من الأشخاص، بما أنّ البروتين قد يختبئ في الصلصات والحساء وحتى مَرق السلطات.


لكن لا يوصيك الخبراء باستهلاك الأغذية الخالية من الغلوتين إذا كنت تتحمّل الحبوب الكاملة، لأنك لن ترغب في تفويت منافع هذه الحبوب لأنّ استهلاكها يرتبط بتراجع مشاكل القلب واحتمال الوفاة المبكرة.


تبرز مشكلة أخرى في ما يخص بعض الأغذية الخالية من الغلوتين، مثل المُقرمشات والكعك المالح الجاف، إذ تستعمل هذه المنتجات عموماً الرز أو نشويات البطاطا بَدل الحبوب الكاملة، وقد يؤدي استهلاك كميات كبيرة منها إلى ارتفاع مستوى سكر الدم.


إذا كنت تظن أنك مصاب بحساسية تجاه الغلوتين من دون أن تكون مصاباً بالداء البطني (تتعدد أعراض هذه الحالة، منها النفخة والتشنج والإسهال بعد استهلاك أي منتج غَني بالغلوتين، مثل خبز القمح)، يمكنك أن تحتفظ بمذكّرات غذائية لتسجيل ما تأكله وملاحظة أي أعراض شائبة. فإذا رصدتَ نمطاً محدداً، تكلم مع الطبيب أو خبير التغذية لتخفيف استهلاك بعض الأغذية، واستبدالها بكلّ أمان.


تحلية بطحينة الحمص

تكون طحينة الحمص العادية غنية بدهون صحية وغير مشبعة، وتُعتبر طريقة مفيدة للحصول على البروتينات والكربوهيدرات وفيتامينات متنوعة. لكنّ هذه الوجبة انتشرت حديثاً على شكل تحلية في المطاعم ومتاجر البقالة، وباتت تُقدَّم بنكهة البراوني وبسكويت الزبدة والكرز والمانغا. تحتوي هذه التحلية على السكر، وعلى كمية كبيرة من الدهون المشبهة.

وهناك فكرة أفضل تعتمد على تغميس بعض حبات الفراولة الطازجة في طحينة الحمص العادية، لإضفاء نكهة حلوة المذاق على هذه الوجبة الأساسية التقليدية. يتراجع مؤشر سكر الدم في الحمص، وبالتالي لن يرفع هذا الغذاء مستواه إلّا إذا أضفتَ إليه السكر.


مشروبات غنية بالفطر

يقدّم بعض المقاهي والمطاعم، وحتى شركات التصنيع، القهوة أو الشاي أو المشروبات المخفوقة بعد خلطها مع مسحوق الفطر أو خلاصته. ويشير بعض الادعاءات إلى قدرة الفطر على تخفيف آثار الكافيين، وتحسين الهضم ومهارات التفكير والطاقة والاستجابة المناعية. صحيح أنّه يحتوي عددًا كبيرًا من المواد الكيماوية النباتية التي ترتبط بمحاربة السرطان وحماية الخلايا من الأضرار التي يمكن أن تُسبب أمراضًا مزمنة، لكن تبقى معظم الدراسات التي تتمحور حول منافع الفطر صغيرة، وتقتصر على أطباق بتري المعقّمة والحيوانات المخبرية.


هل ستشعر بالتحسّن إذاً حين تتناول مشروباً غنياً بالفطر؟ هذه المنفعة ليست مؤكدة بأي شكل، لأنّ أي بحث لا يدعم هذه الادعاءات. تقضي فكرة أفضل بإضافة توابل، مثل القرفة، إلى القهوة أو الشاي أو المشروبات المخفوقة لتحسين مذاق السائل بكل بساطة. وتربط بعض الدراسات الصغيرة بين القرفة والسيطرة على سكر الدم. لكنّ إضافة هذا التابل إلى المشروب لا تعني تحسّن مستوى سكر الدم، كما أنّ التركيز على عنصر واحد ينسف منافع المشروب كله. لا يمكن أن يعطي أي عنصر مفعوله وحده، بل تتعاون جميع المغذيات في ما بينها. لذا، حاول أن تتبنى نمطًا غذائيًا صحيًا بَدل التركيز على نوع واحد من المغذيات.


MISS 3