جوزيفين حبشي

نادين نسيب نجيم تفكّر بالاعتزال

6 تشرين الثاني 2023

02 : 00

«أفكر باعتزال الفن قريباً»… هذا ما قالته الممثلة نادين نسيب نجيم خلال مشاركتها في مؤتمو Hia Hub على هامش فعاليات موسم الرياض بنسخته الرابعة. وتابعت قائلة اثناء مداخلة لها في جلسة حوارية بعنوان «البحث عن الحقيقة»، إنها ترى أن عليها الاعتزال وهي في قمة نجاحها…

أبدأ بالقول إن الاعتزال حق مشروع لأي شخص، فنان كان أو خلافه، وطبعاً ليس لأحد أن يتدخّل بقرار نادين نجيم، خصوصاً ألا أحد يدرك أسبابها ودوافعها. ولكن عندما تتابع نادين وتقول: «أرى أن علي الاعتزال وأنا في قمة نجاحي»، هنا، لا بدّ لي أن أطرح بعض التساؤلات. ما معنى الاعتزال في قمة النجاح؟ هل هذا يعني أن الفنان غير واثق بموهبته وكاريزمته وقدراته، لذلك يخاف أن يفقد نجاحه قريباً؟ هل هذا يعني أنه نرجسي بطبعه، مبهور بوسامته ويرفض أن يفقد حسنه مع الوقت، ويصر على ابقاء صورته بأوج سحرها في نظر الجمهور؟ هل قمة هذا النجاح لا تستمر عادة إلا لفترة زمنية محددة، ومحددة بمقومات معيّنة؟ هل يخاف أن يكبر في السن ويفقد يوماً بعد يوم إهتمام المنتجين والمخرجين وحب الجمهور؟ هل يشعر أن منافسة الجيل الجيد من الفنانين الصاعدين تكمن فقط في الجمال والشباب دون سائر المواهب المطلوبة أساساً لدى الممثل؟ أو ربما يكون الفنان قد جمع مالاً كافياً ولم يعد بحاجة لأن «يتعب» خصوصاً أن تصوير المسلسلات تحديداً يتطلب مجهوداً وتكراراً ووقتاً طويلاً وساعات تمتد لأشهر كثيرة؟ اطرح هذه التساؤلات كلها، وكلها مشروعة ومن حق الجمهور أن يطرحها على نجمه المفضل، اياً كان هذا النجم، وانتهي بالقول بإن نادين نسيب نجيم لم تكتف يوماً خلال مسيرتها الفنية، بالجمال والشباب وحدهما اللذين يستحيل ان يدوما، لا لها ولا لغيرها.


لقد اثبتت موهبتها التمثيلية وجدّيتها والتزامها واحترافيتها من خلال مجموعة أعمال (خصوصاً مع شركة «الصبّاح»)، وهذه المقومات هي كل ما يحتاجه الفنان الأصلي للنجاح والاستمرار، دون أي حساب لعمر أو شكل أو ظرف. هذه هي مقومات النجاح والاستمرار، وعلى رأسها الشغف بالفن الذي يصفه معظم الفنانين الكبار «بجرثومة» يستحيل الشفاء منها، فهي تجري في دمهم طوال العمر. نفهم أن يبتعد الفنان لفترة (لينشئ عائلة، أو ليهتم بأولاد أو لظرف شخصي أو صحي مثلاً)، ولكن اعتزال الفن؟ هل هذا ممكن؟


وخصوصاً القول بضرورة الاعتزال في قمة النجاح؟ هل هذا مقبول؟ قول نرفضه، ولا نرضاه لها، نحن الجمهور الذي أحبّها وأحبّ موهبتها واداءها وجمالها، فالقمة تستمر طالما الفنان يقدّم اعمالاً جيدة ويحافظ على مكانته. قول لا نرضاه لها ولا لغيرها من الممثلات تحديداً، المحكومات للأسف «بفترة صلاحية» تحددها عادة شركات الانتاج وليس الجمهور الوفيّ للفنانين ولهالتهم وسحرهم ونجوميتهم التي لا تخبو في ذاكرته مهما طال الزمان. نقول ما نقوله مع حسرة تجعلنا نتفهّم مخاوف بعض فناناتنا في عالم عربي لا يزال بعض منتجيه يرصدون البطولات والقمم للجميلات والساحرات والشابات فقط لا غير…

نادين نسيب نجيم، القمة للجميلات والموهوبات والقديرات مثلك تستمر طويلاً وطويلاً، وبعد «بكير كتير» عليكِ، فتراجعي عما قلته وقررته، قبل أن تقرأك يسرا وميريل ستريب مثلاً، أو تظهر لك فاتن حمامة في المنام.


MISS 3