نجوم كالشمس قد تدعم مظاهر الحياة بعد موتها ولكن...

02 : 00

إكتشف علماء الفلك عدداً كبيراً من النجوم القزمة البيضاء المحاطة بأقراص من الحطام. تُعتبر هذه الأقراص جزءاً من بقايا الكواكب التي يدمّرها النجم أثناء تطوره. لكنهم عثروا أيضاً على كوكب سليم يساوي كتلة المشتري ويدور حول نجم قزم أبيض.

يشير القزم الأبيض إلى بقايا نجمية تشتق من نجم أساسي كان أكبر حجماً بكثير، مثل الشمس. عندما ينفصل النجم الذي يوازي بكتلته حجم الشمس عن الاصطفاف الأساسي، سرعان ما يتضخم ويتحول إلى عملاق أحمر. في العام 2020، أعلن الباحثون عن اكتشاف كوكب سليم وسط أقراص الحطام في منطقة قابلة للسكن حول القزم الأبيض WD1054-226. تحلل دراسة جديدة الآن مسألة وجود كواكب خارجية في محيط الأقزام البيضاء وتتساءل عن سبب ندرة الكواكب القزمة الصخرية البيضاء.

يوضح المشرف الرئيسي على الدراسة، ديفيد كيبينغ، أستاذ مساعد في قسم علم الفلك في جامعة كولومبيا، نيويورك: «نظراً إلى ندرة الكواكب العملاقة النسبية مقارنةً بالكواكب الأرضية التي تشير إليها العوامل الديمغرافية الخاصة بالكواكب الخارجية وتجارب المحاكاة النظرية، تبدو هذه الظاهرة مفاجئة بدرجة معينة».

قد يكون كلام كيبينغ عن ثقل توزيع الكوكب الخارجي من الأسفل مربكاً من ناحية معينة، فهو يعني أن الكواكب التي يتراجع نصف قطرها تكون أكبر عدداً من الكواكب التي يرتفع نصف قطرها.

لكن لا تعكس الأرقام التي توصّل إليها الباحثون حقيقة ما يحصل هناك. تحمل كل طريقة رصد استعملوها للعثور على كواكب خارجية درجة من الانحياز الانتقائي. باختصار، لا يعرف العلماء إلا ما عثروا عليه، وليسوا متأكدين مما يحصل في الفضاء.

تكشف تقديرات كيبينغ أن احتمال أن يكون أول قزم أبيض عبارة عن كوكب ضخم يبلغ 0.37%. إنها حالة نادرة جداً، لكنها لا تقود بالضرورة إلى استنتاجات جديرة بالثقة. يوضح كيبينغ: «إنه استنتاج مثير للاهتمام، لكنه ليس مؤثراً جداً. في تاريخ علم الفلك، قد تقع أحداث غير متوقعة عند منحها الوقت الكافي».

تعني هذه التخمينات كلها أن العلماء رصدوا كوكباً واحداً من نوع القزم الأبيض وأنه عملاق غازي ضخم، لكنهم عثروا أيضاً على أقراص وافرة من الحطام الصخري حول الأقزام البيضاء التي تشتق على الأرجح من الكواكب الأرضية. لكن ماذا عن الفرضية القائلة إن الكواكب الصخرية الصغيرة حول الأقزام البيضاء تبقى نادرة؟

لهذه الأسباب، لا يعتبر كيبينغ فرضيتهم راسخة أو مقنعة في مطلق الأحوال. قد تكون تلك الفرضية مثيرة للاهتمام، لكنها تنتج بكل بساطة استنتاجات غير دقيقة. لا بد من جمع بيانات إضافية عن الموضوع. من المبكر طبعاً أن تُلغى أي جهود مستمرة أو مستقبلية للبحث عن كواكب أرضية حول الأقزام البيضاء.

لا يزال علم الكواكب الخارجية الخاص بالأقزام البيضاء في بدايته، لكنه يبدو واعداً لأن الأقزام البيضاء تكون مستقرة وطويلة الأمد بطبيعتها. تنطبق هذه المواصفات أيضاً على المناطق الصالحة للسكن.

تُعتبر الأقزام البيضاء فريدة من نوعها بين النجوم لأن نصف قطرها يساوي الأرض. هي أصغر حجماً من نجوم أخرى، ما قد يسهّل رصد أي كواكب بحجم الأرض. حتى أن دراسة غلافها الجوي قد تزداد سهولة، بما في ذلك احتمال رصد بصمات حيوية من الأصعب العثور عليها في محيط نجوم أكبر حجماً بكثير.

يسهل اختبار فرضية كيبينغ عن ندرة الكواكب الأرضية. لا شك في أن أي بحث مُركّز سيبدأ بالكشف عن سكان الكواكب الحقيقيين في محيط الأقزام البيضاء.

إذا عثر العلماء على عدد إضافي من العوالم المشابهة للأرض حول الأقزام البيضاء، قد يُمهّد هذا الاكتشاف لإطلاق مسار آخر نحو أماكن صالحة للسكن، ما يعني زيادة احتمال صمود مظاهر الحياة في الكون.


MISS 3