Heart Matters

الفاكهة والخضار لتحسين صحة قلبك

02 : 00

تحلل دراسة جديدة الروابط القائمة بين مؤشرات صحة القلب وثلاثة أنواع من الحميات الغذائية. في النهاية، تبيّن أن الحميات التي تكثر فيها كميات الفاكهة والخضار ترتبط بتحسّن صحة القلب!

ارتكز التحليل الجديد على المراقبة ونُشرت نتائجه في "حوليات الطب الباطني"، وهو يطرح أدلة إضافية مفادها أن الحميات الغنية بالفاكهة والخضار تسهم في حماية القلب والأوعية الدموية.

أخذ التحليل بياناته من تجربة "المقاربات الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم" أو "داش"، علماً أنها قيّمت آثار الحمية التي تستهدف ضغط الدم مقارنةً بحميات أخرى.

صمّم خبراء تغذية من "المعاهد الوطنية للصحة" حمية "داش" التي تُركّز عموماً على استهلاك الفاكهة والخضار، والحبوب الكاملة، ومشتقات الحليب قليلة الدسم، والدواجن، والأسماك، والمكسرات، والفاصوليا بدل اللحوم الحمراء والمأكولات الدهنية أو السكرية أو المالحة.

آثار الحمية على صحة القلب

في البحث الأخير، قارن الباحثون آثار ثلاثة أنواع من الحميات على مؤشرات مرتبطة بصحة القلب: حمية "داش"، وحميــــــة مختلفة وغنيــــة بالفاكهة والخضـار، وحمية غربية نموذجية. كان ستيفن جوراشيك من مركز "ديكونيس" الطبي في بوسطن المشرف الرئيــــس على الدراسة.

شملت الحمية الغربية مستوى استهلاك المغذيات لدى الراشدين الأميركيين العاديين. أما الحمية الغنية بالفاكهة والخضار، فكانت مشابهة على مستويات عدة لكنها تحتوي على كمية إضافية من الألياف الطبيعية مقابل تراجع الوجبات السريعة والحلويات.

حلل الباحثون بيانات ثلاث مجموعات مقسّمة عشوائياً في تجارب "داش". بلغ مجموع المشاركين في التحليل الأخير 326، وتبنى كل واحد منهم إحدى الحميات الثلاث الآنف ذكرها طوال ثمانية أسابيع.

قيّم العلماء مستويات ثلاثة مؤشرات حيوية مرتبطة بصحة القلب في عينات مصل الدم المأخوذة من المشاركين.

بلغ متوسط أعمار المشاركين 45.2 عاماً ولم يكن أحد منهم مصاباً بأمراض في القلب والأوعية الدموية. جُمِعت عينات المصل في البداية بعد الامتناع عن الأكل طوال 12 ساعة، قبل أن يبدأ المشاركون حمياتهم، ثم في نهاية فترة الدراسة الممتدة على ثمانية أسابيع.





ما أهمية الفاكهة والخضار؟

قيّم فريق البحث المؤشرات الحيوية التالية: تروبونين القلب عالي الحساسية، الببتيد المُدِرّ للصوديوم من نوع "برو- بي"، والبروتين التفاعلي "سي" عالي الحساسية.

يسهم بروتين التروبونين في تنظيم انقباضات عضلة القلب وقد يشير ارتفاع مستوياته إلى تضرر القلب. أما زيادة كميات البروتين التفاعلي "سي" في مجرى الدم، فتشير إلى وجود التهاب، ويكون ارتفاع معدلات الببتيد المُدِرّ للصوديوم مؤشراً الى قصور القلب. بعد تقييم عينات المصل المأخوذة قبل المقاربات الغذائية وبعدها، اكتشف الباحثون تراجع مستويات مؤشرَين حيويَين (التروبونين والببتيد المُدِرّ للصوديوم) عند تبنّي حمية "داش" أو الحمية الأخرى الغنية بالفاكهة والخضار، مقارنةً بأثر الحمية الأميركية النموذجية.

تشير هذه النتيجة إلى تحسّن صحة القلب لدى المشاركين في أول مجموعتَين. ولم تختلف مستويات المؤشرَين الحيويَين لدى مطبّقي أي نوع من الحميات الغنية بالعناصر النباتية. لكن لم تتأثر معدلات البروتين التفاعلي "سي" بأي من الحميات الثلاث. لم تتضح بعد الجوانب التي انعكست إيجاباً على صحة القلب في الحميتَين الغنيتَين بالفاكهة والخضار، لكن يطرح الباحثون فرضية عن الموضوع: "تكشف دراستنا أن الخصائص الغذائية المشتركة بين "داش" والحمية الغنية بالفاكهة والخضار، بما في ذلك ارتفاع كمية البوتاسيوم والمغنيسيوم والألياف، قد تكون عوامل سببية مؤثرة. لكن لا بد من إجراء أبحاث إضافية للتأكد من قدرة هذه الحميات على تحسين الوظيفة القلبية لدى الراشدين المصابين بقصور القلب".


MISS 3