عمر جسمك "السرّي" يكشف خطر إصابتك بالخرف أكثر من تاريخ ميلادك

02 : 00

مع مرور الوقت، يزيد خطر إصابة الناس بحالات مزمنة مثل السرطان، وأمراض القلب، والاضطرابات العصبية. قد يتقدّم الجميع في السنّ بالإيقاع نفسه من الناحية البيولوجية، لكن تختلف وتيرة الساعات الداخلية من شخص إلى آخر، فتتسارع أو تتباطأ. لا يمكن الاتكال على العمر الزمني (عدد السنوات منذ الولادة) لقياس العمر البيولوجي داخل الجسم.



هذا التباين دفع العلماء إلى استكشاف الآليات التي تسمح بتحديد عمر الناس البيولوجي. تقضي إحدى الطرق باستكشاف «الساعات اللاجينية» التي تأخذ في الاعتبار التغيرات الكيماوية الحاصلة في حمضنا النووي مع التقدم في السن. تستعمل مقاربة أخرى معلومات من الفحوصات الطبية، مثل ضغط الدم، ومستويات الكولسترول، وقياسات فيزيولوجية أخرى.

من خلال استعمال تلك المؤشرات الحيوية، اكتشف الباحثون أن تفوّق العمر البيولوجي على العمر الزمني يعني عموماً تسارع شيخوخة الخلايا وزيادة خطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالسن. يستنتج البحث الجديد أن العمر البيولوجي الذي يفوق السنوات التي عشناها قد يُحدد خطر الإصابة بالخرف والجلطات الدماغية مستقبلاً.

استنتج العلماء أن عمليات الشيخوخة البيولوجية قد تؤثر على إصابات الخرف والجلطات الدماغية في مراحل متقدمة من الحياة. إلى جانب استنتاجات أبحاث سابقة كانت قد رصدت رابطاً بارزاً بين العمر البيولوجي المتقدم ومخاطر السرطان، تأتي هذه النتائج لتشدّد على أهمية إبطاء التراجع الداخلي في الجسم للوقاية من الأمراض المزمنة مع التقدم في السن.

قد يصبح تقييم العمر البيولوجي عبر أخذ عينات دم روتينية نهجاً نموذجياً في أحد الأيام. في تلك الحالة، يمكن تحديد من تتسارع لديهم وتيرة الشيخوخة قبل عقود من ظهور أعراض الخرف. لا يزال هذا المرض مستعصياً في الوقت الراهن، لكن يسمح الكشف المبكر بإحداث تعديلات وقائية في أسلوب الحياة ومراقبة الوضع عن قرب. بدأت الأبحاث تفترض مثلاً أن العمر البيولوجي يمكن إبطاؤه، أو حتى عكس مساره، عبر خطوات مرتبطة بأسلوب الحياة مثل التمارين الجسدية، والنوم، والحمية، والمكملات الغذائية.

تقضي الخطوة المقبلة بتكرار هذه النتائج لدى مجموعة متنوّعة من الناس. يأمل الباحثون أيضاً في رصد الروابط بين الخلفية الوراثية، والشيخوخة البيولوجية، وحالات حادة أخرى مثل السكري وأمراض القلب.

حتى الآن، قد تسمح مراقبة عمليات الشيخوخة الداخلية بتأخير التراجع المعرفي، ما يُجدّد الآمال بتحسين الصحة وعيش حياة مريحة في مراحل متقدّمة من العمر.


MISS 3