الإنسان تعلّم المشي وهو منتصب بثلاث خطوات

02 : 00

تكشف دراسة جديدة عن أذن قرد قديم أن تطوّر عادة المشي على القدمَين لدى البشر لم تحصل فجأةً، بل تألفت هذه العملية من ثلاثة أجزاء وجاءت لتسدّ الفجوة بين التأرجح على الأشجار والوقوف على أرض صلبة.



يشتق هذا الدليل الجديد من جماجم قرد «لوفينجبيثيكوس» الذي كان يعيش في شرق آسيا منذ 6 ملايين سنة تقريباً.

استكشف يينان تشانغ، طالب دكتوراه في قسم علم الأحفوريات في الأكاديمية الصينية للعلوم، أذن ذلك القرد مع أنها قد تبدو مكاناً غريباً للبحث عن أدلة حول مسار تحرك أي كائن منقرض منذ فترة طويلة.

يعرف العلماء أن الجهاز الدهليزي قد يكون أداة لدراسة تنقلات البشر القدامى والأجناس ذات الصلة منذ العام 1994 على الأقل، حين فحص عالِم التشريح الهولندي فريد سبور وفريقه عظام الأذن الداخلية لدى أكثر من 150 كائناً من نوع الرئيسيات الحية والمنقرضة.

يرسل الجهاز الدهليزي في الأذن الداخلية معلومات بشأن وضعية الحيوان وحركته في المساحات المحيطة به إلى الدماغ. تكون القنوات الثلاث نصف الدائرية في ذلك الجهاز مليئة بسائل وشعيرات رقيقة تستشعر الحركة وتسهّل الحفاظ على التوازن.

تشير الدراسة الجديدة إلى تطوّر المشي على القدمين لدى البشر عبر ثلاث خطوات. قبل قرد «لوفينجبيثيكوس»، كانت القرود القديمة تنتقل من غصن إلى آخر وهي تتعلّق بأذرعها بكل بساطة. ثم ظهر هذا القرد وبات يمثّل شخصية وسطية تتسلق وتتأرجح بين الأشجار تزامناً مع التحرك على أربعة أطراف فوق الأرض، وكان يستعمل طرفَين أيضاً للتمسّك بالأغصان.

يكشف التحليل الجديد أن قرد «لوفينجبيثيكوس» يعكس إلى حدّ كبير طريقة تنقّل آخر سلف مشترك بين القرود والبشر، وقد تطوّرت عادة المشي على القدمَين لدى الناس في نهاية المطاف انطلاقاً من هذا الخليط من الحركات.

يتماشى هذا الاستنتاج مع نتائج سابقة مفادها أن حركة المشي على القدمَين ظهرت بوتيرة تدريجية، فقد بدأ أسلافنا يقفون باستقامة على الأشجار والأغصان وراحوا يستندون إلى أقدامهم ببطء.

بدأ البشر يسيرون على قدمَين في مرحلة معيّنة من تاريخهم التطوّري، لكنهم ينبثقون فعلياً من رئيسيات غير مألوفة طوّرت على ما يبدو أساليب فريدة من نوعها للتحرك في محيطها.

MISS 3