قد لا نلاحظ هذه «الحاسة السادسة» بسهولة، لكنها بالغة الأهمية كونها تضمن سلامة جميع الأنظمة الجسدية عبر تنبيهنا إلى اختلال توازن الجسم. هذا ما يحصل مثلاً حين نقرر أن نشرب بسبب العطش أو نخلع طبقة سميكة من الملابس بسبب شعور الحرّ.
كذلك، يُعتبر الحس الداخلي ضرورياً لحماية الصحة النفسية لأنه يؤثر على عمليات أساسية عدة، بما في ذلك اتخاذ القرارات، والقدرات الاجتماعية، والراحة العاطفية.
في المقابل، يؤثر اختلال الحس الداخلي على مشاكل نفسية عدة، مثل الاكتئاب، والقلق، والاضطرابات الغذائية. حتى أنه قد يفسّر ما يجعل بعض الأمراض النفسية تتقاسم أعراضاً متشابهة، مثل اضطراب النوم أو الإرهاق.
يكشف تحليل جديد أن الحس الداخلي يختلف بين الرجال والنساء. بدت النساء أقل دقة في أداء المهام التي تُركّز على القلب أو الرئتين مقارنةً بالرجال. لا تفسّر عوامل أخرى تلك الاختلافات، بما في ذلك الجهد الذي يبذله المشاركون خلال مهامهم، أو الاختلافات الفيزيولوجية مثل وزن الجسم أو ضغط الدم.
قد تساعدنا النتائج الجديدة على فهم شيوع أمراض نفسية مثل القلق والاكتئاب لدى النساء أكثر من الرجال بدءاً من سن البلوغ.
تتعدد النظريات المقترحة لتفسير هذا الاستنتاج، ويتعلق معظمها بالعوامل الوراثية، والهرمونات، والشخصية، والتعرّض للضغط النفسي أو المشاكل خلال الطفولة.
تكشف دراسات جديدة أن تقوية الحس الداخلي تسمح بتحسين الصحة النفسية، لكن تستنتج أبحاث أخرى أن الرجال قد يستعملون إشارات الحس الداخلي المنبثقة من القلب مثلاً أكثر من النساء للتعامل مع عواطفهم.
برزت اختلافات أخرى أيضاً، فقد تبيّن أن المرأة تتنبه إلى إشارات الحس الداخلي أكثر من الرجل، ما يعني أن العلاجات التي تهدف إلى تحسين الحس الداخلي قد تفيد بعض الناس دون سواهم، أو ربما تعطي تقنيات مختلفة نتائج أفضل مع الآخرين. يجب أن تستكشف الأبحاث المستقبلية هذه المسألة.
يعرف معظم الناس الحواس الخمس (اللمس، البصر، السمع، الشمّ، الذوق)، لكن لم يسمع الكثيرون بالحس الداخلي الذي يساعدنا على اختبار المشاعر وتفسير الإشارات الداخلية التي تنظّم وظائف جسدية حيوية، مثل الجوع، والعطش، وحرارة الجسم، وضربات القلب.