تمارين شد البطن اليومية لن تستهدف دهون بطنك

02 : 00

يكفي أن تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي لفترة كي تشاهد في لحظة معيّنة إعلاناً يعدك بمساعدتك على فقدان دهون مستهدفة. تسوّق هذه الإعلانات مفهوم «الحرق المستهدف»، ما يعني أن تحرق الدهون في منطقة محددة من الجسم، لا سيما البطن، عبر تمارين جسدية متخصصة. من الشائع أيضاً أن تروّج الإعلانات لحميات خاصة أو حبوب ومكملات لتفكيك الدهون في مناطق مستهدفة. غالباً ما تشمل تلك الإعلانات مقارنات مبهرة بين صور الناس الأولية وصورهم بعد مرور أسابيع على بدء التمارين، فتبدو قابلة للتصديق.

لكنّ حرق الدهون المستهدف هو نوع آخر من الخرافات الرائجة في عالم إنقاص الوزن. لا يمكن استهداف موقع فقدان الدهون بكل بساطة. في ما يلي أبرز الأسباب...

الجسم مُصمّم لحرق جميع أنواع

الدهون المخزنة لإنتاج الطاقة

على عكس الوعود الواردة في الإعلانات التجارية، لا تستطيع عضلات الجسم أن تصل إلى دهون محددة مباشرةً وتحرقها أثناء التمارين الجسدية، بل إنها تلجأ إلى عملية تحلل الدهون لتحويل الشحوم الثلاثية إلى أحماض دهنية حرّة وعنصر الغليسيرول الذي ينتقل لاحقاً إلى العضلات عبر مجرى الدم.

نتيجةً لذلك، تنبثق الدهون المخزّنة التي يستعملها الجسم لإنتاج الطاقة خلال حصص الرياضة من جميع مناطق الجسم، لا المواقع التي نستهدفها لفقدان الدهون.

تؤكد الأبحاث على طريقة حرق الدهون خلال الرياضة، ما يعني أن مفهوم الحرق المستهدف مجرّد خرافة. لم ترصد تجربة عيادية امتدت على 12 أسبوعاً أي تحسّن بارز في تراجع دهون البطن بين من طبّقوا برنامجاً من تمارين المقاومة في منطقة البطن تزامناً مع تعديل حميتهم الغذائية ومن اكتفوا باتباع حمية خاصة.

الجسم يقرر مكان تخزين الدهون

وموقع خسارتها منذ البداية

تؤثر عوامل خارجة عن سيطرتنا على المناطق التي يخزّن فيها الجسم الدهون أو يخسرها:

• الجينات: تؤثر العوامل الوراثية على طريقة تخزين الدهون. تكشف الأبحاث أن جيناتنا قد تحدد حتى 60% من أماكن توزيع الدهون.

• الجنس: يتمتع الجسم بطبيعته بخصائص تختلف بين الجنسَين على مستوى تخزين الدهون، فتحمل المرأة مثلاً كتلة دهنية أكبر من الرجل، لأن جسمها مُصمّم لحفظ الدهون المخزّنة دعماً لفترة الحمل والرضاعة. كذلك، تميل المرأة إلى فقدان الوزن أولاً من الوجه، وربلة الساق، والذراع، لأن هذه المناطق هي الأقل تأثيراً على الإنجاب. لكنها تحتفظ بالدهون في محيط الوركين، والفخذين، والمؤخرة.

• العمر: تُسبّب عملية الشيخوخة تغيرات في الكتلة العضلية، والأيض، ومستوى الهرمونات، ما قد يؤثر على مكان وطريقة فقدان الدهون. يميل الرجال في منتصف العمر والنساء بعد انقطاع الطمث إلى تخزين الدهون الحشوية في وسط الجسم، ويصعب التخلص من الدهون في هذه المنطقة عموماً.

الحبوب والمكملات الشائعة

لا تستهدف فقدان الدهون

تزعم معظم الإعلانات التي تسوّق هذه الحبوب والمكملات الغذائية، بما في ذلك منتجات تعتبر نفسها «أفضل طريقة لخسارة دهون البطن»، أن نتائج منتجاتها مدعومة من «تجارب عيادية» و»أدلة علمية». لكن على أرض الواقع، لا تدعم دراسات مستقلة كثيرة هذه المزاعم.

حللت دراستان جديدتان في جامعة سيدني بيانات عن أكثر من 120 تجربة استعمل فيها الباحثون دواءً وهمياً إلى جانب المكملات العشبية والغذائية. لم يسمح أي نوع من المكملات الخاضعة للدراسة بتخفيض وزن الجسم بدرجة ملحوظة لدى البدينين أو أصحاب الوزن الزائد.

لكن حتى لو عجزتَ عن السيطرة على خسارة الدهون، يمكنك أن تحقق نتائج إيجابية في مناطق محددة عبر استهداف الدهون الإجمالية.

قد تخسر الوزن الزائد في منطقة معينة بفضل التمارين الجسدية، لكن تسهم جميع النشاطات في حرق دهون الجسم وحفظ الكتلة العضلية، ما يؤدي إلى تغيّر شكل الجسم مع مرور الوقت والتحكم بالوزن على المدى الطويل. تتطلب هذه العملية أيضاً تعديلات تدريجية في أسلوب حياتك (حمية غذائية، رياضة، نوم) كي تترسخ عادات الرشاقة المكتسبة في يومياتك بشكلٍ دائم.


MISS 3