صفي الدّين: الحرب على غزّة كشفت حجم الأحقاد الأميركيّة - الإسرائيليّة

16 : 55

رأى رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين، أننا "نعيش اليوم وقائع، وليس أمامنا إلّا خيارين: إمّا المقاومة أو أن نكون عبيداً في خدمة أميركا، ونحن اخترنا طريق المقاومة، ويستحيل أن نكون أتباعاً، وسنعمل على مواجهة وطرد المشروع الأميركي من المنطقة".


كلامُ صفي الدين جاء خلال الاحتفال التأبيني بذكرى مرور أسبوعٍ مقتل وجيه شحادة مشيك، والذي أُقيمَ في مجمع الإمام الباقر في بلدة الزعارير - بيت مشيك، في حضور مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" حسين النمر، النائبَين حسين الحاج حسن وابراهيم الموسوي، الوزير السّابق حمد حسن، وحشد من الفاعليات.


أضاف: "في لبنان، هناك الكثير من التّحليلات والتأويلات والتصريحات والمقابلات أنّ حزب الله هو مَن فتح الحرب الواسعة على الكيان"، مُؤكّداً أنّ "الحروب دائماً كان يشنُّها العدو الإسرائيلي، فهو دائماً يخوض الحرب على المنطقة ويهدد المصالح"، موضحاً أن "أي ضعف أمام العدو سيُغريه بشنّ حرب واسعة، ولكن حين تقولُ له إنّنا لا نخاف من تهديداتك ونحن أقوياء، فهذا الذي سيردع وينفع".


وشدّد على "أننا اليوم في معركة الدفاع عن غزة والضفة، وشهداؤنا فيها على طريق القدس، وهي من المعارك الّتي دخلنا اليها وشاركنا فيها عن وضوح تام وقناعة تامة. فالحقيقة أنّ الإنسان لديه تجربة، بصرف النّظر عن طبيعة وحجم المشاركة، والمهمّ أن يقتنع أهلك ومجتمعك في الدّفاع عن الحق في أن نكون للمظلوم عوناً، وللظالم خصماً، وهذه هي العدالة بمواجهة أعداء الدين والإنسانيّة، وأميركا وإسرائيل أسوأ من فرعون وجبروته".


وأكد أن "المجاهدين حينما يستشهدون يحقّقون الأُمنية والغاية التي اعتقدوا بها، والشهادة هي مقام وتاج وتوفيق، وأفضل خاتمة في حياة إنسان مضحّي. وهؤلاء هم أهل البيعة الذين باعوا أنفسهم، وحينما حلت البيعة حلّت البركات، فمجتمعنا المقاوم يقول إننا لن نتزحزح ولن نبدّل ولن نغير وسنبقى إلى جانب المقاومة حتى آخر الطريق بوجه التحديات".


وشدّد على أن "التحديات الداخلية والخارجية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية والسياسية والعسكرية والأمنية التي واجهت المقاومة، والتي عشنا في ظلها، لم تتمكّن من إجهاض المقاومة، أو إضعافها أو توقّف حركتها، حتى أعداؤنا لم يفهموا هذه العظمة، وأحد مكامن عظمة المقاومة هي شهداؤها. وهذا المجتمع هو الّذي يُنتج هذه الثقافة وهذه القيم وهذه القدرة، وكل معركة شاركنا فيها كنا على ثقةٍ ودراية ومعرفة ووضوح أنّنا في مقاومة، ولا يدخل الشكّ والريب إلى قلوب أحد من أبنائها وشعبها وقادتها؛ لأنّ هذا النبع الفيّاض يزداد قوّة وعظمة، لذلك، يخافُ منّا عدوّنا، ومن حقه أن يخاف".


وأشار صفي الدين إلى أن "الوضوح هو الّذي أعطانا القوة والقدرة، وفتح المجال لشبابنا أن يشاركوا في الجبهة ليزدادوا قوّة وعظمة، وأهل الجنوب جاءوا إلى البقاع واستشهدوا، وأهل البقاع سبقوا أهل الجنوب في الدّفاع عن الوطن والأمّة، وأهل البقاع يُدافعون عن الأمة ومشاركتهم دليل عافية وعظمة وحيويّة ونخوة، وهم جاهزون ومستعدون للذهاب حيثما كان".


وتابع: "لدينا آلاف، بل عشرات الآلاف من المجاهدين الأشداء الأبطال، وهذه الحرب المجنونة التي يقودها الأميركيّ والإسرائيليّ، والتي لن يحصدوا منها إلا الخيبات ستدخلهم في نفق التهاوي، أكثر مما كان عليه في حرب غزة. فالجيش الإسرائيلي هو كل شيء عند المستوطنين، ولا أمن ولا أمان من دونه، فالمستوطنون دائماً بحال قلقٍ، والّذي يُدافع عن هذا القلق هو هذا الجيش المدعوم بكلّ إمكاناته وبأعتى أنواع الأسلحة فتكاً وتدميراً من أميركا، لكن هذا الجيش لم يتمكّن من الدخول إلى غزة، فهل يمكن للمستوطنين أن يعتمدوا عليه؟".


وقال: "إنّ المستوطنين يقولون إنّنا لن نعودَ إلى الشّمال طالما أنّ حزب الله عند الحدود، ولو وثقوا بجيشهم لما قالوا ذلك. وهذه هي أهمّ نتائج الحرب الصادمة والجائرة في حرب غزة، بفضل الإصابات الدقيقة التي يحققها حزب الله، فالإسرائيلي اليوم يئن من ضربات المقاومة، ولولا ذلك لما كان بحاجة لهذا الصراخ".


أضاف: "ان الحرب على غزة كشفت حجم الأحقاد الأميركيّة الإسرائيليّة، فهم لا يرون أنّ هؤلاء الفلسطينيين العرب هم من صنف البشر الذين يستحقون الحياة، لذلك جاءوا لإبادتهم بقتل وإجرام مريع، وهم لا يأبهون على الإطلاق بالمشاعر الإنسانية أو بالقانون الدولي".


وختم صفي الدين: "على اللبنانيين والعالم الإسلامي أن يعرفوا حقيقة أميركا والغرب الذي لم يوفّر مدرسة أو مستشفى أو طفل، وقد كشفت هذه الحرب حقيقة مرّة ومخجلة، فالذين تحرّكوا مع أميركا، طوال العقود الماضية، ويعملون بخدمتها هي لا تُعطيهم أي أهمّيّة لا في قدراتهم ولا في قمّة أو اجتماع".

MISS 3