اليونيسف: غزة أخطر مكان للأطفال في العالم

إسرائيل تُواصِل ضرباتها وتنوي توسيع عمليّاتها

02 : 00

جندي إسرائيلي خلال مشاركته في العمليّات العسكرية داخل قطاع غزة أمس (أ ف ب)

واصل الجيش الإسرائيلي في اليوم الـ74 من الحرب الطاحنة أمس، قصفه العنيف وعملياته البرّية المكثّفة في غزة، على الرغم من ضغوط دولية تلحّ على حماية المدنيين في القطاع الفلسطيني المحاصر، فيما نقلت «القناة 12» الإسرائيلية عن وزير الدفاع يوآف غالانت تأكيده أن العملية العسكرية ستتوسّع لتشمل مناطق أخرى في القطاع.

وقال غالانت خلال تفقّده أحد المواقع العسكرية على حدود غزة: «لقد أصبحت خان يونس العاصمة الجديدة للإرهاب، ولن نتوقف عن العمل هناك حتّى نقوم بتصفية كبار قادة حماس»، متوعّداً بأن إسرائيل ستواصل حربها على القطاع حتّى «تُحقّق أهدافها بالكامل»، ولفت إلى أن «النصر يحتاج إلى المزيد من الوقت».

في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي العثور على متفجّرات في مركز طبي في الشجاعية، في ضواحي مدينة غزة، وتدمير أنفاق لـ»حماس» وقتل كوادر في الحركة في عمليات نُفّذت أخيراً. وأشار إلى تصفية رجل الأعمال صبحي فراونة بضربة جوّية في رفح، وهو ضالع في تحويل عشرات ملايين الدولارات لتمويل نشاطات «كتائب القسّام».

وتسبّبت الحرب بسقوط 19667 قتيلاً في القطاع، نحو 70 في المئة منهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لحكومة «حماس». واستهدف قصف إسرائيلي عنيف مدينتَي رفح وخان يونس، ووسط غزة. وقُتل 20 فلسطينيّاً في قصف على رفح أمس، بحسب «حماس»، من بينهم 4 أطفال والصحافي عادل زعرب.

وفي مشهد مأسوي، كان ناجون يبحثون بين أنقاض مبنى منهار وينتشلون جثثاً في رفح أمس، في حين قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك: «يضطرّ الفلسطينيون للجوء إلى مناطق تزداد صغراً، فيما تقترب العمليات العسكرية شيئاً فشيئاً منهم»، محذّراً من أنهم «محاصرون في جحيم. لم يعُد هناك مكان يذهبون إليه في غزة».

وفي السياق، اعتبر الناطق باسم «اليونيسف» جيمس إلدر خلال مؤتمر صحافي دوري في الأمم المتحدة في جنيف أن غزة هي «أخطر مكان في العالم» للأطفال. وأعرب إلدر الذي أمضى قرابة أسبوعين في غزة، عن «غضبه من لامبالاة الذين يتولّون زمام السلطة بالكوابيس الإنسانية التي يُعاني منها مليون طفل»، متحدّثاً بتأثر كبير عن مصير أطفال أُدخلوا إلى المستشفى بعد بتر أحد أطرافهم ثمّ «قُتلوا في هذه المستشفيات» من جرّاء القصف.

توازياً، تتواصل المحادثات من أجل التوصّل إلى هدنة جديدة. واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أنه يُمكن التوصّل إلى هدنة إنسانية ممتدّة في القطاع، إذا وافقت «حماس» على إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.

وأعربت «حماس» عن استعدادها لصفقة تبادل أسرى، لكن «بعد وقف لإطلاق النار»، بينما يتوجّه رئيس المكتب السياسي لـ»حماس» إسماعيل هنية على رأس «وفد قيادي رفيع» إلى القاهرة اليوم لإجراء محادثات محورها التوصّل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل للأسرى مع إسرائيل، بحسب وكالة «فرانس برس».

في المقابل، ذكرت «القناة 12» الإسرائيلية أن محادثات «مهمّة وجادة وعميقة» تجري في شأن تفاصيل صفقة لتبادل الأسرى، لكن الاتفاق ليس وشيكاً. كما أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن تل أبيب عازمة على تحقيق اختراق في المحادثات، رغم علمها بأنها «ستدفع ثمناً باهظاً».

أمّا في نيويورك، فقد واصل مجلس الأمن الدولي البحث عن سُبل تُمكّنه من تحقيق توافق قبل تصويت مرتقب على مشروع قرار إماراتي جديد، تهدف النسخة الأخيرة منه إلى «تعليق» وليس «وقف» الأعمال القتالية في غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، بعد 10 أيام من فيتو أميركي.

وفي الضفة الغربية، فجّر الجيش الإسرائيلي منزل الفلسطيني أسامة بني فضل الذي يتّهمه بتنفيذ هجوم مسلّح أدّى إلى مقتل إسرائيليَّين في بلدة حوارة جنوب نابلس في آب الماضي.


MISS 3