ريتا ابراهيم فريد

يمنى بو حنا بأمسية ميلادية: استذكرتُ بداياتي

22 كانون الأول 2023

02 : 02

هي ليست بعيدة عن أجواء الطفولة، سواء في ملامح وجهها التي تعكس براءة وسلاماً، أو في العفوية التي تقدّم فيها أعمالها الغنائية والدرامية. من مسلسل «أحلى بيوت راس بيروت» الذي شكّل نقطة البداية، عرفها الجمهور وأحبها في كلّ أعمالها. عفوية وصادقة، تجسّد شخصياتها بدقّة وحرفية. إلى جانب التمثيل، تمتلك موهبة الغناء. وتشارك في أمسية ترانيم وأغانٍ ميلادية يحييها أطفال رعية القديسة ريتا – المونتيفردي مساء اليوم الجمعة عند السابعة مساءً. «نداء الوطن» تواصلت مع الممثلة والمغنية يمنى بو حنّا التي تحدّثت عن التحضيرات للأمسية برفقة الأطفال، مشدّدة على ضرورة التمسّك بالأمل في هذه الظروف الصعبة.



كيف كانت أجواء التحضير للريسيتال وكيف تمّت دعوتك للمشاركة؟

أولاد الرعية يقيمون هذه الحفلة سنوياً ويستضيفون أحد الفنانين للمشاركة معهم. وحيث أننّي على معرفة سابقة بالمنظّمين، تواصلوا معي وطلبوا مني أن أنضمّ إليهم هذا العام. فعلياً قامت مديرة الجوقة بولا معلوف بتمرين الأطفال على الترانيم والأغاني، وأنضممتُ إليهم في عدد من البروفات لنتدرّب على بعض الأغنيات التي سننشدها معاً، علماً أنّ هناك أغنيات أقدّمها بمفردي، وأخرى يقدّمها الأطفال بمفردهم.

مع الاشارة الى أنّ الريسيتال تحت إشراف كاهن الرعية سليم بطاني وإدارة لجنة وقف الرعية، التوزيع الموسيقي لكريستوفر هارون موز ومنسقة أعمال الأمسية المحامية جميلة فلفلي نجيم.

ما الذي يميّز العمل الفنّي حين يشارك فيه الأطفال، خصوصاً إذا كنا نتحدّث عن ريسيتال في زمن الميلاد؟

حين نشير الى عيد الميلاد المجيد، تلقائياً نستذكر الأطفال. فهم لا يزالون في مرحلة البراءة: ينتظرون وصول بابا نويل، ويصلّون كي يزور يسوع قلوبهم. أثناء التمرين، بدأتُ أستذكر نفسي حين كنتُ في تلك المرحلة، وكيف كان الحماس كبيراً لهذا العيد. وقد لمستُ براعة هؤلاء الأطفال الذين كانوا يتمرّنون من دون موسيقى ويعكسون اندفاعاً والتزاماً كبيرين. وحين تقدّمت فتاة صغيرة كي تغنّي solo، أعادتني معها الى زمن طفولتي. واستذكرتُ بداياتي الفنية حين كنتُ أرنّم مع الكورال في الكنيسة. حينها لم أكن أعلم أني سأسير يوماً ما في طريق الفنّ. لكن بداياتي كانت هكذا، solo في الكنيسة. وبشكلٍ عام، كان التعامل مع هؤلاء الأطفال رائعاً وممتعاً.

لفتني ما ذكرتِه منذ قليل عن الطفلة الصغيرة. حين نعود قليلاً بالزمن الى مراحل الطفولة التي كانت خالية من هموم اليوم، ما الذي يمكن أن يتغيّر في داخلنا؟


هناك لعبة صغيرة ألعبها مع نفسي باستمرار، وأتساءل فيها عمّا يمكن أن يحدث لو عدتُ بالزمن الى مرحلة معيّنة، وأحاول تخيّل ذلك المشهد مع كل الصور والتفاصيل. ثمّ أسأل نفسي ماذا كنتُ سأغيّر في ذلك الماضي لو عدتُ إليه؟ وبالفعل أحياناً أتمنّى لو أستقرّ هناك لفترة، كي أجرّب اختيارات جديدة ومختلفة. وهذا يعيد الى أذهاننا أهمية القرارات المصيرية التي نتّخذها حين نكون على مفترق طرق، وكيف يمكنها أن تترك تأثيرها على المراحل المقبلة من حياتنا.





أنتِ ممثّلة ومغنية وتقدّمين نشاطات فنية عدّة، لذلك لا بدّ من أنك تتلقّين تعليقات مستمرة. هل من تعليق تلقّيته في الفترة الأخيرة وأثّر بكِ؟

منذ فترة قصيرة كنتُ في طريقي الى المسرح مع أصدقاء لي، وحين ركنّا السيارة في المرآب، أوقفتني صبية وأخبرتني أنّ السيدة الجالسة الى جانبها عرفت فوراً من أكون، علماً أنّ الوقت كان متأخراً في المساء، وذكّرتني بمسلسل «أحلى بيوت راس بيروت» الذي شاركتُ فيه حين كنتُ في مرحلة البدايات. فرحتُ كثيراً بهذا التعليق، ويسعدني بالفعل أنّ هذا الدور انطبع في ذاكرة الناس، الذين رأوا فيه عملاً مميزاً يستذكرونني دوماً به.

العيد في لبنان بات يترافق مع غصّة خلال السنوات الأخيرة نظراً للظروف الاقتصادية والأمنية. في هذا الإطار، أي مسؤولية تقع على الفنان ليزرع ضوء أمل صغير وسط هذه العتمة؟


بكلّ بساطة يجدر به أن يقول الحقيقة التي يراها، وهي واضحة كالشمس. لا يمكننا أن نصمت أمام معاناة الأطفال والأبرياء وكل الضحايا الذين يسقطون. بعيداً عن السياسة، المسألة إنسانية بحتة بين أن نكون مع الظلم أو ضدّه. وحين نتحدّث أكثر عن ذلك، لا بدّ من أن نلفت النظر أكثر تجاه القضايا الإنسانية، لا سيّما أنّ لدى الفنان عموماً متابعين كثراً، من هُنا رسالته تترك تأثيراً أكبر.

انطلاقاً من كونك فنانة شابّة مصرّة على إقامة النشاطات الثقافية والفنية، ماذا تقولين للشباب اللبناني المحبط، خصوصاً اليوم في فترة الأعياد؟

أقول لهم: أحياناً قد نظنّ أنّنا ركعنا أو استسلمنا، وربّما حينها لن ندرك بأنّ الأمور لن تنتهي بهذه الطريقة المأسوية، الى أن ننجح في النهوض من جديد. شخصياً، مررتُ بهذه التجربة. مجال عملي يفرض عليّ تقديم الفرح للناس، لكن في داخلي أشعر دوماً أنّ لا كينونة لي من دون الفنّ الذي أقدّمه. نحن لن نحس بالأمل إلا بعد أن نمرّ في محنة، وربّما بات الأمر أشبه بشعار، لكنه فعليّ وواقعيّ. مهما فعلوا بنا ومهما واجهنا من صعوبات، لا بدّ من أن تنبع القوة من داخلنا وتدفعنا كي ننهض من جديد.


MISS 3